17 نوفمبر، 2024 11:52 م
Search
Close this search box.

الشجرة المتجددة

الشجرة المتجددة

” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون” [إبراهيم:24-25
إنّ تلكَ الشَجرة حسب التفاسير, هي شجرةُ النبوة وامتِدادُها ألإمامةُ المنصوصِ عَليها مِنْ أحاديثَ نَبويةٍ, وصُولاً للمؤمنينَ التابعينَ للخَطِ الإلهي .
نجد في كل عصر رجالاتٌ ارتَبطوا ارتباطا وثيقا بحيث يطرحون ما آتاهم الله من علم وفكر وتوجه إنساني دون التفكير بالمصلحة الخاصة حرصا منهم لتحقيق العدالة ونكران الذات بعيدا عن الأنانية والتعصب.
وعلى سبيل المثال لا الحصر, نرى أن عَلياً بن أبي طالب عليه السلام, بالرغم كونه لم يكن خليفة, بعد الرسول صلى الله عليه وآله مباشرة, لَمْ يبخل يوما في الاستشارة وطرح ما يَلُمَّ شَملِ الأمة الإسلامية؛ بعيدا عن الطائفية, هذا الأمر معروف لدى القاصي والداني.
في عصرنا الحالي, وهَبَ الله العراقيين شخصياتٌ عدةٌ, فبالرَغمِ من عَدمِ اشتراكِهم ولو بوزيرٍ واحد, وذلك نابع من تربيتهِم وحرصِهِم على نجاح العَمليةِ السياسيةِ الفَتيَّةِ في العراق الحديث؛ كذلك لاستقرائِهِم المُبكر بأنَّ الحُكومةَ ستكونُ حكومةَ أزمة.
فإن أُخِذَ بها فالخَيرُ للجَميع, وإن لم يتفق عليها, فَلَهُم الأملُ أن تَتَحقّق في فتراتٍ أخرى.
أما في الأزماتِ التي تعصِفُ بالعراق, نجدهم من أول المبادرين في لَمِّ الشَمل, وإيجادِ الحلول.
بالرغمِ من تأويلِ بعض الحاقدين, المتصيدين في الماء العكر, لخلق الشرخ في التحالف الوطني.
أذكرُ هنا بعضاً من تِلكُمِ القوانين والأطروحات,
قانون التقاعد الموحَّد, لرفعِ المستوى المعيشي للمتقاعد. قانون منحة الطلبة, لرفع بعض المعاناة عن أولياء أمور الطلبة. البصرةُ عاصمةُ العراقِ ألاقتصاديه, كونها المحافظة المتميزة بتصدير النفط, والمنفذ البحري الوحيد للعراق. سُلَّمْ الرواتب الموحد, لكبحِ جِماحِ الفساد وتسرب الكفاءات من وزارة لأُخرى. خمسة بترو دولار, لغرض الإسراع بعمليات الإعمار والخدمات, دون الاعتماد على الميزانيةِ العامةِ, ومشاكِلِ تأخرها.
منها ما نوقِشَ وتم إقرارُه ومنها ما تَمَّ تأخيره, كالفَقَرةِ الخامسةِ؛ حيث لم يدرج في الموازنة لهذا العام,2014 بالرغم من موافقةِ الكُتَلِ عَلَيه وعَدَم حُصولِ أي اعتراض.
 هذا هو أداءُ الحكومةِ قَبل الانتخابات, تشكيك لإظهار البرلمان بالضعف! هكذا تسيرُ الأمور في بلدٍ, ارتضى سياسيوه أن يكونوا شُركاءَ, فلم يَرى المُواطِنُ غَيرَ مُشاكساتٍ ونِزاعات.
أحبطوا المواطن عن ممارسة حقه, فعَمِل الحُكماءُ على زَرعِ الأمَلْ.
وهانَحْنُ نَنتَظِرُ فَكَّ الرموزِ والطَلاسِم, عسى أن يرحَمَ الله المُواطِن, ولا يَتَرحَمَ على أيامِ الطاغيةِ الدكتاتور.

[email protected]

أحدث المقالات