المبادئ السامية للثورة الحسينة والتي خطت بدمه الطاهر ليكتب لنا منهاجا واضحا ودستورا لا شائبة فيه لكل الاحرار ومن لا يريد العيش بذل وهوان فقد ضح _سلام الله عليه_ بمهجته الشريفة وضحى بالغالي والنفيس بالأهل والاخوة والاصحاب من اجل ان يستقيم الدين الاسلامي الشريف من اجل ان يقف سدا منيعا دون التطرف والتكفير والشذوذ الاخلاقي والفكري الذي سعى الامويون الى تأسيسه ونشره بين صفوف الامة الاسلامية .
حيث سعى الامويون الى محاربة الدين الحقيقي والمتمثل بأئمة الهدى سلام الله عليهم فحاربوهم وجندوا الملفقين والمحرفين من اتباعهم الى ان يدسوا بالروايات والاحاديث المروية عن النبي المصطفى _صلى الله عليه واله وسلم _فما كان على السبط الثائر الا ان ينتفض بكل عز وعنفوان ويفضح نهجهم ويبطل كل افكارهم وجعل من يوم عاشوراء الانطلاقة الاولى لكل حر وغيور ومن يريد ان يعرف الاسلام الحقيقي وان يستلهم من مبادئ تلك الثورة المعطاء الى يومنا هذا، فلذا من الواجب الشرعي والاخلاقي ان تحيا هذه الثورة وان تهذب حتى يعود الناس اليها والى فكرها والى الهدف والغاية العظيمة التي قامت من اجلها الا وهي احياء شرع الله واحياء فرائضه ومن اهمها فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا بد ان نستذكر الدور الريادي الذي قام به الشباب المسلم الواعد والاشبال الانقياء في نشر الفكر الحسيني الحقيقي من خلال الممارسات الاخلاقية التي تعكس الخلق الحسيني العظيم بنشر الغذاء الروحي الى جموع الزائرين المتوجهين نحو قبلة الاحرار من خلال اعطاهم مقتبسات من بيان المحقق الاستاذ المرجع الصرخي (محطات في مسير كربلاء ) والذي هو دستور للزائر الذى يجهد نفسه بالسير نحو كربلاء العزة والصمود ليفهم هذه الشعيرة المباركة التي فيها إحياء للنفس والروح وفيها اصلاح النفس والمجتمع وبناء مجتمع اسلامي حسيني يسوده الايثار والتضحية والنصح والارشاد والوعي والاخلاق الاسلامية المحمدية الحسينية الاصيلة وكان هذا الدور الريادي لشاب واشبال الشباب الواعد حيث لا ينكر ما قدموا الالاف من نسخ هذا البيان الموسوم وهنا نستذكر احدى المحطات التي يقول فيها سماحة المرجع المعلم : ( المحطة الثالثة :
والآن ايها الأعزاء الأحباب وصل المقام الذي نسال فيه أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الالهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة الى الله تعالى أو لعلهم يتقون
حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.
وبهذا سنكون ان شاء الله في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فينجها الله تعالى من العذاب والهلاك ،
فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس.
ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنته ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين،
قال العزيز الحكيم:
{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.)…………
رابط بيان رقم -69- محطات في مسير كربلاء