لا أحد ينكر أن المجالس الحسينية التي تقام في العراق أو بلدان أخرى لها أهمية كبرى في صد موجات الانحراف الفكري والعقدي فيما لو استغلت بشكل صحيح لدحض موجة الإلحاد والشذوذ التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع العراقي نتيجة ردود الأفعال التي يمارسها ساسة الفساد والذين أسسوا بؤر الانحرافات نتيجة سلوكهم الخاطئ واستمرارهم به وكذلك وجود المفاسد الدنيوية التي عمت على جميع أبناء شعب العراق المظلوم الجريح ،ولا ننسى أن دور القصيدة الحسينية ولما تحمل من طابع ثوري او فكري كان ولا زال يرعب الطغاة لذلك نرى ان منهج الفكر المعتدل يستقطب جمهور كبير من أبناء الأمة الإسلامية نتيجة خلل وملل حصل من سذاجة البعض في نهج سلوكهم الخاطئ وتشويه للمنبر الحسيني ، وحقيقة أن هناك إرادة خفية تعمل لإفراغ المنبر الحسيني من محتواه الحقيقي بسن بدع لم ينزل الله بها من سلطان هدفها تغيير المسار والمنهج الذي سارت وتسير به القضية الحسينية سواء في الخطابة أو في مجلس العزاء ، ومن هنا جاء دور علماء الدين الحقيقيين كما اكد عليه السيد المعلم الأستاذ في عكس صورة مشرقة ومشرفة عن دور العزاء الحسيني في أطوار تبعث روح التضحية، والفداء، والشجاعة ، والإيثار والوسطية والاعتدال لدى المجتمع الإسلامي بصورة عامة وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) صورة اخص ، وكما هو المعلوم من ان المرجع الحقيقي هو من يستعمل الدواء الصحيح والطرق الصحيحة لعلاج المجتمع الذي يصاب بأمراض كثيرة ومتنوعة نتيجة الانحرافات في شتى المسائل الاجتماعية والدينية ومنها مجال المجالس الحسينية بحلتها الجديدة الناضجة التي تبعث الامل نحو رقي وكمال فكري ، وهذا ما يهدف له الدين الإسلامي الصحيح .