كلما أظلمت الدنيا ، و تفرعنت جبابرتها ، فلابد لها من سراج يضيء ظلمته الحالكة ، و ينهي عهود الظلمة الفاسدين ، و كلما تمادت قوى الشرك و الظلام و التكفير و الإرهاب فلابد من عقول نيرة ، عقول متسلحة بنور العلم و الفكر الإسلامي الأصيل الذي يتسلح بما جاء به نبينا نبي الرحمة ( صلى الله عليه و آله و سلم ) تكشف للعالم بأسره كذبهم و حقيقة أمرهم . نعم هذه هي العقول الشبابية ذخيرة المستقبل و حاضر الأمم و ماضيها ، سلاح الأمم بوجه كل الطغاة و رموز التكفير و الإرهاب ، قادة و نعم القادة بهم تخضر الأرض و تبتسم السماء ، بهم تنهض الإنسانية و تنشر الأمل السعيد و الحياة الكريمة ، بشبابنا الواعي المؤمن برسالته الشريفة المشتقة جذورها من رسالة السماء ، و رسالة تحمل بين طيات مضامينها قيم الأصالة و مبادئ العزة و الكرامة ، حقاً إنها جديرة بالعناية و الاهتمام بها و بذل الغالي و النفيس من أجل ديمومتها و بعث الروح فيها ، و صقل تلك الجوهرة النفيسة ، و الدرة الثمينة معنوياً بكل أبجديات ديننا الحنيف و شريعته السمحاء ؛ لإحياء جذوتها و و بعث الأمل فيها كي تبقى مناراً و عنواناً لقادم الأجيال و تسير بهديها و تنتهج سيرتها الأصيلة ، نعم هذا ما يقع على عاتقنا نحن الآباء و الأمهات فنحن اللبنة الأساس في بناء شريحة الشباب المثقف ، الشباب العلمي ، الشباب الفكري ، الشباب الناضج الواعي المدرك لعظم المسؤولية التي تنتظره في نشر قيم و مبادئ الإسلام المحمدي الأصيل ، و إنقاذ الإنسانية من براثن تنظيمات الفكر التكفيري ، و ما بثه من خزعبلات جاهلية ، و عقائد مجسمة رفضها الاسم جملةً و تفصيلاً ؛ كي تعود الحياة إلى تلك الشعوب إلى الطرق المستقيم ، و تشق طريقها نحو مواكبة متطلبات العصر ، و تكون على قدر كبير في مواجهة رياح الشر ، و ذئاب الرذيلة حينما تسول لها نفوسها بأن تحاول المساس بالمجتمعات مرة أخرى عندها ستجد شبابنا روح الإنسانية ، و أسس ركائزها القوية لها بالمرصاد فتحطم بدعها ، و تكشف شبهات زيفها فترجع هذه الذئاب خائبة مندحرة خالية الوفاق تجر خلفها أذيال الفشل الذريع ، و الفضل كله يعود لشريحة الشباب الواعي ، تلك الشريحة التي يُعول عليها الكثير ، و تنتظر الأمم منها ثمرات سني سهر ليلها و كد نهارها في سبيل إيجاد سبل الراحة و نعيم الأمن و الأمان لشبابنا فلذات أكبادنا ، و قرة عيوننا و غدنا المشرق السعيد وهذا ما يحتم على الأمة الإسلامية توفير كافة متطلبات النهوض بالواقع الشباب وكل ما من شأنه أن يرتقي بهذا الواقع من جهة ، و مد جسور المحبة و الوئام و الأخوة الصادقة بين شباب المجتمعات الإسلامية فهم الذخيرة الحية لو صح التعبير في وجه الإرهاب و التكفير المارق من جهة أخرى . فلنأخذ العضة و العبرة من عمالقة الشعر و الأدب العربي البليغ و كيف يرسمون صورة مشرقة للشباب و يصفونه بالركن الأساس في بناء المجتمع فهذا الشاعر الكبير و الأديب العربي البحتري يقول :
وما الناسُ إِلا اثنانِ ذلكَ عاملٌ … ينالُ الذي يرجو وذلكَ خاملُ
أساسُ الغِنى عهدُ الشبابِ فمن بنى … عليه فلا يصعدْ به وهو مائلُ