من المتوقع ان تشهد منطقة الشرق الاوسط تغييرات قد تكون جوهرية. والمنطقة العربية خاصة ستشهد تحولات سريعة اكبر من خلال جعلها منطقة صراعات مستديمة لتبقى تحت ضغوطات الصهيونية العالمية والدول الاستكبارية ، فهي تقع اليوم في دائرة الصراعات التي لاتنتهي ، وهي عاجزة عن حل مشاكلها بسبب ضعف القيادات والحكومات التي تقرر مصير شعوبها والمتسلطة عليها حيث تخلع من تريد وتعين من تريد حسب ما تملي عليهم مصالحها لان الكثير من الدول العربية امست كبقرة حلوب تستجيب لكل مطالبهم دون حياء وشريكة مهمة لتطبيق المخططات الامريكية ولفرض هيمنتها على جميع مفاصل هذه الدول وبقيت الشعوب لاحولة لها ولاقوة سوى قبول عبث واشنطن وحلفائها الاوروبيين ومن هم في ركابهم وتلقى استجابة من ثلة من المستفيدين والمتنعمين بافكارهم والمتطوعة عقولهم من اجل السيطرة على البنية الاساسية اولاً وبعدها الاجتماعية والاقتصادية وهي الاهم عندهم وفعلاً استطاعت ومن خلال عمل مبرمج لكسب الكثير من القادة والجماعات السياسية لكي تتطابق ثقافتهم ومطالبهم مع رؤياهم تحت لباس العولمة وقد غزت الافكار والمعتقدات المستوردة الغربية على المجتمعات العربية والاسلامية لتحقيق هدف الوصول الى عمق احلامهم وبسبل رخيصة وقصيرة المدى بعد ان اشترت ضمائرمنهم بذلك المستوى بثمن بخس . وقد بدات بشق وحدة الصف اوعلى الاقل تضعيفه واستغلت الصراعات الحالية بين الجماعات المتطرفة والتي صنعتها مع الدول الاخرى وشجعت على تنامي ظاهرة العنف في الصراع بينهم والتي جعلت من الاسلام الهدفا الاول والاخير على اعتبار ان الخط الاسلامي الاصيل هو الاكثر خطورة والبديل عن المد الشيوعي بعد ان حل محله في المنطقة حسب اعتقادهم الخاطئ لان الاسلام اسمى من ان يكون البديل في المنطقة لانه دين الحق بكل جدارة ، لخلق نوع من الصدام بين الحضارات ،ولان الحضارة الاسلامية هي من اكبر المنظومات التي تهدد المصالح الامبريالية وتمثل نموذجاً للتماسك الاجتماعي والاخلاقي وهذا ما لاينفعهم لا من قريب ولامن بعيد.. التهديدات والتوترات طبعت علاقة سلبية على الاوضاع في المنطقة بسبب النزاعات الاقليمية والدولية بعد التغيرات في بعض النظم وقيام سلطات الجماهير او سلطات الشعوب مما دفعت بعض الدول الى استقطاب قوى سياسية مطيعة وحركات ارهابية اسهمت في احتضان وتمويل وتدريب تلك القوى لزعزعة الاوضاع الامنية في تلك البلدان ودعم النزاعات بين الاحزاب الداخلية فيها وصارت تقدم الدعم المادي والمعنوي لها لزيادة الفجوات والخلافات وجعلها ملتهبة على طول الخط .والعراق نموذج يمكن القياس عليه حيث لايملك القدرة الكافية من المعلومات عن حجم الهجمات الارهابية واختلطت الاوراق على ساحته لانهدام المنظومات الامنية اثر تداعيات سقوط النظام الدكتاتوري السابق ولعدم وجود استقرار في السلطة وشدة الفجوات التي احدثتها حالة التغيير الخاطئة في داخل العملية السياسية ، وبذلك اصبحت الساحة العراقية هشة وارضاً خصبةً مادامت تشهد حراكاً واضطرابات باتت اشد سخونةً فترى ان الغرب وخاصة امريكا تلعب على هذا الوتر وتتدخل في تصعيد واستغلال الازمات لمنافعها .وكثيراً ما تتعهد يتفيذ التزاماتها وعمل حلول ومقدمات لمعالجة الاوضاع المضطربة الامنية والسياسية والاقتصادية على وجه الخصوص ولكن تخالف الوعود وتطفوا نبرات الخطابات الحزبية المتجبرة لتحقيق مكاسب على حساب هذه الوعود لهذا الطرف اوذاك والغريب ان الولايات المتحدة الامريكية قد تغيرت اعرافها وثوابتها في السنوات الاخيرة وبدأت تتاثر بتعاقب الجمهوريون والديمقراطيون على السلطة وخاصة في معالجة القضايا الدولية او الخارجية رغم ان الظروف التي يقف بها الجيش الامريكي في هذا الوقت بوجه الارهاب ( كما تقول ) يتطلب توحيد الاصوات واتفاق القوى السياسية في هذه المرحلة وفي مقدمتها الحزب الحاكم والحزب المعارض على دعم السياسة الخارجية والعمل على تقديم العون للجيش والوقوف معه ، وهذاما كان قد اعلن عنه الرئيس اوباما مراراً ( ان خياركم دعم الجيش في هذا الوقت هو الخيار الوحيد من اجل الانتصار على الارهاب ، ويدعي ، هو مؤمن بان النصر في الحرب هو نصر للانسانية وتصب نتائجه في صالح البشرية ) لكن الملاحظة ان بعض المسؤولين في ادارته ولعل منهم الديمقراطيون بالذات و بشكل خاص يهدم كل مقومات وخطوات ( النصر )ولايصب في تصريحاته إلاما فيه مصلحة الارهاب ومن المحتمل ان تزداد الخلافات بعد سيطرة الجمهوريون على مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية الاخيرة ويفقد الديمقراطيون قوتهم لان الصراع سوف يأخذ منحاً يتميز بكسر كل القواعد بهدف كسب المرحلة القادمة وهو الحاق الهزيمة بالحزب المنافس ولتحقيق مكاسب انتخابية خلال السنتين القادمتين وسوف تنعكس هذه الخصومات على الممارسات والمراوغات على الساحة في الشرق الاوسط بالذات لهشاشة اكثر الانظمة فيها ويحمل هذا الهاجس مخاطر على الوضع الامني وحالة التغيير بصورة عامة وسوف تحدق بالمنطقة الويلات والمؤامرات واشتداد الصراعات فيما بعد مما يتطلب موقفاً فعالاً وجاداً للقيام بعلاقات صادقة وتعاون مشترك بين بلدانها الحرة مبنية على الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة لافشال المشاريع الهدامة العابرة للقارات والمحيطات ..وغلق ابواب هذه البلدان لرد العواصف العاتية نحو شعوبها وحماية حدودها.