تتعرض منطقة الشرق الاوسط الى تحديات كبيرة اهمها الجانب الامني وعدم الاستقرار . وينظر العالم لا سيما امريكا و(اسرائيل) وحلفائها الى حيوية هذه المنطقة وكيفية المحافظة على مصالحهم، وتوجد نظرة اخرى قد تختلف عن النظرة الامريكية وحلفائها من جانب الصين و روسيا وايران وكوريا الشمالية ان بركان منطقة الشرق الاوسط اذا ما اضطرب فأنه سيحرق اسيا وافريقيا والعالم برمته لما يتمتع به من مصادر الطاقة التي تغذي العالم واي انقطاع يعني توقف العجلة الصناعية . وازاء هذه المواقف والاحداث المتسارعة لم تطمئن امريكا من انظمة الربيع العربي والتي اضحت انظمتها اسلامية متشددة لا تخدم السياسة الامريكية مما حدا بمراكز الابحاث الامريكية الى وضع خطط جديدة لتشظية منطقة الشرق الاوسط الى دول ضعيفة مما يجعلها تحت مطرقة الابتزاز والتدخل المستمر من قبل امريكا وحلفائها وهذا ما يلاحظه في مصر وتونس واليمن . وتشير مراكز الابحاث ان منطقة الشرق الاوسط ستشهد ولادة (73) دولة على انقاض الدول الحالية بُغية المحافظة على المصالح الامريكية والاوربية . الا ان خطاب الرئيس اوباما الاخير بعد تنصيبه لولاية ثانية والذي اكد على عدم تدخل امريكا في الانظمة السياسية للبلدان التي تعاني من اضطرابات داخلية ، فضلاً عن الابتعاد عن الحروب مما يتعارض مع خطط مراكز الابحاث الامريكية . نعتقد ان منطقة الشرق الاوسط بحاجة الى معالجة سياسية واجتماعية واقتصادية وليس الى تشظية لان الدول كلما كانت قوية تستطيع من ادارة شعوبها والسيطرة على الجماعات المتطرفة والحركات المتشددة والمناهضة لعمليات التغيير ، واذا اصبحت منطقة الشرق الاوسط (73) دولة ضعيفة فكيف سيكون وجه المنطقة ازاء التدخلات الدولية وعدم استقرارها مما يعطي ذريعة للجماعات المسلحة لمقاومة انظمتها وسيخلق الفوضى العارمة في المنطقة وستنتقل تباعاً الى الدول المستقرة . السؤال المطروح امام الادارة الامريكية وليس امام مراكز ابحاثها . ان الفوضى ستطال امريكا في عقر دارها ولن تسلم من الطوفان الذي ستغرق به طالما تعمدت مراكز ابحاثكم في وضع خطط جهنمية لتمزيق البلدان والشعوب وتشطيتها الى دويلات لاحول لها ولا قوة .