22 ديسمبر، 2024 8:31 م

الشرف العراقي 

الشرف العراقي 

لا زالت إلى اليوم تداعيات و علامات الغضب الشعبي العراقي على التقرير الصحفي الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية ، و تناولت فيه ما عد إساءة إلى العراقيات خاصة اللاتي شاركن في زيارة أربعين الأمام الحسين ( ع ) ، و غاية ما يطلبه الجميع هو أخذ الحق من هذه الصحيفة بما يتناسب و حجم الإساءة ، مؤكدا أن ردود الأفعال هذه لها ما يبررها و هي تمثل الغيرة العراقية خاصة بما يرتبط بالشرف ، و أكثر من ذلك فالصحيفة لم تثر موضوع لا يجوز أو يمنع إثارته ، بل هي لفقت تهمة فاحشة ؛ و هذا أدعى لإثارة الغضب و المطالبة بمعاقبة الصحيفة بأشد العقوبة ، إلا أن هذا بطبيعة الحال مرهون بسياقات ينبغي إدراكها ، أولها يرتبط بأن هذه الإساءة لا تعني خطأ الصحفي كاتب التقرير أو قناعته ، ففضلا عن تحمل رئيس التحرير لجريرة كل ما يرد في الصحيفة قانونيا و صحفيا ، باعتبار أن جميع المواد الصحفية لا تخرج إلى النشر من غير إمضاء رئيس التحرير ، تشكل هذه الإساءة جزء من دور صحفي و إعلامي مغرض و مناوىء للمصالح العراقية ، و هذا واقع تثبته كل الدراسات الاستقصائية في دراسات ( المضمون و المحتوى و الخطاب الإعلامي ) للكثير من وسائل الإعلام العربي خاصة الخليجي منها 
و لأن الإعلام العربي تهيمن علية و تسيطر على مشاهديه هذه الوسائل خاصة مجموعة الشرق الأوسط السعودية ، فإن المواجهة الإعلامية حاليا لا تجدي نفعا في أخذ الحق ، و ليس أمام العراقيين و جميع الشعوب المتضررة خاصة السوري و اليمني و الليبي و المصري و غيرهم ، أن يقصدوا القضاء المحلي و الدولي ، فهذه المؤسسات الإعلامية فضلا عن تجاوزها و أساءتها إلى الكثير من الشعوب ، هي تمارس أدوار بث خطاب الكراهية و تمجيد العنف ، خاصة ما يتضمن بث المواد المنسوبة إلى التنظيمات الإرهابية ، فليس علينا أن نجمع قوانا في شتم هذه الصحف و القنوات الفضائية ، و الوقوع في فخ الكراهية الذي تحفره لنا في العراق ، بل على الجهات العراقية أن تستعين بالسلطات القضائية في العراق ، خاصة محكمة النشر و الإعلام ؛ للسعي من أجل تعريف المنظمات و الشعوب و الحكومات في العالم بما تقوم به هذه الجهات ، و تقديم ذلك بشكل قانوني للمحاكم الدولية و المؤسسات المعنية بذلك في العالم .