7 أبريل، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

الشخصنة والخصخصة في الاعلام 2

Facebook
Twitter
LinkedIn

نجد  في الاعلام  في مختلف الاتجاهات والساحات العالمية تداخلا بين ( الشخصنة والخصخصة ) ، ويصل أحيانا  الى حد يصعب الفصل بينهما ، وهي مسألة طبيعية عندما تكون في اطارها المهني الموضوعي  …لكن متى تكون الشخصنة مرفوضة  وضارة   ..؟..  
…عندما تتعارض مع قواعد المهنة الاعلامية  –  وهي بالاساس  تخاطب عواطف الناس وتناغم عقولهم معا – ومع اخلاقها التي تتحول في ما بعد الى سلوك وثقافة في المجتمع   …فكيف يمكن  للمالك ان يغير القناعات والاراء  بما يفيد المجتمع  من خلال مشروعه الاعلامي ، اذا كان  يرى مؤسسته في النهاية أنها مشروع ( شخصي ) له ، بكل معانيه الاعلامية والثقافية  والتربوية والمادية .. فهو من يقرر الخط الاعلامي ، وطبيعته قبل التأسيس ،  ويشرف عليه لاحقا ، ويفرض أراءه بغرض تطبيقه ، حتى وإن كانت على حساب المهنية ..أو : يفرض أراءه عن طريق أخر ، وذلك عندما يتعامل مع العاملين على  انه الممول  المالي ، وبيده قرار غلق المؤسسة وفتحها  ، ويُعد ( ولي نعمة )  من يعمل فيها ،  اذا كان من ماله الخاص ، أو يكون هو في الواجهة مع جهة التمويل المستترة ، أو الظاهرة ..  وتصبح   المهنة  في هذه الحالة أسيرة جهة التمويل ، وقد يؤثر ذلك على  منهجها في الحيادية والنزاهة والدقة والموضوعية  واستقلالية المؤسسة ، ناهيك عن الابتعاد عن اخلاقية المهنة ومواثيقها وغاياتها وانعكاس ذلك على  صدق رسالتها ، لان الاعلام ( رسالة قبل ان يكون مهنة ).. فما الفرق اذن بين  الشخصنة والخصخصة  في الاعلام  ..؟  
في الاولى  ينصرف الذهن الى ( الانا )  المحض ..
 وفي الثانية الى القطاع الخاص كأحد أنواع النشاطات الانتاجية والاعلام واحد منها ..الاولى مرفوضة اذا كانت بعيدة عن الموضوعية ..
 والثانية طبيعية ، لان القطاع الخاص اصبح السائد اليوم في كل المرافق الانتاجية والخدمية ومنها الاعلام ..  والفارق بين الاعلام والقطاعات الاخرى في هذه النقطة …
 وهي : أنه  في القطاعات الاخرى يختفي  اسم صاحب المشروع  والممول خلف إنتاجه  ، ويذوب فيه ، فهناك مشاريع لا تعد ولا تحصى لكن لم يعرف المستهلك مالكها الذي يكفيه أن يتصدر اسم مؤسسته وعنوانها ويُعرف انتاجها ،  و( ماركتها ) المتميزة  وسمعتها ، و هذا يرضي طموحه وهدفه في النهاية ، بما يحصل عليه من عائد مادي وسمعة اقتصادية واجتماعية .. 
أما  في الاعلام فيُعرف اسم مالك المؤسسة مباشرة ،  أو بعد حين ، وبالتأكيد تعرف سياستها ومنهجها  من اسمه خاصة ، اذا كان معروفا ،  وحتى ممولها من خلال توجهها الاعلامي  وخطابها السياسي … 
 وبذلك يكون مشروعه قد قدم له افضل عائد اعتباري ايضا ، وهو الشهرة التي كان يفتقدها ،  وربما تفتح له الابواب لدخول مجالات اخرى يكسب بها أكثر وحسب اهدافه …
  وفي كل الاحوال …يُعد الاعلام مهنة عامة  للمجتمع في الغاية ، وان كانت خاصة في الملكية  ، ونجاح  المشروع الاعلامي يكمن في  الابتعاد عن ( الخاص ) والتركيز على العام الذي يحتوي الجميع  ، وتكون المهنية هي المعيار الحقيقي في التقويم ،  والتركيز على هدف المشروع الاعلامي  وهل  يكون في خدمة  صاحبه ، أو في سبيل  الوطن والشريحة المعنية التي يخاطبها ، ورائده الحقيقة  والموضوعية وان كانت مرة في مذاق مالكها ..
 ذلك هو المهم .. 
وتلك معادلة صعبة لكن ليس من الصعب فك رموزها  عندما يندمج  الوطني العام بالخاص المقبول  .. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب