23 ديسمبر، 2024 2:40 م

الشخصنة والسلبية في كتابة المقالات

الشخصنة والسلبية في كتابة المقالات

ان الشخصنة والسلبية وانعدام الموضوعية هي اهم ما يميز المقالات والكتابات  الصحفية لبعض الكتاب العرب  في العصر الحالي .ونظرة سريعة الى المقالات التي تنشر ورقيا او الكترونيا  يستطيع المتلقي ان يحدد الدوافع وراء كتابة  معظم المقالات.
 سلبا عندما يشعر الكاتب بغبن او خسارة شخصية من طرف جهة متنفذة وقوية دفعتها خياراتها الى تهميش الكاتب دون انتزاع حقوقه المجتمعية  ووضعه العام تراه ينبري في لعن اشخاص تلك الجهة وخاصة رأسها وكانهم مخلوقات مدمرة  جاءوا من مجرات اوكواكب اخرى ولامكان للنزاهة والنية الحسنة في تفكيرهم على الاطلاق. هذه الظاهرة قد تقع ايضا بعد ذهاب ولي  النعمة  والادعاء زيفا وكذبا  انهم  اي الكتاب  كم كانوا يحذرون من سوء الوضع  والاقتراب من الهاوية. احدهم اوصل  الحاكم السابق في عصره الى ذرى الذرى  وبعد ان خلع الحاكم بالطوفان الشعبي ترى هذا الكاتب يدعي ويذكر كذبا بدوره في التنبيه على مواطن الخلل.
ايجابا عندما يشعر الكاتب بفيضان امتنانه لقيام  الجهة المتنفذة القوية بادراجه   ضمن خياراتها وقيامها بترفيع حقوقه المجتمعية وتبريزو جوده و وعندما يشعرايضا بخصوصيته وقدراته الفردية والفريدة  ينبري في كيل المديح والثناء للجهة اعلاها مدعيا تلميحا  صواب خياراتها ومدافعا جهرا عن مواقفها وافعالها وسياساتها وخاصة رأسها او من يمثله اوينوب عنه متحينا الفرص والمناسبات لاثبات وفاءه.
اما اذا غضبت عليه  تلك الجهة وهمشته اواقصته فالويل كل الويل لتلك الجهة وخاصة رأسها او من ينوب عنه اويمثله وذلك بتعتيم حقا اوباطلا وردية الصورة التي اعتاد على رسمها فيقوم بتعظيم الاخطاء وخلق المبررات ومناصرة اعداء تلك الجهة اعداءها قي الداخل او الخارج ويشكك في شرعيتها  ويدعي خيانتها ويشك في نزاهتها  ويحث الناس على العصيان بشكل لافت وينقلب الوضع راسا على عقب.
اذا اردت ان تكتب عن غرق مدينة بمياه الامطار مثلا باسلوب موضوعي حضاري نعم الجهة الاولى وليست الوحيدة  المسؤولة عن الحدث هي الجهة التي تشغل السلطة التنفيذية الحالية التي كانت ومازالت موجودة  في البلد منذ النصف الاول من القرن العشرين  او قبل ذلك  والسلطة الحالية مكونة من وزراء خدمات من الشعب و انتخبهم الشعب. بعدها ينبغي  التطرق الى سلوكيات شعب تعرض لاشكال حكم مختلفة. شعب بحاجة الى الشعور بتضافر الجهود في اوقات الازمات وليس يتفاذف الاتهامات. شعب ابناؤه يحبون ارضهم ووطنيتهم قبل كل شىء . بعدها التطرق الى الوضع المناخي(  International Climate)  الدولي الناتج عن الاحترار الارضي( Global Warming) ومن ثم الى الوضع الجوي الحالي الاقليمي
( Regional Weather) وردود فعل الدول المجاورة ومنظمات الاغاثة ( Relief Agencies)والمنظمات ( International Organizations)وكي تكون موضوعيا لاتضع اللوم كل اللوم على طرف واحد نتيجة للشخصنة وتفقد الموضوعية
 كتبت هذه الكلمات ليس بدافع المعيارية  ولكن لحث  الكتاب الشباب لتجنب  الشخصنة والسلبية وعدم الموضوعية