الشبيبة تصنع تاريخ العراق الجديد

بكل اصرار ورغم التهديدات لا زالت أفواج الشبيبة من طلاب وعمال وكسبة ومثقفين تتوافد على ساحات التظاهر والاعتصام ، معبرة عن اللحمة الوطنية ووحدة الهدف وقوة الرأي العام العراقي ، وقوة ردود الافعال ازاء كل تحركات الحكومة ونوايا كتلها السياسية ، وبعكس مسلمات علم السياسة هذه المرة ، لم تستطع احزاب السلطة ان تشكل رأيا عاما مواليا لها ، ولم تستطع ان تنافس ساحات التظاهر وهي تنتج رأي عام موحد ازاء مشاكل العراق التي سببها النظام الحاكم ، ولقد خلق المتظاهرون اليوم رايا عاما عالميا من خلال رأي الشبيبة في شكل ومدة وصلاحية من يحكم في الفترة الانتقالية ، والتضامن الصريح الذي اعلنته الدول الستة عشر ما هو الا نتاج الإصرار والمطاولة في ساحات النضال ، والكل يعرف قوة وتأثير هذه الدول على مسارات الأحداث في الداخل العراقي .
ان انتقال المسألة العراقية إلى المجال الدولي ، أي من مرحلة الشأن الداخلي إلى شأن دولي من خلال منظمات دولية مرموقة مثل منظمة العفو الدولية او منظمة الشفافية العالمية او منظمات حكومية دولية ، سيكون لهذا الانتقال النوعي والحجمي سوف يصنع رأيا عاما عالميا سيساعد الشبيبة في الداخل في التعجيل للحصول على مكتسبات جديدة منها الضغط باتجاه انتخاب رئيس مقبول للوزراء مؤهل لقيادة المرحلة ومؤهل للإشراف على الانتخابات المبكرة النزيهة ، او على الأقل دفع الكتل للتجاوب بنسب مقبولة مع توجهات الشبيبة وأمالها في عراق جديد لا تظهر فيه الوجوه الحاكمة الحالية…