كان اللقاء الذي اجرته قناة الشرقية مع السيد مقتدى الصدر والمحاور الذي انتزع الأجوبة بكل شفافية للوصول الى ما يصبو اليه ضيفه الذي كان هادئ ووسيم بدون تشنج رغم ان الأسئلة التي وجهت اليه فيها من الصعوبة بمكان لا يمكن لأي ضيف الإجابة عليها بتلك الصراحة. وعلى هذا الاساس تمتع المشاهد وانا واحد منهم بهذا اللقاء الذي لا يخلو من وضع بعض علامات الاستفهام عن ما سوف يحصل في الايام القادمة للوضع العراقي الداخلي والحاكمين في السلطة، وما هو الصراع الجاري بين هذه الكتلة او تلك ولكن جرأة المحاور وطريقته التي كان يحاور بها اوصلتنا الى بعض النقاط التي نستشف منها الصورة الضبابية التي كان البعض منا يتيه في تحليل فيما يفكر فيها قادة الكتل الذين يتحكمون الان في زمام السلطة والسيد مقتدى الصدر واحدا منهم ولكن هذا الرجل رغم كل ما يقال عنه سلبيا او ايجابيا كان حديثه بعيدا عن الطائفية التي يتمسك فيه القادة الاخرون
وكان واضحا وضوح الشمس في انتقاده لسياسة وتعامل البعض ممن لهم اليد الطولى في سياسة الحكومة وتدخل الغير مقبول في بعض القرارات التي تتخذها حكومة العبادي من اجل افشالها والحديث الجريء عن دخول عناصر للإساءة الى الحشد الشعبي في الممارسات الغير انسانية عند تحرير المناطق المحتلة من قبل عناصر داعش ، وعرج على الفساد الذي استشرى في المؤسسات الحكومية حتى ذكر منهم من اتباعه الذين ( استوزروا ) وفضحهم واقالهم وتحدث بشكل صريح عن العلاقات التي تربطه مع ايران ولو كان خجولا جدا في الخوض في هذا الجانب ولكن المشاهد عرف ما وراء المخفي في الإجابة وساوى العلاقة بين بعض الدول ( السعودية وتركيا ) وعلاقته بإيران ورفضه اي تدخل من اي طرف عربي او اجنبي بالشأن العراقي الداخلي .ساعتان لم يشعر بها المشاهد حين مرت من الحديث مع احد قادة الكتل السياسية التي تحكم اليوم ولديها اليد الطولى في التحرك الجماهيري الشعبي هذا الحوار الذي كان للمواطن العراقي التعرف على طبيعة وتفكير هذا الرجل الذي شغل ليس فقط الشارع العراقي وانما العربي والدولي .ماذا يريد وماهي ادواته .؟ لماذا يتمسك به عوانه .؟ كل هذه العلامات الاستفهامية كان تدور في ذهن كل مواطن ولكن المحاور وقناة الشرقية اوصلتنا الى ما نريد وتعرفنا جيدا عن الكثير الكثير من تفكير هذا الرجل والغموض الذي شاب عليه .
قناة الشرقية استضافت الكثير من الشخصيات العراقية وجميعهم من قادة الكتل ولكن لم نخرج بنتيجة واحدة مما يجري للعراق ومستقبله وتشخيصه للشخصيات الحاكمة اليوم ، ومن يريد الانزلاق في نفق الطائفية لمصالح شخصية او نفعية ، ولكن السيد مقتدى الصدر انفرد عنهم وتحدث بكل صراحة عن ما يجري ومن يتاجر بالدين والسياسة وعاشقي الكراسي وسراق المال العام ورافعي الشعارات الطائفية السنية والشيعية وخطورة المستقبل على الساحة السياسية العراقية اذا ما نفرد ممن ذكرهم في استلام زمام السلطة لا سمح الله ..