تتساقط الاشجار وتموت الكائنات الا انت، فمنذ عمق التأريخ كنت شامخة ثابتة معطاء منتجة، نخلة باسقة ثمارك يانعة وقطوفها لذيذة، انت العراقية التي يحاول البعض النيل منك لا لشيء سوى لانك نبراس ومثلا لكل نساء المعمورة، انت من عشت في رحم المعاناة منذ الازل. مبتسمة جميلة رغم المحن والحروب والحصار والفقر، ورغم الكم الهائل من عذابات فقدان الزوج والاخ والحبيب في حروب لاطائل لها سوى ارضاء اهواء المجانين من ساسة باحثين عن السلطة والنفوذ.
ورغم كل ذلك تلك النخلة لم تسلم من البعض المأجورين من اشباه الصحفيين، وهم يحاولون الاساءة لها ويفبركوا الاخبار عنها، كما جاء الخبر في صحيفة الشرق الاوسط تحت عنوان (تحذير اممي من حالات الحمل “غير الشرعي” في كربلاء)
والخبر كما جاء في صحيفة الشرق الاوسط (في ما يشارك نحو ثلاثة ملايين زائر بينهم مليونا ايراني يرافقهم عناصر من “الباسيج” في مواسم احياء اربعينية الامام الحسين في كربلاء، حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد حالات الحمل غير الشرعي اثناء المناسبة، وقال غريغوري هارتل المتحدث باسم المنظمة، في بيان ان المناسبات الدينية التي تقام في جنوب العراق تشهد في الغالب اختلاطا غير منتظم بالوفود القادمة من خارج العراق وخصوصا ايران المجاور له).
ونفت الخبر منظمة الصحة العالمية نفيا قاطعا وكذبته مشيرة الى ان المدير الاقليمي اكد ان المدعو غريغوري ليس احد العاملين في المنظمة.
ومن يقرأ الخبر اعلاه سيجد انه مفبرك من الوهلة الاولى، فما علاقة منظمة الصحة العالمية بالزواج غير الشرعي، وان محرر الخبر والصحيفة لم يلتزم بمهنة الصحافة ومبادئها، من مصداقية ووضوح واستقلالية. اذ بات من الواضح ان وراء هذا الخبر اجندات سياسية دفعت به، في الوقت الذي تسطر القوات الامنية العراقية اكبر الملاحم البطولية في حربها على قوى الارهاب داعش وتحرير اراضيها المغتصبة.
واخيرا نذكر كاتب الخبر ومن وراءه، بنجوم ونخلات العراق ومنهن صبيحة الشيخ داود ونزيهة الدليمي وزها حديد وزينب وناهدة الرماح وخيرية المنصور واخريات لاتكفي كل الاوراق لذكرهن.
وان السائرات الى كربلاء هن امهات وزوجات وشقيقات الشهداء والمضحين من اجل الوطن.
