بينما ترفع أمريكا صوتها بالشكوى من العجز الاقتصادي والتضخم وتقدّم قادتها على أنهم دعاة سلام ومسؤولون حريصون على الأمن العالمي نجد أن واقع تحركاتها يناقض تماماً ما يُقال فحاملات الطائرات تنتشر في البحار والسفن الحربية تملأ الممرات الاستراتيجية والقواعد الجوية تُعزّز دون توقف كل ذلك يحدث في قلب الشرق الأوسط تحت عناوين فضفاضة ظاهرها حماية المصالح وباطنها الهيمنة والسيطرة فإذا كانت أمريكا فعلاً في أزمة داخلية خانقة فلماذا تنفق المليارات على الحروب وعلى تسعير النزاعات في منطقتنا ولماذا تدعم إسرائيل بشكل مطلق لا يخضع لأي ضوابط أخلاقية أو سياسية بل يمنح تل أبيب الضوء الأخضر لارتكاب المجازر وتهجير السكان وقصف المدنيين دون خجل ولا رادع الدعم الأمريكي لإسرائيل لم يعد دعماً سياسياً أو عسكرياً فقط بل تحوّل إلى تفويض كامل لفرض مشروع تدميري يستهدف كل المنطقة ويعيد رسم خرائطها بالنار والدم والدخان بينما تستمر واشنطن في لعب دور القاضي والجلاد وتدّعي أنها تسعى للسلام واليوم تقود الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب البلاد نحو دمار العالم وتتناقض في كل خطوة مع ما يروّج له في حملته الانتخابية من أنه رجل سلام يريد أن يوقف الحروب ويعيد التوازن لكن الواقع يكشف أن ما يحدث هو العكس تماماً قراراته مشتعلة دعمه لإسرائيل مطلق خطابه متشنج وتحركاته العسكرية لا تهدف إلا إلى دفع المنطقة إلى الهاوية وإننا نوجّه نداءً صادقاً إلى الشعب الأمريكي الحر الشعب الذي عُرف بصوته العالي عندما يتعلّق الأمر بالعدالة والسلام آن الأوان أن يخرج إلى الشارع أن يرفع صوته بالاحتجاج والتظاهر أن يعتصم في وجه هذه السياسة العبثية التي يقودها ترامب والتي لا تخدم إلا الحروب والموت والفوضى آن الأوان أن يطالب بوقف الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل وتحويل هذه الأموال والموارد إلى الداخل الأمريكي إلى التعليم والصحة والبنية التحتية التي يئن منها المواطن الأمريكي البسيط الشعب الأمريكي لا يحتاج إلى حرب جديدة بل إلى استقرار اقتصادي وعدالة اجتماعية وحكومة تخدمه لا أن تسوقه إلى معارك لا ناقة له فيها ولا جمل الشعب الأمريكي قادر على تغيير المعادلة إذا قرر أن يواجه الحقيقة وأن يقف ضد آلة الحرب التي تعبث بأمن العالم وتهدد مستقبل الانسانيه .