23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

الشرق الاوسط بين الصراعات الطائفية واتفاقية سايس بيكو

الشرق الاوسط بين الصراعات الطائفية واتفاقية سايس بيكو

تعاني منطقة الشرق الاوسط من صراعات مريرة ومشكلات اصبحت مستدامة ومتراكمة ومتفاقمة , وهذا المشكلات تزداد تعقيداد يوما بعد يوم , فالعراق اصبح مقسم (عمليا ) ¸ الا ان هذا التقسيم لم يعلن (رسميا او قانونيا ) وقد تكون الادارة الحالية في واشنطن محرجة من هذا الموقف ولا تحبذ ان يكون رسميا على الاقل في هذة الفترة لكي لا يلام الرئيس اوباما على سحبة القوات الامريكية وقد تتقبل الادارة القادمة للبيت الابيض هذا التقسيم رسميا لانها لن تتحمل اي مسؤولية اخلاقية عن ذلك

ان المشاكل في العراق بين حكومة المركز في العراق والاقليم الكردي لم تنتهي وهي عبارة عن معارك متناوبة تخفت تارة ثم تنفجر فجئة , اما الصراع السني – الشيعي وحرب المالكي مع التي بدائها السنة بوسائل الاجتثاث والحرب على الارهاب والاقصاء اصبحت قضية معقدة بعد التحولات الدراميتيكية مثل نشوء داعش وتاسيس الحشد الشعبي واصبح الارهاب حالة طبيعية في المناطق السنية بدلا من ان انتهائه اضافة لمشكلة المهجرين وازدياد اعدادهم وقضايا حقوق الانسان ومشاكل المليشيات والتنظيمات المسلحة وصور القتل المذهلة التي تعج في اليوتيوب والتي تتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي

اما في سوريا فالاسد جالس في قلعتة الحصينة , وجيوشة تقاتل الثورة السورية وبمشاركة كتائب ابو فضل العباس المدعومةعراقيا , وكتائب حزب اللة اللبناني اضافة الى قوات الحرس الثوري الايراني , اضافة لداعش والكرد , واصبح السورين مشتتين بين مهجرين وضائعين ومشرديين بين دول الجوار والعالم , وابنائهم تركوا الدراسة واصبحوا يبحثون عن اي عمل ونسائهم تعرضوا للاهانة والتشريد والابتزازفي دول التي لجئوا اليها

كل هذا يؤكد ان هذة المنطقة بحاجة الى اعادة تركيب او صياغة وان الخلل الحقيقي في طريقة تاسيس هذة الدول وتشكيلها استنادا الى

ظروف دولية لم تكن مشابهة لظروف اليوم وانها لم تراعي عوامل عديدة مما ادى الى تفاقم الاوضاع سوئا اجتماعيا وسياسيا وتدهورت هذة البلدان وتحولت الى مناطق ساخنة وعنيفة ,

ان تفاقية سايس بيكو الشهيره والتي وقعت في 1916 قسمت المنطقة بطريقة تفاهمية بين كل من الامبراطورية الروسية وبريطانيا و فرنسا , واليوم بعد مئة عام تقريبا من انجاز هذة الاتفاقية نرى ان المنطقة تعج بالصراعات والقهر والعنف والارهاب , وهي تقريبا لم تستقر منذ التاسيس المبني على هذة الاتفاقية ولغاية اليوم

ان مئة عام كافية لتقيم اي اتفاقية وتقيم وضع الدول وقدرتها على التعايش السلمي وقابلية هذة الدول على البقاء والتي انشات بموجب هذة الاتفاقية , اذ يبدوان هذة الاتفاقية لم تراعي كثيرا من العوامل التي تربط بين ابناء هذة الشعوب كما انها اغفلت حقوق شعوب اخرى

ان الصراع الداخلي في العراق وسوريا يشتد , والكرد ساعون جديا في انشاء الدولة الكردية , اضافة الى الدور الايراني البارز الذي بدا يظهر للافق كقوة كبيرة بعد حرب الولايات الامريكية على العراق واسقاط نظام صدام حسين وتحذير الملك عبد اللة الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية بخطر الهلال الشيعي القادم على المنطقة .

صحيفة نيويورك تايمز في 28 شباط 2014 نشرت خريطة جديدة للمنطقة وهي تقسيم خمس دول عربية الى اربعة عشر دولة شملت سوريا والعراق , ولقد علق وليد جنبلاط السياسي اللبناني بان هذة الخريطة هي لست مجرد خبرا وانما هي خطة معدة للمنطقة ولاعادة صياغتها بسبب المشاكل التي تزخر بها

وفي مراجعة نقدية او تحليلية للخريطة فاننا لن نجد فيها اي حلا بقدر ما هو تعزيز للمشكلة الموجودة من خلال خلق كيانات متناحرة كما هو علية الان وكاننا سنوافق على التقسيم العملي الحالي بموافقة رسمية او قانوينة ولكن لن ننتج حلا يعطينا سلاما , فالعراق مثلا مقسم الى ثلاث اقسام كرد وسنة وشيعة وسوريا مقسمة الى علويين وسنة وهذا عمليا

وواقعيا موجود فما هي الفائدة من المصادقة علية او الموافقة علية , حيث انة لن ينتج حلا عمليا لاحد ولن ينهي حالة الصراع بل انة سوف يعززها

ان الضرورة تحتم اعادة النظر اما هو التفاق بين الاطراف السنية والشيعية والكردية على حل البقاء في دولتي سوريا والعراق وانهاء الصراعات او اعادة النظر في اتفاقية سايسبيكوبطريقة تحليلة وعلمية وايجاد بديل علمي لا بديل يفرضة الواقع , ويجب الاخذ بنظر الاعتبار وجود الولايات الامريكية المتحدة كقوة رئيسية التي لم يكون ظاهرا قبل مئة عام , ويجب اعادة رسم خريطة للمنطقة بحيث ينتج حلا يعطي حقا حقيقيا للكرد بطموحهم المشروع , ويعطي السنة والشيعة حقوقهم في العيش باستقلالية دون نتاحر سياسي او اضطهاد للاخر .

ففي العراق كانت المعارضة العراقية تعمل قبل 2003 عملا دؤوبا لاقناع الولايات المتحدة والعالم بضرورة اسقاط صدام حسين وعندما دخلت المعارضة التي كانت مكونة من قيادات شيعية وقيادات كردية كانت كل منها تحمل في جعبتها مشروع الاول مشروع شيعي لشيعة العراق والثاني كردي لكرد العراق ولكن لم يكن هناك مشروعا سنيا لسنة العراق ولم يكن هناك مشروعا وطنيا ممكن ان يشمل كل العراقيين ايضا

لذا قبل سنة العراق على ان يكونوا تحت قيادة شيعي مثل اياد علاوي رغم ضعف اداءه وسوء محيطه من المنتفعين لكن عسى ان يستطيعوا يعدوا لانفسهم ما فقدوة الا انهم ايضا فشلوا فشلا ذريعا وكان لقادتهم الجدد الذين ظهروا بعد 2003 ولغاية اليوم فقط مشاريع شخصية ومصلحية اكثر مما هي مشاريع وطنية ولم يظهر لسنة العراق زعيم سني استطاع ان يوحد الراي السني او استطاع ان يجمع الكلمة ويواجهة التحديات ولذا بقى السنة موزعين بين العنف السياسي والارهاب والخروج من الوطن او القبول بالامر الواقع

كل هذة الحقائق المختلفة تؤكد لنا ان الحقيقة المره هو يجب الاعتراف بالفشل على مدى العقود الماضية في كل من العراق وسوريا وانهما لم يحضيا بانظمة سياسية بقدر ما كانت عصابات عنفية تسيطر

على السلطة والنفط وما زالت الى اليوم في كل من العراق وسوريا ويعيشان تحت سلطات مستبدة همها السيطرة على السلطة مهما كان الثمن

ان المنطقة بحاجة الى حل جذري ينهي نزيف الدم والعنف اليومي والحل هوبالاتفاق بمؤتمر دولي بين المراجع السنية والشيعية والقيادات الكردية وتحضرة وايران والسعودية وتركيا والقوى العراقية التي تمثل الحكومة والمعارضة وحتى البعث او بالتفكير باعادة تقسيم المنطقة بطريقة تمكن الجميع من ان يستوعبوا داخل حضن دولهم الجديدة دون عنف , ومن خلال بناء دول تمتلك فكرة واحدة على الاقل متشابهة وهذا ياتي من خلال جمع الشيعة بدولة والتي تملك فكرة الاسلام الشيعي القريب من نظام ايران وتاسيس دول تحوي السنة ودولة للكرد قومية تحوي الكرد .

ان الكرد كونوا هكيل دولتهم اما الشيعة فهم مسيطرون على السلطة بالعنف اما السنة فهم بحاجة الى مشروع سني يقتنعون بة لانهاء العنف والانتقال لمرحلة البناء ,

فاما تاسيس دولة سنية جديدة في المنطقة تغطي سنة العراق وسوريا والاردن من خلال استثمار العائلة الهاشمية في الاردن للقيام بدورها التاريخي لاستيعاب السنة وانتشالهم من الفكر المتطرف وعزلهم عن صراعهم مع الشيعة ,

ان تاسيس دولة هاشمية جديدة تشمل الاردن وتمتد لتغطي سنة العراق وسوريا وصولا الى سنة لبنان سوف تستوعب السنة وسوف تكون لها فكرة واحدة وتحت قيادة سنية لها عمقها التاريخي والايدلوجي المقبول سنيا لحد التقديس استنادا لكون العائلة الهاشمية تعود نسبا الى نبي الاسلام محمد (ص) , ودولة كردية تمتد من كردستان العراق لترتبط مع كرد سوريا لبناء منفذ بحري لهم لاحياء دولتهم , وليكن الشيعة في العراق وسوريا مع العلويين مرتبطين بدولة شيعية ترتبط بايران بعلاقة وطيدة حتى وان كانت اشبهة بكونفدرالية , وتاسيس دولة شيعية يضمن مناطق

الشيعة كلها تؤمن بالمرجعية وبنظام سياسي يحكمة الدعوة او اي من الاحزاب الشيعية

ان هذا الحل سيوفر حلولا كبيرة وواسعة للمنطقة من خلال

تاسيس فكرة واحدة : ان هذة المجموعات مختلفة فكريا وهي بحاجة الى فكرة توحدها لذا فالقومية الكردية ستكون الفكرة التي توحد الكرد والمرجعية ستوحد الشيعة و الهاشمية او الدوله القوميه العربيه ستكون الفكرة التي توحد السنة وستعطي هذة الدولة القدرة على الاستيعاب , ان العربي السني الاردني والسوري والعراقي سيتم استيعابة في مسمى الدولة الهاشمية او العربية القومية هو مسمى مقبول لكل عربي سني ومقدس احيانا

كذلك هو حل القضية الكردية فان ذلك سيعطي الفرصة لاعلان دولة كردية لكرد العراق تمتد من كردستان العراق الى كرد سوريا وباطلالة بحرية يمكنها من العيش الامن اضافة لانهاء الصراع الطائفي في سوريا والعراق

ان الصراع في سوريا والعراقي هو في حقيقتة صراع بين السلطة الشيعية الموالية لايران والجمهور السني الموالي للقوميه العربية والرافض لايران وبالتالي ان فك ارتباط هذة الجماهير بسلطة غير مقبولة فكريا وعقائديا وربطها بسلطة او ادارة حاكمة لها مقبولية فكرية وايدلوجية وعقائدية سيعطي لهذة المنطقة حلا جذريا للمشكلة الطائفية في العراق

القضاء على الارهاب

ان الارهاب نشأ في البيئة السنية وتم تنميتة من عدة جهات وقد تكون مجموعات سنية متطرفة و ايران احيانا لمصالح سياسية , ولكن بانهاء الصراعات الطائفية وبناء دولة مقبولة للسنة ودولة للشيعة ودولة للكرد

ان نزيف الدم العراقي السوري والصراع بين داعش والمليشيات الشيعة يجب ان يحرك السواكن ويطلق الافكار فاما نعيش معا في

دولنا التي نشائنا بها دون انتماء للمذاهب والقوميات بل الايمان بالجغرافيا التي ترعرعنا بها او ايجاد حلول لاعادة تقسيم الجغرافيا وفقا لولائتنا