23 ديسمبر، 2024 5:37 ص

في اللغة شتَم جارَه : سبَّه ، عابه ، وصفه بما فيه نقصٌ وازدراء ، واللغة العربية هي اسوة بكل مفاصل الحياة تتطور في كلماتها من حيث المعنى بحيث اذا كثر استخدام كلمة لامر معين تصبح تلك الكلمة معناه المستخدم فيه ، الحج يعني الزيارة الان اصبح الحج شعيرة مقدسة وفرض واجب وفق شروط ، الصلاة كانت معناها الدعاء ومع بعث الرسالة اصبحت معناها العبادة .

وفي نفس الوقت هنالك شتائم كانت تستخدم ايام الدولة الاسلامية الان اصبح لا وجود لها مثلا ويلك ، ثكلتك امك ، يا ابن اللخناء ، ذات راية، وغيرها ، الا اللعن الذي اخذ حيزه في الجدال والنقاش وحتى التباعد والتباغض ، وبدا كل طرف اثبات ما يؤمن به صح ، ولكن من يؤيد اللعن يستدل بالادلة الموثقة انه صحيح وشرعي وموجود ، والاخر يدافع عن من توجه له هذه الكلمة .

واقول للطرفين ان لله حكما عادلا ونافذا سواء لعنا او امتنعنا ، فالذي يتنازل ولا يلعن فان الله عز وجل لا يغير امره ، والذي يتجاهل اللعن الذي يعتقد بعدم صحته فانه لا يؤثر وفق معتقده ، ولكن اثارة الجدل وتصعيد الشتائم التي لا تخدم الوحدة الاسلامية فانها الوقود الرخيص الذي نستخدمه على انفسنا وتتحقق اهداف الصهيونية في المجتمع الاسلامي .

نعم هنالك من يلعن غايته تصعيد الفتنة ، وهنالك من يدافع ايضا غايته تصعيد الفتنة والا لا هذا يكره من يلعنه ولا ذاك يحب من يدافع عنه بل ادوات تنفذ خطة خبيثة .

بل المشكلة لو قلت لمن يعتقد باللعن يا اخي اجعل ما تؤمن به في سرك ولا تثير الفتنة ، فانه سرعان ما يتهمني بالضعف بل حتى يتهمني باني من اعدائهم ، واذا قلت للاخر يا اخي اذا كنت واثق من ايمان وورع ما تؤمن به فان من ينال منه يرده الله عز وجل عليه اذا كنت تؤمن بذلك ، فيتهمني بانني مع الشاتمين ضده ، بل العجيب في امرهم عندما يلعن الشيعي اعداء اهل البيت عليهم السلام دون ذكر الاسم فانهم ينتفضون ويقولون انهم يقصدون الصحابة فيجعلونهم محل لعن وانتقاص .

النتيجة هنالك من يخوض في هذه الامور اما بتعمد او بجهل ، والا التاريخ ثابت والصحيفة لا تتغير عند الله عز وجل .

ولكن عندما ترى الفاسق والمتجاهر بالمعصية امامك فيجوز لك ان تلعنه وتعمل على نهيه عن المنكر واما اذا رحل عن الدنيا فان الله وملائكته هم اولى به .

ختام المقال لماذا لا نترك ما يثير الفتنة لان هذه الشتائم ليست من العبادات لماذا نجعلها من المقدسات والاخر يجعلها من المحذورات ، لماذا لا نتركها ونترك الامر للواحد القهار ، الم يطلب منا الامام الرضا عليه السلام الحديث عن محاسنهم افضل من النيل من اعدائهم ، عن الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: ” رحم الله عبدا أحيا أمرنا ” فقلت له: وكيف يحيي أمركم ؟ قال(عليه السلام) : ” يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ”

واخيرا اذكر لكم هذه المحادثة لي مع مجتهد قلت له لو تم خصم 20% من فائض الارباح وسميناها ضريبة وليس خمس هل يجوز ؟ قال لا يجوز يجب ان تسمى خمس … انا اقول الله العالم