23 ديسمبر، 2024 7:46 م

الشباب مشكلة الحاضر وكارثة المستقبل

الشباب مشكلة الحاضر وكارثة المستقبل

منذ أن خلق الله البشرية الى اليوم فئة الشباب في المجتمعات والدول المختلفة هم عمادها وقوتها وعزتها حقيقة معروفة يفهمها الجميع . لكن العمل بهذه الحقيقة يختلف بين دول العالم , خاضع لمفاهيم مختلفة واساليب متنوعة , حسب الافكار والمعتقدات الدينية والدنوية التي تعتمدها الدول . هذه الشريحة الاجتماعية المهمة تتأثر سلباً وايجاباً بتلك المفاهيم . هناك إجرآت وأسس وثوابت لبناء هذه الشريحة الاجتماعية المهمة وكيفية توجيهها وصياغتها كي تكون فاعلة بشكل ايجابي في محيطها العام , نرى الدول المتطورة القوية اقتصادياً والمزدهرة علمياً تعطي الاولوية للتعامل بشكل علمي ومنطقي وسليم لهذه الفئة , لأن هذه الدول مقتنعة وتعرف تماماً بأن الشباب هم من سيقود المجتمع المتواجدين فيه نحو الازدهار والعز أو التخلف , تبدأ عملية البناء منذ الطفولة تقع على عاتق الدول رعايتها من الناحية الصحية وتوفير المستلزمات المطلوبة ودعمها من الناحية الاقتصادية , قبل ولادة الطفل تجري رعاية الام والجنين لحين الولادة وبعدها يكون الاهتمام بالطفولة ورعايتها في مجالات عدة غذاء دواء ملابس وامور اخرى واحياناً توفير مراكز حضانة وهذا الغالب في مراكز المدن ومراكز المحافضات بالنسبة للعراق والدول النامية اما في الدول المتقدمة يكون ذلك اكثر شمولية . تأتي بعد ذلك مرحلة حضانة الطفل في المراكز المتخصصة وتهيئة هذه المرحلة تتفاوت من مجتمع الى آخر ومن دولة الى غيرها ومن زمن الى زمن في الدولة او المجتمع نفسه . في العراق مثلاً فترة الستينيات كانت الدولة العراقية تقوم بفتح مراكز لرياض الاطفال في مراكز المدن والقرى والارياف مجاناً الغي هذا الاجراء من قبل الدولة وضل مقتصراً على القطاع الخاص , عموماً هذا الحال خطوطه البيانية متغيرة تبعاً للحالة السياسية والاقتصادية لعموم الدول والمجتمعات . علم النفس يؤكد على ان شخصية الطفل يبدأ تكونها في عمر السبع سنوات في هذا العمر الكثير من دول العالم يبدأون ادخال الطفل في المدارس . وهذا شيء ضروري تتكفله الدولة والمجتمع . مراكزالتعليم تتدرج حتى المراحل النهائية , وهذه الحالة وجودتها ايضاً مرتبط بأمكانيات الدول والمجتمعات والتعامل معها ضمن وعيها ودرجة تطورها ومفاهيمها السياسية والفكرية الدارجة , نلاحظ في العراق أن الرعاية لهذه المراحل قديماً أفضل من الوقت الراهن , تبدأ من توفير التغذية المدرسية وتوفير المستلزمات الاخرى مثل المكان والكتب والقرطاسية والكادر التعليمي وغيرها , بمرور الزمن تقلصت هذه الامتيازات مثل الغاء التغذية المدرسية وغيرها من الامور , أن هذا الحال يعتمد بشكل كبير على موضوع التخطيط الذي تتبناه الدول ,واهم مسألة في ذلك المعتمد والمعمول به . هو عملية الجرد السكاني لكل فترة زمنية , يعتمد هذا الاسلوب في العراق كل عشر سنوات كان هذا قبل الاحتلال . يستلزم البناء وتوفير المستلزمات في كل ميادين الحياة منها التعليم وحسب النسب السكانية المتحققة والمتوقعة . تجاهل هذا الموضوع يعني الضرر الكبير في كافة مجالات الحياة الاجتماعية وسيشكل قصور وازمات واختناقات كبيرة.