منذ أكثر من عشر سنوات انقضت وابناء الشعب العراقي تتردد على مسامعهم مفردات لم تطرق مسامعهم من قبل مثل “التوازن ، ممثلو الطوائف ، الجيش الطائفي ، تقسيم الثروات ، توزيع المناصب .. الخ ” كل هذه المفردات هي نتاج للعبة قذرة مجهولة الصانع في ضل تقاذف الاتهامات بين السياسيين و وسط حرب التسقيط التي أشتد وطيسها ، هذه اللعبة يجب ان تنهى ، ونحن مقبلين على مرحلة جديدة وهي عملية انتخاب ممثلين الشعب الذين تنبثق عنهم حكومة جديدة . السؤال الذي يطرح .. هل العراق مقبل على تشكيل حكومة تحاصصية كما في الحكومات السابقة .
الكل يعرف نتائج المحاصصة السياسية المقيتة التي ذهب جرائها خسائر كبيرة على المستوى البشري والمادي ، وخلقت لنا دوامة صراع سياسي ، هدفه الاستحواذ والحصول على اكبر قدر من المكاسب الشخصية والفئوية ، وكان ضحيت هذه المحاصصة هي الدولة ومرتكزاتها المهمة ، المواطن ، والمؤسسات الحكومية . فكل يوم يذهب عدد كبير من المواطنين بين شهيد وجريح أضافه الى التضحيات المادية والمعنوية . اما المؤسسات الحكومية حيث انها فقدت هيبتها وخطط عملها الصحيحة جراء سياسة المحاصصة ، وخاصة الجيش العراقي الذي اصبح عرضتاً للتأثيرات السياسية من هذا الطرف او ذاك .
بعد كل ما نتج عن سياسة المحاصصة اليس الجدير بالنخب السياسية وعقلاء القوم ان يخرجوا من هذه الممارسة بعد ان اثبتت فشلها ، و الذهاب الى سياسة المشاركة الحقيقية .. مشاركة المكونات .. فالعراق كبلد لا يمكن ان يدار من قبل لون واحد ومجموعة معينة ، والدعوة الى الشراكة ليست المشاركة التي يفهمها البعض انها توزيع المناصب كما تقسم الغنائم . بل تكون جميع القوى تتشارك في بناء هذا الوطن من اي مكان في داخل الحكومة او خارجها في المعارضة . حتى ينتج لنا فريق ينفذ وفريق يعارض يراقب ويؤشر الاخطاء ويضع الحلول . غير ذلك سيؤدي الى ان يعيش البلد سنوات قادمة اشد سخونة من سابقاتها .