19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

نائب رئيس الجمهورية منفيّ أو فارّ، نائب رئيس الوزراء عاطل أو مُعطل، البرلمان مُصاب بشلل إرادي، سياسيون يهددون ويسبون ثم يصمتون، وفي النهاية يتسلمون رواتبهم الفاخرة بالكامل. شتاء (2012) حافل بالأحداث الساخنة، فالكل مجرم، والكل بريء، ومن تثبت إدانته سيظل مطلق السراح، لاعتبارات عديدة، أهمها: الطائفة، والانتماء السياسي، ودول الجوار.
كلهم أبرياء والفاعل شخصية مجهولة مثل مصير العملية السياسية، لم يكتشف ماهيته أحد، والعدالة ودولة القانون حلم بوهيمي لم يأْن تحقيق ترفه بعد في عراق ما بعد الديمقراطية. كلهم صادقون، وعلى من يجلس أمام شاشة التلفاز أن يكتشف الحقيقة بمفرده، فهو يسمع ويرى ولايتكلم، إنه مُحيّد ومخدر ومُلام، لقد فوّضهم ليديروا شؤونه، ويدبروا أمر وطنه، وعليه أن يتحمل المساوئ وحيداً، أما ساعة العقاب فلن تحين إلا مرة كل أربع سنوات.
الغريب أن المتهم والقاضي كلاهما مقتنع ومقنع، وكلاهما فاقد الثقة بالآخر، وكلاهما يدعي الوطنية التي لا محيص عنها ليضحكوا علينا. ليس هذا فقط في بلد الغرائب والخرائب، فهنا، للمتهم الحق في اختيار القضاة، ومكان المحكمة، وحتى التدويل، والطلب من الأشقاء العرب الإشراف على سير العدالة، لأن إخوة الدم في الوطن غير منصفين، ولا صادقين، ولا عادلين.
وفي العراق يمكن ان يتحول المجرم المدان الى بريء، بسبب أخطاء في التحقيق، او لأجل لمصلحة العليا للوطن، أو لأجل حقن دماء ستسفك عاجلاً أم آجلاً، وهذا بفضل الصفقات والإتفاقات التي تُحاك وراء الكواليس، فلا شعب يرى، ولا ضمير يسمع، أما الشيطان، فسيربط كل الألسنة، ويتفرج. وعندها، سيتحول الفاسد السارق الى مجاهد، والقاتل السفاح الى وطني، والبعثي الملطخ بالعار الى شريف، ويبقى رقم المواطن في هذه المعادلة المكروهة عصياً على التحول، فقانون الكواليس لايشمله، لأنه ـ بكل بساطة ـ لا يملك أذرعهم الأخطبوطية.
تهيأوا لشتاء ساخن، لن تنتهي أيامه حتى إن حل الربيع، شتاء (2012) سيكون حارّاً بفعل حروب السياسيين، التي سيسْلمون من نارها، وسيكون المواطن بكل براءته ضحيتها. إنهم لايستطيعون العيش في بيئة مستقرة، إنهم يعيشون على الأزمات، وإلا سيكون شتاءً بارداً يموتون في زمهريره! .
[email protected]