23 ديسمبر، 2024 8:22 ص

الشرقية … والسيد الرئيس … والشعب “الدايح “…

الشرقية … والسيد الرئيس … والشعب “الدايح “…

الحملة التي شنت على النائب مطشر السامرائي … لأنه نعت الشعب العراقي بالبائس و”الدايح” … لم تنصفه وهذا ليس دفاعا عنه … لكن دعونا نحلل المفردتين ، الشعب العراقي ، شعب بائس لان نسبة الفقر فيه 23% وفق إحصائيات الأمم المتحدة ، ونسبة الأمية 21% بين  الشباب سن (15-25) … وهؤلاء بطالتهم 18% … العرق 5 دولة في الفساد في العالم … و9 دولة في تصنيف الدول الفاشلة و الدولة 12 في ترتيب الدول الكسولة وضمن الدول الــ 5 الأخيرة بعد 169 دولة في جدول قابلية الاستثمار…  والدولة 131 بعد المغرب ومصر وسوريا في مجال التنمية البشرية …ولو شئتم لأوردت لكم المئات من هذه الإحصاءات العالمية الموثقة … ولو أضفت لكم بان 25% من مجموع الوفيات في البلاد بسبب الإرهاب و9% منها من حوادث الطرق … كل ذلك وميزانية الحكومة السنوية تصل الى 120 مليار دولار وهو مايعادل ميزانية 10بلدان عربية وان ماصرف من ميزانية من 2003 ولغاية يومنا هذا  900 مليار دولار  تكفي حسب التقديرات لأعمار بلدان الشرق الأوسط كافة … ستخرجون عندها بنتيجة بأن الشعب العراقي يعيش حياة مزرية وليست بائسة فقط … وبالتالي  فان السامرائي بالغ في التقدير عندما وصفنا بالبائسين …
أما مفردة ” الدايح ” … فالرجل لم يبتدعها … بل هي من بنات أفكار … السيد الرئيس … واقصد محمود المشهداني … والذي وفي مقابلة في البغدادية .. طرحت عليه إشكالية حصوله على راتب تقاعدي  60 مليون دينار عراقي شهريا … علما انه استقال ولم يتقاعد بعد خدمة في البرلمان لم تتجاوز السنة والنصف …وفي كل الأعراف المالية والإدارية في العالم من يقدم استقالته لا يستحق راتبا تقاعديا … فكان رده التالي ” لعد تريدني اديح مثل الآخرين ” … ويقصد بالآخرين … أبناء الشعب العراقي … الذي أوصلت أصواتهم المشهداني لرئاسة البرلمان … ونحن نعرف أن المشهداني يدعي بانه يمثل التيار السلفي الإسلامي…ويقف بالضد من اللبراليين والعلمانيين …وهذه الإشكالية دفعتني لمقاطعة فضائية الشرقية منذ عرض الحلقة الأولى لبرنامج السيد الرئيس … فالشرقية برعاية سعد البزاز ومنذ بدايتها اتخذت الاتجاه المدني الليبرالي… فكيف تقع في شرك المشهداني  وتسوق من خلال طروحاتة للطائفية … أعلامي بارز وناجح مثل البزاز لايمكن ان يغفل عن ذلك …الهم الا اذا … وهي الاكيدة من وجهة نظري …كان برنامج السيد الرئيس مدفوع الثمن … فالمشهداني مني بخسارة كبيرة في الانتخابات التي جرت على مستوى الشارع والمحافظات ولم تحظى قائمته باي مقعد … وهذا دليل على ان الشعب رفضه … بعد اتضاح استلامه راتبا سحتا وغير قانوني تحت تغطية التقاعد …أي رجل فقد مصداقيته عند الرأي العام … فكيف يمنح نافذة إعلامية من فضائية لها سمعتها وحضورها … لغز يتطلب إيجاد تفسير له …
الأخيرة وهي رفض قانون إلغاء تقاعد البرلمانيين الذي أعلن عنه بصراحة تامة السامرائي … فهو ليس الوحيد من نواب …  فالنائبة … وحدة الجميلي .. قالت بان  نقاش هذا القانون مسألة “بايرة” ، والنائبة الجواري … أعلنت بان الراتب لا يكفيها عشرة أيام فكيف إلغاء التقاعد … ومقرر البرلمان  الخالدي شن هجموما على منظمات المجتمع المدني واتهمها بالفساد لانها تظاهرات لاجل ذلك … والنائب احمد راضي الذي لم يداوم في البرلمان سوى شهرا واحدا …صرح برفضه التام لهذا القانون … كذلك النائب خلف العليان … أما النجيفي  رئيس البرلمان وفي مقابلته للمرجع النجيفي حاول جاهدا التغاضي عن إصرار المرجع عن وصفه لتقاعد البرلمانيين بالسحت … وبالتالي وبالعموم فان نواب المحافظات الغربية …لا يريدون التخلي عن  التقاعد ولاعن الامتيازات التي حصلوا عليها … هذا يقودنا …  لربط آخر … فقد اشترك في التظاهرات … معتصمي الفلوجة والموصل وصلاح الدين … وديالى … لكن لم يشترك معتصمي الانبار … ويمكن تفسير ذلك بان اعتصامات الانبار   مسيسة بامتياز …يؤكد ذلك دعوة احمد العلواني  لتحضير العراقيين لحرب طائفية وهو ماتضمنه خطابه يوم الجمعة الفائت .
نداء الى إخواننا في المحافظات الغربية … نوابكم وممثليكم في الحكومة والبرلمان هم المسئولون  عن المطالبة بحقوقكم …لكنهم تبرؤا منكم واشتركوا في الحكومة والبرلمان …ناظرين الى مكاسبهم وامتيازاتهم الشخصية … وحقيقة كان الأجدر أن توجهوا  احتجاجاتكم من البداية ضد نوابكم ووزرائكم  الذين هم تارة مع الحكومة وتارة معكم والذين حرفوا مطالبكم بركوبهم موجة التظاهرات … والدليل الدامغ بذلك ان عدد مقاعد الأكراد نصف مقاعد محافظاتكم في البرلمان ولكنهم حققوا لمواطنيهم ماعجز نوابكم عن تحقيق ولو جزء بسيط منه لصالحكم … وانا بذلك لا ابريء نواب المحافظات الجنوبية وأعلن ان ما يروجوا من تنازلهم عن رواتبهم او امتيازاتهم  التقاعدية … ما هو الا رش للرماد في العيون … وهي محاولة للتغطية على فشلهم جميعا في إدارة العملية السياسية …وفي فسادها … تحت مسميات الشراكة والتوافق … فكلهم نجسا في المحاصصة …