23 ديسمبر، 2024 10:47 م

الشعائر الحسينية الواجهة الإعلامية للثورة الحسينية في كل العصور

الشعائر الحسينية الواجهة الإعلامية للثورة الحسينية في كل العصور

لقد أكد ائمة أهل البيت عليهم السلام على الشعائر الحسينية بما تحويه من لبس السواد وقول الشعر والبكاء بل إظهار الجزع وغيرها من مفردات الشعائر التي يتبناها أتباع أهل البيت عليهم السلام ، وقد أظهر ائمة أهل البيت عليهم السلام الآثار العظيمة التي تنتج من خلال القيام بهذه الشعائر من ناحية الثواب ونزول البركات بل ضمان الجنان لمن يقوم بهذه الشعائر ، هذا من ناحية الثواب والخاتمة التي يترجاها كل إنسان عاقل يبتغي الجنان والحياة السعيدة في الآخرة ، وهناك شطر أخر من خلال القيام بهذه الشعائر بل هو الغاية الحقيقية المبتغاة من وجود وتبني ودعم هذه الشعائر المقدسة ، وهو إثارة التساؤلات عند الآخرين بل البشرية قاطبةً لماذا يبكون أو يلبسون السواد أو يلطمون أو يتطبرون أو يمشون أو يوزعون الطعام وغيرها من مفردات الشعائر الحسينية ، إثارة هذه التساؤلات من أهم الوسائل لجذب الآخرين للتعرف على مظلومية أهل البيت عليهم السلام ومن ثم الأفكار والمعتقدات التي تحملها ومن ثم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذا اسلوب قرآني وسماوي في جذب الناس الى طريق الهدى من خلال إثارة التساؤلات عندهم وهناك أمثلة كثيرة منها تكسير الأصنام من قبل نبي الله إبراهيم عليه السلام ووضع المطرقة في رقبة اكبر الأصنام وكذلك ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في داخل الكعبة وغيرها من الأمثلة على هذا الاسلوب في تبيان الحق للناس ، وهذه الوسيلة من أرقى الوسائل وأسرعها وأقواها في جذب الآخرين الى ما تريد أن تعرفهم به ، لأنها تناغم المشاعر والأحاسيس الإنسانية التي تهز القلوب وتستعطفها وهذه بدورها تدفع العقول الى التفتيش عن اسبابها ودوافعها وهذا قمة وذروة غاية القيام بالشعائر الحسينية ، فلا يجب أن يكون النظر لهذه الشعائر من الناحية السطحية بل يجب أن يكون النظر بشكل أعمق وأدق ، لأن الثورة الحسينية على عظمتها تحتاج الى من يعرفها ويخرجها الى الإنسانية قاطبة ، أي تحتاج الى وسيلة إعلامية ذكية تجذب المشاهد والمستمع والمراقب بقوة من هذا العالم المتشابك بوسائل الإعلام المختلفة ، لأنها ثورة من أجل هداية البشرية الى طريق الهدى الذي ينشر لهم السعادة في جميع مفردات الحياة ، وأهم وسيلة لتعريف الاخرين وجذبهم الى قيم وأهداف هذه الثورة هي الشعائر الحسينية التي تثير التساؤلات عندهم وبعدها يأتي دور العلماء والمثقفين والكُتّاب الذين يوضحون جزئيات هذه الثورة العظيمة وأسبابها ودوافعها ومن ثم الوصول الى الهدف الأسمى وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وإذا كان الآخرون ممن ينتقد هذه الشعائر جميعها أو بعض مفرداتها عليه أن يقدم وسيلة أخرى تكون أفضل وذات غطاء شرعي لجذب الإنسانية الى الثورة الحسينية ومن ثم ولاية أمير المؤمنين عليهم السلام ؟؟؟؟؟، لأن الغاية من ثورة ابا الأحرار عليه السلام ومن ثم الشعائر الحسينية هي إرشاد الناس الى طريق الهدى الذي أراده الله سبحانه وتعالى لهم ، وإذا كانت هناك طرق أفضل وأسرع تجذب البشرية الى هذه الثورة ومن ثم ولاية أهل البيت عليهم السلام لأرشدونا لها أئمة أهل البيت عليهم السلام ، لهذا يتطلب من جميع الموالين أن يشتركوا كلٌ باستطاعته في دعم هذه الشعائر المقدسة لأنها بحق أعظم وأقوى واجهة إعلامية لجذب الإنسانية الى حقيقة وأهداف الثورة الحسينية .