هناك الكثير من التحليلات والتي تذهب الو اننا امام ملامح مشهد النظام سياسي دولي جديد والذي اخذ بالتشكل ، خصوصاً بعد الاهتزازات التي تعرض لها العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، وبروز الولايات المتحدة كقوة عظمى منفردة ، كان التقدم الصناعي والزراعي والعسكري خصوصاً اثراً كبيراً في تقدمها وجعلها القوة الاولى عالمياً ، الامر الذي جعل هذه القوة تتقدم نحو اقامة نظام دولي جديد يخضع للمتغيرات التي وضعتها والتي بدات في الشرق الاوسط ، حيث تعيد الحرب على العراق عام ١٩٩١ في ابراز ملامح الهيمنة الامريكية ، حيث تم دخول القوات الامريكية فعلاً وبدأ العد التنازلي لاحتلاله عام ٢٠٠٣ بعد غزو افغانستان ، حيث اخذت الحرب على الاسلام مبرراً لهذة الهيمنة بذريعة محاربة التطرف والذي يعد صنيعة الولايات المتحدة نفسها وايديها في المنطقة .
هذة الملامح اخذت بالضعف والتراجع خصوصاً بعد عودة روسيا كقوة مؤثرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وعودة الصين كقوة اقتصادية عظمى ومؤثرة ، اضافة الى التحرك الدولي ضد هذة الهيمنة وايجاد تحلفات دولية وقفت بالند من سيطرة الولايات المتحدة على العالم خصوصاً الهند وجنوب افريقا والتي جعلت من هذة التحالفات اساساً قويا في مواجهة الدور الامريكي المهيمن ، والذي اخذ بالتراجع على الرغم من كل عوامل ومصادر القوة لديه .
الاكثر تاثيراً على تراجع الدور الامريكي في المنطقة هو الاتفاق النووي بين الجمهورية الاسلامية والخمسة زائد واحد ، وبعد اعتراض ترامب اخذت بوادر الفرقة تظهر بين القوى العظمى من جهة وبين الولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى ، حيث بدت الاخيرة معزولة عن الساحة الدولية خصوصاً بعد تصويت الامم المتحدة على صحة الاتفاق وقانونيته ، حيث قوبل الموقف الامريكي بالصمت والرفض من قبل المجتمع الدولي عموماً .
ملخص القول ان ازمة الادارة الداخلية للولايات المتحدة قد تناقصت يوماً بعد يوم ، اذ سنشهد انهيار النظام السياسي والذي تم تاسيسه بعد الحرب العالمية الثانية ، وبروز قوى جديدة تعمل للحفاظ على توازن القوى في العالم على اساس الاحترام المتبادل ، واقامة العلاقات المتوازنة المبنية على اساس المصالح المشتركة بين دول العالم اجمع ، وان ما يحدث اليوم يدعوا للتفاءل من اجل اعادة رسم معالم عالم جديد بعد الانحدار الاكيد والسقوط القريب للقوى المهيمنة عموماً .