لاشك أن القارئ اللبيب يستقو فه بعض الكتابات والمقالات التي فيها اسم رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو سياسي بارز أو حتى أديب أو كاتب أو فنان أو رياضي مشهور ، وفيما أطالع الصحف والمجلات والمواقع أوقفي عنوان مقالة هنيئاً لعلي الأديب كراهيتهم ، للكاتب المغترب فالح حسون الدراجي ، اذ يقول هذا الكاتب سألني أحد الأصدقاء يوماً عن المصادر التي تمدَّني بالمعلومات المهمة في كتابة مقالاتي.. وتساعدني في تحديد الاتجاهات.. وتشخيص العناصر النزيهة، والعناصر الفاسدة في العملية السياسية. خاصة وإني أقيم بعيداً عن العراق. فدهش صاحبي عندما قلت له : إن مصادري كثيرة، ولكن أبرزها هم الأعداء . فضحك صديقي وقال :- كيف؟
قلت له والكلام للدراجي : عندما أجد هجوماً عنيفاً في الصحف والمحطات والمواقع البعثية، والوهابية على شخصية سياسية، أو غير سياسية عراقية، فهذا يعني أن هذه الشخصية تعمل بشكل صحيح، فأغاظهم عملها.. وكلما ازداد نباح الحاقدين، وأرتفع صراخهم ضدها، كلما ازددت قناعة بأن هذه الشخصية ماضية في عملها الوطني والمهني بشكل فاعل ومؤثر، وإلاَّ لم هذا النباح؟! ضحك صديقي بعد أن سمع كلامي هذا، وقال: هذه نظرية جديدة يجب أن تدرس في كليات الأعلام الوطني الحديث؟
واليوم تذكرت هذه ( النظرية)، كما تذكرها الزميل الاعلامي فالح الدراجي ، فمن يقرأ بعض المواقع يجد أن هناك حملة شرسة على وزير التعليم العالي علي الأديب وهنا التساؤل لماذا هذه الحملة الشرسة هل لأنه استحدث في العام 2012 ثلاث جامعات هي جامعة سامراء في قضاء سامراء التابع لمحافظة صلاح الدين وجامعة القاسم الخضراء التابع لمحافظة بال وجامعة سومر في الرفاعي التابع لمحافظة الناصرية وازدادت عدد الكليات المستحدثة إلى 57 كلية وبلغ عدد الأقسام العلمية المستحدثة 163 وعدد الفروع العلمية وصل إلى 33 فرعاً ، كما ارتفع إعداد الطلبة المشمولين بالبعثات والزمالات والإجازات الدراسية والنفقة الخاصة ، فبعد أن كان عددهم 395 عام 2005 وصل إلى 13828 في عام 2012 ، كما بلغت نسب الزيادة بإعداد الطلبة الملتحقين بدراسة الدبلوم العالي بنسبة 47% ، وللماجستير بنسبة 65% ، وللدكتوراه بنسبة 43% للعام 2012 مقارنة بالعام 2010 .
كان يفترض بهذه الحملة الضالة المضللة أن تفتخر بانجازات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في زمن الأديب وهذه هي المهنية والموضوعية من يقدم انجازات لابد أن نقول أنت كنت جدير بهذه الوزارة الحيوية والمهمة ، وكان أيضا أن تفتخر هذه الحملة بما قدمت هذه الوزارة فخلال مدة زمنية محددة تمكنت الوزارة من أن تخطو وبكل ثقة خطوات كبيرة نحو تحقيق هدفها في جعل الجامعة في خدمة المجتمع .
هذه الانجازات التي تحققت في وزارة التعليم العالي يضاف إليها المؤتمرات العلمية لتحديث المناهج الدراسية لاسيما في الدراسات الإنسانية والإسلامية منها مشروع تحديث المناهج الشرعية في مبادرة لنبذ الفرقة الطائفية ودعم الوحدة الوطنية في ظل تطوير مناهج التدريس في العلوم الإسلامية والمشكلات الإنسانية المعاصرة ، فالمجتمعات العربية تحاول تطهير هذه المناهج من الأفكار الهدامة من خلال جمع عديد من الأكاديميين ورجال الدين من جامعات وكليات العراق المختلفة بكلا الطائفتين في مبادرة لترسيخ الوحدة الوطنية والبحث عن نقاط الالتقاء من خلال تحديث وتوحيد المناهج التي تدرس في كليات وأقسام الشريعة والفقه وأصول الدين في كل محافظات العراق بما يساهم في نبذ الطائفية وإنشاء جيل يعتمد الإسلام كأساس للتعايش السلمي بعيدا عن التعمق في نقاط الخلاف التي قد تثير الفرقة بين العراقيين.
هذه الفرقة تعمل عليها هذه الهجمة على التعليم العالي بشخص وزيرها الأديب ، وعليه نتفق مع الكاتب والإعلامي فالح حسون الدراجي ونعذر الحملة في كرهها الشديد لوزير التعليم العالي ، وفي صراخهم ونباحهم العالي في الكثير من المواقع البعثية والطائفية، لأننا رأينا كما رأى الدراجي إنجازات علي الأديب بالمسطرة والقلم، وبالأرقام والأعداد، وهي لعمري إنجازات كافية لاستفزازهم، وإغاظتهم. فهنيئاً لعلي الأديب (كراهية) البعثيين والطائفيين ، لأنها برأيي أرفع الأوسمة!! فالشجرة المثمرة ترمى بالحجر .