22 ديسمبر، 2024 7:22 م

الشبعان ميدري بالجوعان

الشبعان ميدري بالجوعان

الذي حصل بعد عام 2003 ان المحتل مكن لمن مهد له السبيل لاحتلال العراق من استلام السلطة مكافأة لهم على هذا التمهيد السهل للاحتلال دون عقبات ، وقد كنت أنا واحدا ممن كانوا يعتقدون ان هؤلاء لا يمتلكون ذرة من الوطنية تمنعهم من التعاون مع المحتل وفتح ابواب الدولة وأسرارها اليه ، وبهذا الاعتقاد لم أدخل أي مركز انتخابي لانتخاب من يمثلني، لأني قرأت الأشخاص وعلمت أنهم ممن كانوا يدورون على موائد الغرب ينتسبون إلى وكالاته الاستخبارية ، وأنهم في الحقيقة جاءوا جياع للسلطة والمال ، وللوهلة الاؤلى تقاسموا الأدوار والمواقع وتعاهدوا على الخلافات في كل شئ الا فيما يخص البوح بأسرار نهب المال العام وعدم فضح أحدهم للآخر ، والغريب ان من شبع وترهل ترفا واحاط نفسه بحمايات الدولة والشركات الامتية حفاظا على المكتسبات السريعة والسهلة تناسى الم الجوع وتناسى كل ما يمت له من جذور تشده للماضي ولم يعد يشعر إلا بالشبع المتخوم ، بل وتناسى ان هناك جياع محرومين في العراق ، وتنكر لدعاء الشاب العاطل عن العمل او استغاثة المريض بالسرطان الذي سببته حروب أمريكا على العراق ، او التغافل عن المظلوم التي سلبت ارضه او داره ،وصح ان ينطبق عليه المثل العراقي المشهور (الشبعان ميدري بالجوعان)
ان الفاعلين في الساحة السياسية العراقية ،، وعذرا لهم جميعا،،، جهلة في التأريخ ، والتاريخ لا يسير وعلى وجهه قناع ، فهو يسجل كل شاردة وواردة وهو الحاكم المطلق والمستند الى قاعدة واحدة في حكمه الا وهي ،، ان الذاكرة لاتنسى الأفعال المشينة ،،، وان اسوأ الافعال هي تجويع الشعوب ، ولفرنسا بعد ثورة الجياع على الباستيل في 14تموز عام 1789 مثلا حيا لاتنساه الذاكرة الا وهو ان الخبز وقود الثورات ، وأن الكيك هو غاية الظالمين . ولكم في ماري انطوانيت مثلا حيا في غطرسة البشر…والله لا يحب المتغطرسين…