فصل الربيع ومع قصر عمره لكن له اثرا بالغا في النفوس التي تشدها حرارة شوق تمتع باطلالاته الجميلة فتتفتح الازهار لتعطي صبغة جميلة للطبيعة بالوان قوس قزح اضافة الى نسمات عطورها الفواحة فتبعث في النفوس الراحة والسعادة بمجرد التأمل والنظر لجمال الوانها لكن توجد زهور من نوع اخر تتفتح وتعطي ثمارها في فصل اسمه فصل الشباب الذي هو كفصل الربيع بل هو اجمل وابدع فهم مفتاح الحياة وامل المستقبل وعصب الاوطان والمجتمعات فبرغم من مروره السريع لكنه لايفارق ذاكرة الزمن فيفتخر كل من وظف طاقاته الشبابية بصورة ايجابية ويتألم ويتأسف من اهدر تلك الطاقة ورمى باوراقها في سلات المهملات . وكما قال الشاعر شاكيا لما فعلت به فصول العمر بعد فصل الشباب متمنيا ان يعيش يوما في هذا الفصل الجميل لكن هيهات ان يعود ماذهب ادراج الرياح.
الا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
فلا يبقى منه الا الاثر الا البصمة فلو تصفحنا التاريخ منذ بدء الخلق الى يومنا هذا نجد الكثير من الاسماء اللامعة قد غيرت مجرى التاريخ نحو الافضل وهم في مرحلة الشباب قادة ومفكرين وعلماء واساتذة صاروا مثالا يحتذى به ومدرسة ينهل الجميع من مناهل علومهم . ولاشك عندي ابدا ان شبابنا اليوم يمتلك الطاقات الجبارة لادارة المجتمع ادارة صحيحة وفق معايير تنموية هادفة من خلال رسم الخطط المستقبلية وتسهيل سير القادمون في المستقبل . فلهم الدور الاول في ترسيخ مباديء التنمية المجتمعية التي تعرف بأنّها العمليّات والمُمارسات التي يَتعاون فيها الأهالي، ويضمّون جهودهم مع جهود الحكومات لتطوير وتحسين ظروف المجتمع المحليّ الاجتماعيّة والاقتصادية والثّقافية، وللسعي لتكامل المُجتمعات في واقع الأمّة وجعلها قادرةً على الاشتراك في مَسيرة التقدّم القومي فتتفاوت المُتطلّباتُ التي يَفرضها المُجتمع على الشّباب من مجتمعٍ لآخر، ومن بيئة لأخرى، إلّا أنّها توجد بعض النّقاط التي تشترك المُجتمعات كلّها في طلبها من الشّباب، لتصل في نهاية المطاف لتنمية وإنماءٍ مجتمعيّ حقيقيّ وفّعال، وهذه النقاط هي:
اولها الاعتدال والوسطية، وعدم التّعصب والتطرّف في القضايا المُختلفة التي يواجهها المُجتمع. ثانيها إنماء قيم المنافسة الفعّالة والإيجابية، والحدّ من الاعتماد والاتّكال على الظروف الخارجية لتحصيل الفرص وإحراز النّجاح، والاعتماد في ذلك على الذات. وآخرها السّعي لتعزيز الهوية الوطنية والقومية، لجعلها هويّةً ترفع من شأن الشباب وتزيد من احترامهم.فلابد للشاب المسلم ان يكون على قدر المسؤولية خصوصا وان هناك سُحب سوداء تحاول طمس هويته الاسلامية والوطنية لاقتياده نحو متاهات التطرف والتكفير والارهاب فيتحول الى اداة انتقامية وعبوة بانتظار سحب مسمار الصاعق لتنفجر وتمحو جميع مابناه المجتمع وهذا هو ديدن الدواعش والتكفير وهنا يتوجب على الشاب ان يميز بين الحق والباطل بين الارهاب والسلام بين النور والظلام ولايقع في شراك التطرف المذهبي فهنا اقول ماقاله احد المعلماء المفكرين ان (الواجب علينا شرعًا وأخلاقًا تمرين أنفسنا ومجاهدتها للحصول على التكامل الفكري والحصانة الفكرية والتي من خلالها يكون الاستغلال الصحيح والأمثل للعقل والفكر فنميز بين الأطروحة والدعوة العلمية الصادقة وبين الأطروحة المخادعة الكاذبة.)