22 نوفمبر، 2024 6:44 م
Search
Close this search box.

الشبعان ميدري بالجوعان

الشبعان ميدري بالجوعان

مثل بغدادي اصيل يتناقله اهلنا سابقا للإشارة إلى بعض شيوخ العشائر التاركين لقراهم ونواحيهم ليقيموا عند بعض الأحياء السكنية من بغداد ، وكان هذا النفر من الناس على علاقة وطيدة بالنظام الملكي ، حتى أن الوصي وولي العهد آنذاك تزوج من ابنة امير ربيعة ، وكانت الإرادة الملكية تقضي بأن يعيين الملك ربع أعضاء مجلس الأعيان من شيوخ العشائر الاقطاعيين , , وكانت السياسة تدار من قبل جنرالات الجيش العثماني الوافدين على ظهر الدبابة البريطانية عندما احتلوا العراق عام ١٩١٧ ليشكلوا مع شيوخ العشائر وبعض العائلات المترفة مادة الحكم الجديد ، وكان الجميع السياسي كان لاهيا بالترف السياسي شأنهم شأن السياسيين العاملين على الساحة الان ، لا علاقة لهم بالناس رغم أنهم احتلوا المناصب التي تم خلقها من أجل اؤلئك الناس ، كل يوم يتخاصم فلان مع فلان ، ويقوم فلان بإسقاط حكومة علان ، وبلغ عدد الوزارات التي حكمت العراق للفترة من ١٩٢١ –١٩٥٨ أكثر من ٥٣ وزارة ، أي بمعدل وزارة لكل سبعة أشهر ، وبلغت نسبة الأراضي الزراعية المملوكة لعدد قليل من الاقطاعيين ٨٠٪ ، وان الفقر بلغ مداه وكانت أجرة عامل الطين ( العمالة) عام ١٩٥٨ (٤٠٠ فلس ) وكان راتب رئيس الوزراء ٤٠٠ دينار ، ( باستثناء المخصصات) ، لذلك كنا يرى السياسيين لا يعبأون بالوقت الضائع ولا بالمال الضائع ، ولا بمستقبل الأجيال الضائع ، لأنهم مترفين ، لا يدرون بالجوعان ، يتسكعون في الملاهي الليلية ، وكانت الأعوام تتقادم والعراق في تقدم لا يذكر بالقياس لبلد يملك ثروة هائلة وكفاءة عالية عند ابنائه ، واليوم يعيد سياسيونا وهم في الأغلب احفاد اؤلئك الشيوخ ، أو أبناء اؤلئك المترفين ذات السلوك لا يعبأون بالزمن ، وكان انسداد العملية السياسية ، هو مجرد انسداد في العلاقات العامة بينهم ، وهم كما يبدوا غير عارفين بأن الشاب العاطل عن العمل جوعان ، وان العامل عند مساطر ساحة ال ٥٥ وساحة الطيران لا يجد فرصة عمل ، وأنه هو الاخر يتمنى صيام رمضان لانه هو بالأساس جوعان ، وان من يحكمه شبعان ، والشبعان لايشعر بالجوع ، إلا ينطبق المثل الشعبي على حالنا اليوم ( الشبعان ميدري بالجوعان ) ،

أحدث المقالات