7 أبريل، 2024 6:01 م
Search
Close this search box.

الشبوط يصفي حساباته

Facebook
Twitter
LinkedIn

وأخيرا فعلها الشبوط ومجلس (((أمناء))) شبكة الإعلام العراقي، تخلصوا من أعداء الوطن والإنسانية، انتقموا لضحايا النظام المباد، والإرهاب، والمخابرات الدولية، وكل من سفك دماء العراقيين، ثأروا لكل من أساء للعراق والأمة العراقية، فعلوا كل ذلك ليس بقوات مسلحة أو ميليشيات أو تمويل مالي أو تأجيج إعلامي، بل أنهم فعلوها بـ”جرة قلم”، أقالوني من جريدة الصباح التي كنت اتخذ منها وكرا لقلب نظام الحكم وورشة لتصنيع السيارات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة وكواتم الصوت، وهي نفس الوكر الذي كنت أطبع فيه منشورات تحرض على العنف وسفك الدماء وأبث عبر أثيرها البيان (رقم واحد).
هكذا أزاح الشبوط وأمنائه عن صدرهم حجرا ثقيلا كان عقبة وكداء في طريق العملية السياسية وازدهار العراق الجديد، وهم بذلك انتصروا لكل ضحايا وتضحيات الأمة العراقية، هكذا استقبلوا العام الجديد بمفاجأة سارة للعراق والعراقيين وهي إقالتي والزميل الشاعر احمد عبد الحسين من جريدة الصباح، وهو الذي شاركني مؤامرة التخطيط لقلب النظام الحكم وبث الرعب والخوف في النفوس الآمنة المطمئنة.
حين بلغني خبر إقالتي من الصباح كنت في طريقي إلى النجف لدفن قريبا لي توفي، وبالرغم من ذلك ابتسمت للخبر، فأنا واحمد عبد الحسين وزملاء آخرين لم يفاجئنا الخبر لأننا كنا نتوقعه، بل أننا استغربنا تأخره كل هذا الوقت، خاصة بعد إقالة رئيس تحرير الصباح عبد الستار البيضاني، لكن الأمر أتضح من خلال تأخر الجريدة برفع طلب تحويلي من نظام العقد إلى الملاك الدائم، إذ أنني قدمت طلبا للتثبيت على الملاك الدائم خلال سنة 2011، وكذلك الزميل عبد الحسين كان مترددا بين البقاء على نظام العقد أو التحول على الملاك الدائم، لكن أمر التثبيت تأخر لا سبب أثارت شكوكا كثيرة لتتضح في قرار الإقالة، الشبوط وأمنائه أرادوا أن يسبقونا بخطوة لكون إقالة موظف على الملاك الدائم من دون أسباب غير ممكنة أما إنهاء عقد الموظف المؤقت فهو أمر يتطلب قلما اعتاد هذه الأمور.
بكل فخر وسعادة استقبلت خبر إقالتي، الفخر لأن ما كتبته ضد الشبوط في شهر نيسان 2011 والمنشور في موقع كتابات الموقر وهذا رابطه http://www.archive.kitabat.com/i82834.htm، والتظاهرة التي نظمتها مع عدد من الزملاء والزميلات في جريدة الصباح وطالبنا فيها بتحرير الصباح من التسييس والتحزب وتخليصها من سطوة مجلس الأمناء، وكتاباتنا ضد تسييس الإعلام وقضية ميناء مبارك الكويتي، كل ذلك أتى أُكله، وها هو الشبوط ينتقم لنفسه ويصفي حسابه معي، والمقال المنشور كان ردا على مقال كتبه الشبوط ينتقد فيه جريدة الصباح ونشره في نفس الجريدة التي ينتقدها!!!!!!، وقد حاول من خلال احد الزملاء الاتصال بي هاتفيا على خلفية نشري لهذا العمود لكنني رفضت وقلت في حينها (هو كتب ما أراده وأن رددت بما أردته، وما بيننا الكتابات فقط) لكنه عادة مرة أخرى واتصل بي عن طريق البريد الالكتروني (الجات) وحينها أحرجت احتراما لعمره واضطررت الى اللقاء به، ـ وكل إنسان  يتصرف بحسب أخلاقه وتربيته ـ.
أما السعادة فهي في اتصالات الزملاء والزميلات التي لم تنقطع طوال يوم انتشار خبر الإقالة، فضلا عن عروض العمل التي تلقيتها وبعضها خارج العراق ـ في مصر تحديدا ـ، كذلك ما كتب في موقع كتابات وجريدة المدى والدعوة الكريمة من مؤسستنا المتميزة (المدى)، كل ذلك جعلني اشعر بسعادة غامرة واطمئنان كبير بأن في عراقنا الجديد ما زالت الأقلام الشريفة كثيرة تشخص الأخطاء وتفضحها.
تأخرت في الكتابة عن هذا الموضوع لأنني كنت منشغل بما هو أهم فقدان إنسان عزيز على قلبي، وما اكتبه الآن هو لتوضيح قضية أفضحها على أمل أن لا تتكرر في مؤسساتنا الإعلامية، وهي اختيار المسؤولين عن أية مؤسسة صحفية وفق معايير المهنية والنقاء والتأكد من أن دواخلهم وانفعالاتهم وثاراتهم الشخصية يجب أن لا تنعكس على العمل ولا تكون المحرك الأساس في التعامل مع العاملين معهم، قد يكون هذا حلم أو أمل صعب التحقق، لكن من الضروري ان ننبه إليه.
بكل فخر وسعادة أؤكد إقالتي من جريدة الصباح التابعة لمدير عام شبكة الإعلام العراقي ومجلس الأمناء.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب