7 أبريل، 2024 1:44 م
Search
Close this search box.

الشرق الأوسط بين البعر، والغنم!

Facebook
Twitter
LinkedIn

مشكلة الفكر الطائفي أنه يعتمد دائماً على الشائعات، وهي طريقة أتقنها البريطانيون من قبل. ويخبرنا شاعر ثورة العشرين، محمد مهدي البصير، أنه حين ذهب إلى فرنسا لنيل الدكتوراه، سأله مكسيم رودنسون، الأستاذ المشرف على أطروحته عن الموضوع الذي جاء من أجله، قال التلميذ جئت لأرد على طه حسين في كتابه في الشعر الجاهلي. فما كان من الأستاذ إلاّ أن يسأله، هل أنت شيعي، أم سني؟ قال التلميذ أنا شيعي، ولكن لم هذا السؤال؟ 
قال الأستاذ اختر موضوعاً آخر. واختار التلميذ البصير شعر الفرنسي كورنيه، بدلاً من الرد على طه، وكتابه. والغاية من هذا المثل الفريد من تأريخ العراق الحديث هو القول إن الطائفي مستعد إلى أن يسفه كتابك من رؤية الاسم على الغلاف، وكل ما أثير عن المقال المنشور مؤخراً في صحيفة الشرق الأوسط لا يتعدى حتى الآن توجيه أصابع الاتهام إلى مدير مكتب الصحيفة في بغداد، ورئيس طبعتها اللندنية سابقاً، وسرعان ما تقدم هذان بتقديم استقالتيهما من الصحيفة، واعلانهما البراءة مما نشر. والحقيقة أننا لا ننتظر من التلميذ الفاشل أن يعترف بأنه غش في الامتحان، وإن من يتربى في نظام شمولي سابق، ويدافع عنه بقلمه لا يمكنه أن يتطهر بين عشية وضحاها من أدران النظام. 
أما المهنية التي يجاهر بها من أراد فهي الكذب، تكذب، وتكذب، حتى يصدقك الناس، وتصدق كذبتك. كيف نبرئ هذين من مقال منشور في صحيفتهما، الغرض منه واضح، وهو الإشاعة؟ ولو تتبعنا ما كتب هذان في حياتيهما المهنية لوجدنا الطائفية دليلاً ومرشداً،  وقد يستدل الدليل من البعر على سير الغنم. أما مسألة اللقطاء فهم موجودون في كل أطراف المعمورة، من طوكيو إلى السنغال. مرة أخرى، نرى الفكر الطائفي وقد خسر قاعدة مهمة من قواعده بسبب حبه للإشاعة، فهل يتعظ الطائفيون العراقيون، ويتدبروا أمرهم في هذه اللعبة الخاسرة، ويقرون أن وحدة الشعب أغلى من كل الأكاذيب؟ نشك في ذلك 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب