18 ديسمبر، 2024 9:57 م

الشخصيات الحالمة لا تصلح للحكم، رجال الدعوة أنموذجا 

الشخصيات الحالمة لا تصلح للحكم، رجال الدعوة أنموذجا 

الدعوة الإسلامية هي حلقة أسسها رجل الدين الراحل السيد محمد باقر الصدر كان الغرض من تأسيسها نشر العقيدة الشيعية التي عاداها القوميون والبعثيون لأن ظاهرها يتعارض مع مبادئ الولاء للوطن والحفاظ على التراث القومي ل”حامي العروبة” العراق.
فقام السيد محمد باقر بإنشاء حلقة يدرس فيها عقائد المذهب الشيعي من “وجهة نظره” والغرض هو احداث تغيير في ثقافة المجتمع وتدريس بعض الأمور الدينية التي تتداخل مع السياسة والاقتصاد.
بعد اغتيال السيد محمد باقر هب طلابه للثأر من صدام فأسسوا “حزب الدعوة” فتحولت هذه الحركة الدينية الى حركة سياسية وعبر التاريخ توجد عشرات الأمثلة المشابهة تماما لهذه الحركة ومن المعروف ان جميعها قد وصلت الى الحكم ، وجميعها قد فشلت في الحكم!!. كالحركة السنوسية والمهدية وغيرها.
وهو ما حدث بالضبط مع الدعوة الاسلامية حيث بعد تحولها الى النشاط السياسي وصلت بطريقة وأخرى الى الحكم ولكنها فشلت ولا زالت تفشل لأن دعاتها هم دعاة وكتاب ومفكرون وخطباء وهذه الانواع من الشخصيات غالبا ما تكون مترددة، حائرة، حالمة، تبحث في تطبيق افكار خيالية – وهذا الأمر واضح على سياسيينا اليوم حيث صرح العبادي بأن العراق خلال أربعة سنين يمكن أن يكون من أفضل خمسين دولة في العالم وقبله صرح الشهرستاني بأن العراق سيصدر الكهرباء في غضون سنة وغيرها من الأمور التي تعتبر صعبة وخيالية يراها الكاتب والمفكر ومن شابه سهلة ممكنة بينما يراها السياسي المحنك صعبة جدا!-.
اذن ان لم تنهض الحركات والأحزاب والأحزاب المدنية وتعمل بذكاء سياسي على كسب المواطنين ذوو الطريقة الاسلامية في التفكير او ما يسمى ب “الاسلاميين” في العراق وتطور أساليبها في الدعاية وشرح برامجها للناس فستبقى هذه الحركات الدينية تلعب بمصير البلد وتتخبط في طريقة حكمه كالذي يرتدي ثوبا أكبر منه يتعثر بأطراف ثوبه، تارة يقع وأخرى يقوم!.