23 ديسمبر، 2024 4:58 ص

الشباب ودُعاة التجديد 

الشباب ودُعاة التجديد 

الحداثة و حركة التغيير؛ تتسارع الشعوب اليها بجميع فِئاتها العُمرية وتكون النسب متفاوتة فيما بينها، فنسبة الشباب لها الحظ الاوفر في تقبلها، وتعتبر احدى ادواتها ومحركها الرئيس بما يتمتع به جيل المستقبل من حركة يمكن ان نعبر عنها بالديناميكية.   عِلم الفيزياء في احدى قوانينة، لكل فعل رد فعل يساوية بالمقدار والقوة ويختلف عنه في الاتجاه، وهذا ما يحدث في عملية التغيير فنجد من يقف مع التجديد ويدعم مسيرة التغير نحو الافضل ولكن بالمقابل نجد ردت فعل مغايره ضدها لاسباب خاصة على حساب رغبات مجتمع بكامله. 
   البلدان تزدهر و يعلو مجدها بأيدي ابنائها لاسيما بجيل يطلق عليه صفة المستقبل، الذي يواكب الحداثة والمتطلع لتغير الواقع المؤلم والمستكشف لاسرار العالم المتقدم، سواء كان على مستوى انظمة حكم سياسية او علوم تكنولوجيا لذا نجدهم اشد حرصاً من غيرهم لاسباب؛ التخلص من الماضي المظلم، المستقبل المجهول، والاهم لم يكونوا جزءاً من طبقة رؤوس الاموال. 
   طبقة مقربة من الانظمة يطلق عليها حاشية السلطة ووعاضها، تبحث عن بيئة آمنة للحفاظ على مصالحها وان كانت تتعارض مع الثوابت الوطنية والدينية لموطنه، لذا يمكن ان نطلق عليها اسم الطبقة النفعية، التي بدورها تكون الداعم لآي سلطة حاكمة كما اسلفنا من اجل الحفاظ على مصالحها الشخصية وان كانت السلطة ظالمة لشعبها وهذا ما يدفعها تكون ضد التجديد للحفاظ على مكتسباتها الذاتية. 
   الظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد بسبب تراكمات سلطة البعث وسوء ادارة الحكومات التي تعاقبت بعد 2003، سواء كانت على مستوى؛ الجانب الامني، الاقتصادي، التعليمي، وغيرها ادى بالتالي الى عامل احباط على هذه الشريحة الكبيرة، ولعدم وجود برامج خاصة من قِبل الحكومة لاحتضانهم مما دفعها الى ايجاد بدائل منها الهروب من المجهول الى المجهول عن طريق الهجرة للبدء بحياة جديدة.
   المبادره تلو الاخرى التي لم تكون وليدة اليوم التي دعا اليها زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم بما يخص شريحة الشباب، لم تكن الاولى من نوعها وليست الاخيره، في رفد الحياة و العملية السياسية بالشباب لِأخذ دورهم الحقيقي في بناء الوطن والمواطن و مشاركتهم بصناعة القرار، وبالاخص مطالبته في خفض سن الترشيح لدخول في المعترك السياسي لفتح افاق الحياة امامهم ورسم مستقبل بلادهم، سبقتها دعوات مماثلة اطلقتها المرجعية الدينية لمعالجة وللمحافظة على الثروة الشبابية وتفعيل طاقاتها، خصوصاً وقوفها ضد ظاهرة الهجرة وترك الوطن هذا دليل حرص مرجعية النجف وزعيم التحالف كي لا تخلو الساحة من الطاقات الفعالة من البلاد.