1 ــ لا قضية وطنية او قومية او حتى انسانية, تستطيع تحقيق اهدافها او بعض منها, ان لم تقف خلفها قوى ذات مصداقية عالية. وعلى قدر وافر من النزاهة والكفاءة والشجاعة, الى جانب الأيمان بعدالة القضية, ومن يتصدرها يكون مشهوداً له, بالشرف والضمير والأيثار, واستعداد غير محدود للتصحية, حينها تستطيع القضية, استقطاب خيرة ابناء المجتمع, وتغطية استثنائية من رأي عام, على مستوى جيد من الوعي, اما اذا ركبت موجتها, مجاميع من الحثالات المغامرة, حينها ستتلوث القضايا, بالسلوك الأرتزاقي والممارسات القمعية, هذا ما حصل في العراق, بعد عام الأحتلال, في 09/ نيسان الأسود 2003, حيث كل الذين, ركبوا قطار الأحتلال, كانوا ملوثين بأنقلاب 08 / شباط 1963, دون استثناء.
2 ــ أمريكا تفتقر الى المصداقية, اطماعها ومصالحها دليل آثم , على جرائمها الدموية, في تغيير الأنظمة (حتى ولو كانت وطنية) في العالم, هكذا فعلتها في العراق, عندما ارادت تغيير النظام البعثي, فجهزت له معارضة من حثالات الأحزاب الطائفية والقومية, ومثلما جهزت قطار 08/ شباط /1963, لأسقاط اول جمهورية وطنية, ومثلت بالزعيم الوطني عبد الكريم قاسم, استبدلت الجلاد بمعارضته, فكان هجين من القوميين والأسلامويين, الأكثر دموية من جلادها, لأحتلال العراق في 09/نيسان/2003, فكان الهجين الجديد, احزاباً وشخوصا وريثاً, لذات الهجين الذي اشترك بذبح العراق والعراقيين, في الأنقلاب الأسود عام 1963, كلاهما بلا شرف ولا قضية, ومن طينة ارتزاق تاريخية واحدة.
3 ــ اذا حاولنا تجاوز العتب, مع قادة التشيع في العراق, كونهم لا قضية لهم على الأطلاق, يرون الوطن من خلال المذهب, ويوظفون المذهب للقفز على السلطات والثروات, واشباع ساديتهم في تجاوز حدود تعدد الزوجات, فهم طائفيون الغائيون ودنيئون بلا حدود, وجرائمهم حتى ولو كانت بشعة, يؤطرونها بألوان الشعوذات الجهادية, ويخلدون قتيلهم القاتل, بخمسة امتار مقدسة, في مقبرة النجف الأشرف, ولكل من افراد عائلته, راتب تقاعدي, حتى ولو كان قناصاً سافل, او مرجع محتال, ولو سألني احدهم, كم المسافة بينه وبين جهنم, لأجبتهه (انتم فيها في الدنيا قبل الأخرة) وانتم” كمن قتل الناس أجمعين”.
4 ــ على الشعب الكردي, الا يترك مصير قضيته, معلقة بارصدة الحزبين الرئيسيين, في اربيل والسليمانية, ويأخذوا العبرة من نهاية القضية الفلسطينية, حيث استطاع النظام العربي. ان يجعل من ياسر عرفات, رجل دولة وهمية, وليس قائد ثورة, بعد ان افسدوه وقياداته, بالمال والوجاهة, رموا وقضيتة في مستنقع التطبيع, هكذا حصل بالنسبة للقضية الكردية, بعد ان ادخلتها القيادات, في مزادات السلطات والثروات, داخل المنطقة الخضراء, على الوطنين الأكراد, ان يحرروا قضيتهم, من لعبة المصالح والأطماع الدولية, ويعودوا بها الى فضاءات الوطنية العراقية, ومن يبيع قضيته, يبيع معها الشرف والضمير, هكذا يحصل الآن, مع اشقاء لهم في الجنوب والوسط, فأن لم يتدبر العراقيون امرهم, سوف لن يفرقوا, لمن زاخو ولمن الفاو, بعد ان تصبح الأرض ومعها الأنسان, عملات صعبة, في أكياس المنتفعين.