17 نوفمبر، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

الشباب مابين حربين

الشباب مابين حربين

يغتاظ الحبر منذ الحرف الاول لهذا المقال , يود أن يصفعني بغضب ليقول لي بأبجدية اليأس , لمن تكتب ومن يقرأ حتى انا نفسي تماشيًا مع القدر اسمح لك بان تسكبني على الورقة .
يعاني الشاب العراقي من حروب داخلية اشد فتكًا من تلك التي نواجه بها داعش وحليفاتها,  الافكار ,المستقبل والمجهول هذه العناوين التي بدأت تشكل سكينًا تنهش بأجسادنا ,نتيجة الايغال الشديد للاحزاب السياسية في الفساد وانتشارها بكل مفاصل الدولة كسرطان خبيث نادر سريع الانتشار في الجسد , ولم يكن امام الشاب العراقي سوى خيارين اما تحدي هذا السرطان وهو يعرف ان النتيجة النهائية الموت او الاستسلام امامه والنتيجة ايضا هي الموت كذلك قتل الضمير والمبادئ.
المعايير الحزبية المنطوية على الانتماء والعارية من كل ثياب المهنية نجدها قد حلت كشرط اساسي للقبول كموظف في دوائر الدولة , اما ان تكن منهم او تنفى في جزر اللاوجود , كذلك جاء شرط صندوق النقد الدولي كاغطاء دولي لايقاف التعيينات بوجه العامة وكرافد حيوي يمدهم بالشباب الذي لن ولم يجد غير الانتماء الحزبي وسيلةً لأيجاد الوظيفة أو العمل, حتى في ظل وجود شرط النقد الدولي سيستمرون في البقاء بالمنهاج ذاته ضاربين اروع الدروس في فن الفساد, اما القطاع الخاص فهو ايضًا يعاني ولايتعدى أن يكون احد الامرين اما ان يكون على شكل مشروع ذا مورد مالي ضعيف وبالتالي امكانية التواجد بهكذا مشاريع شبه منعدمة أو ان يكون المشروع الخاص تابع لأحدى الاحزاب او الشخصيات السياسية وبالتالي العودة للمربع الاول , ازاء هذه الامور نجد الشباب تحت جهنمية جِنانهم .
لِم الكذب حتى نحن المنادين بالمبادئ اذا استمرت الامور على ماهي عليه , ساركن لطاعة سائر الهة الفساد مناديًا يا رؤوس الفساد امطروا علينا من خيرات سرقاتكم لنا.

أحدث المقالات