18 نوفمبر، 2024 12:53 ص
Search
Close this search box.

الشرقية:لاتصوروا الفقراء وهم يتسلمون نصف كيلو لحم منكم

الشرقية:لاتصوروا الفقراء وهم يتسلمون نصف كيلو لحم منكم

 نتألم كثيرا لحالة الفقر التي تسود مناطق العراق الغني بالثروات…ونتألم اكثر لقيام الشرقية والسومرية وغيرها من الفضائيات العراقية بتصوير فقراء العراق وهم يتسلمون  نصف كيلو لحم او قميص اوبطانية وغيرها من المساعدات البسيطة ، لايخفى على الجميع ان هذه الفضائيات وبسبب افتقارها الى المهنية والحرفية في مجال الاعلام ،  تسعى من خلال هذه الاعمال الى سد ساعات البث اليومي  لها  ،وكذلك لعمل دعاية لها على حساب الام واوجاع وعوز هؤلاء الناس .  
قيل سابقا ان اليد اليمنى لاتعلم بما تنفق اليد اليسرى في عمل الخير واليوم نرى الفضائيات العراقية تتباهى  بتقديم بعض المساعدات المادية البسيطة للفقراء والمحتاجين وتعرضهم على شاشاتها عدة مرات باليوم الواحد , وتطلب منهم تقديم الشكر والامتنان الى سعد البزاز وغيره …غير مبالية بكرامة هؤلاء المساكين .
نأمل ان تتوقف هذه الفضائيات عن تصوير الفقراء وان تبحث عن طرق اخرى تسد بها ساعات بثها ببرامج هادفة وناجحة تتلائم والعمل الاعلامي وان تبحث عن اعلاميين حقيين لعلها تنجح في مواكبة مايجري الان في عالم الاعلام المهني والحرفي ، اذ لايمكن وصف ماتقدمه هذه القنوات الا بالتهريج والاسفاف والامية الاعلامية .
اين نقابة الصحفيين من هذا التهريج التي تقوم به هذه الفضائيات الذي يسيء الى فقراء العراق  بصورة خاصة ، والى العراق ارضا وشعبا بشكل عام…. واين رجال الدين والمراجع سنة وشيعة من هذه الاعمال …لماذا لايتدخلون ويقولون رأيهم بهذا الموضوع …هل الشرع والدين الاسلامي يسمح بعرض الفقراء على شاشات التليفزيون وهم يتسلمون مساعدات بسيطة لاتستحق ان يخسروا من اجلها ماء وجوههم …هل يسمح الدين الاسلامي السمح بفضح فقر الفقراء وعوز المحتاجين .
هذه الفضائيات بعيدة كل البعد عن شيء اسمه الاعلام الحقيقي ،لانها تعتمد على كادر اعلامي يتالف من شباب صغار في العمر لايفقهون من العمل الاعلامي شيئا يطلقون عليهم اسم المذيعين او الاعلاميين ، لايعرفون كيفية التعامل مع المايك والكاميرا وكيف يتحدثون مع ضيوفهم سواء داخل الاستوديو او خارجه … مذيعة الشرقية ترتدي جينز وتي شيرت ضيقين وبهيأة ومظهرين لايتناسبان مع محافظة الديوانية المحافظة التي كانت تزورها وتوزع المساعدات في برنامج كسوة العيد …. ومذيعة اخرى في نفس القناة تطرق الابواب ولاتسلم قطعة اللحم لصاحب البيت الا اذا خرج والتقطته الكاميرا وقدم الشكر والامتنان للشرقية ورئيسها ….مذيعة اخرى من السومرية تلتقي بامرأة تجلس على قارعة الطريق لتحصل على قوت يومها من مساعدات المارة وتحرجها بالعديد من الاسئلة السخيفة !! ثم تقوم بجرجرتها في السوق لتشتري لها بعض المواد الغذائية ، غير ابهة بخجل هذه المرأة التي كانت تحاول بشتى الطرق ان تخفي وجهها امام الكاميرا وامام الناس الذين جلبت انتباههم الكاميرا وعملية التصوير في الشارع امام الناس ومنظر المذيعة الشابة الحلوة التي ترتدي الجينز الضيق والتي لاتجيد كيفية التحدث حتى مع الناس الاميين البسطاء امثال هذه المسكينة .
مسؤولية الدولة التي قد تتمثل بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية او وزارة حقوق الانسان ، او اية جهة اخرى يجب ان تكون حاضرة في مسألة الحفاظ على كرامة العراقيين وان تضع الشروط والتعليمات الخاصة بعملية التصوير التليفزيوني التي تقوم به الفضائيات في برامجها التي تتطلب عرض خصوصيات المواطنين في مختلف مناطق العراق ، والله الموفق .  

أحدث المقالات