18 ديسمبر، 2024 9:42 م

الشخصية العربية الى أين

الشخصية العربية الى أين

السؤال المحير هو الى متى يبقى العرب والمسلمون مستهلكون لكل شيء من الغرب اكثر من منتجين لهم علما انهم يملكون من الموارد البشرية والمادية والفكرية التي تغطي العالم وهناك عقول بشرية عربية واسلامية لو أتيحت لها الفرصة لشمرت عن عقولها الابداعية . لقد اصبح المواطن العربي يعتمد في اساسيات حياته اليومية وحاجاته على الغرب وليس الغرب وحده بل تعدى الى دول فقيرة جدا وبأمكانيات اقتصادية قليلة فالخطر الجسيم في هذه المرحلة والمراحل القادمة هو العمل على قتل الشخصية العربية وطمس ذاتها وقدراتها وجعلها عبارة عن دمية تتلاعب بها خيوط ايادي الغرب التي تريد بهذه الامة شرا وتفرغها من محتواها الانساني والفكري والعقائدي والتشكيك حتى بمعتقداتها الدينية والتي تعرف كل المعرفة انها تشكل خطرا عليها اذا كشف الغطاء عنها في التنمية . متى سيتدارك العربي هذه المخططات الخارجية التي تحاك ضده في الخفاء والعلن وتنكشف الغمامة عن بصره وبصيرته لكي يحافظ على كيانه وهويته العربية والاسلامية ويتحول من انسان مستهلك الى منتج قادر على الاسهام في تغيير وتطوير المجتمع الذي بات مهددا بالانحدار الى الهاوية جيل لا يعرف ماذا يريد من نفسه ومن مجتمعه ويتشدق بالثقافة الغربية على انها ثقافة متطورة ومتقدمة وابتعد عن هويته العربية والاسلامية حيث اصبح مجرد بطاقة وهوية مكتوب عليها انه عربي او مسلم وتنفير وابعاد الشباب عن دينهم ومعتقداتهم ووطنيتهم وادخال ثقافة الغرب المهدمة للعقول بحجة الحداثة والتطور الثقافي في سبيل الانقياد الى مخططاتهم التي يراد جرها الى الهاوية والتخلف والصراعات فيما بينهم وتبقى منقادة لهم .لذا دعوتنا الخالصة لكل المؤسسات الحكومية والاعلامية والفكرية والدينية ان تأخذ على عاتقها وضع برامج مدروسة ومخطط لها بعناية في التصدي للغزو الفكري الغربي للعرب بالتركيز على الندوات والبرامج الحوارية التي تعيد للشباب المثقف والوطني صوابه وثقته بنفسه اولا وزرع حب المواطنة التي فقدها بعد ممارسات حكومية خاطئة ضدهم والتضييق على حرياتهم وتقييد امكانياتهم في العطاء والمحاولة في تنقيح وتشذيب الفكر الاسلامي المشوه والمتطرف البعيد عن الاسلام الصحيح والاخذ بيد العقول الشبابية وتطويرها واعادتها في برامج بناء الدولة على الاسس المثالية واتاحت الفرصة لهم في قيادة الجيل الجديد من الحكومات الجديدة التي اصابتها الشيخوخة وزجها في معترك السياسة وقيادة البلدان العربية ومجتمعاتها قبل فوات الاوان