مرت في تاريخ العراق حقب مظلمة كثيرة وأنظمة تعسفية قمعية حكمت البلاد تتفاوت بدكتاتوريتها إضافة الى الفقر الذي كان ينخر احشاء الانسان العراقي وبخاصة في زمن النظام الملكي قبل ثورة 14 تموز التي قادها عبد الكريم قاسم عام 1958 .
ولعل الصور التي نتداولها في صفحات التواصل الاجتماعي والتي تعود الى العصر الملكي تبين بشكل لا يقبل الشك كيف ان الانسان العراقي يعاني من الفقر بطريقة مؤلمة!
جاء البعثيون وملئوا السجون بالابرياء والاعدامات والمقابر الجماعية والمجازر التي لم يكشف عنها الكثير بالرغم من سقوط النظام منذ عقد ونيف من السنوات العجاف التي استلمت الاحزاب الاسلامية السلطة بعد سقوط نظام البعث لكنها سرعان ما انبهرت بمليارات الدولارات والسلطة الامر الذي انساها تماما الشعب والبلاد ليغرقوها في مستنقعات من الطائفية والعرقية والحروب الاهلية ويذهب ضحيتها مئات الاف الابرياء ومازالوا لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل وصلت الاحزاب الاسلامية لدولة الاسلام الحقيقي الذين ينشدون ؟
لقد جعلوا من الشباب العراقي ان يعلنوا إلحادهم علانية بعد ان انكشف له ان هؤلاء الذين يحكمون العراق اليوم ما هم إلا لصوص بلا شرف ولا ضمير ، الكثير من اللصوص لديهم شرف ويحملون في داخلهم الانسان الذي لا يرضى بالذل والمهانة ويساعد المحتاج والفقير والمريض بكل ما اتيح له ، لكنه اضطر الى السرقة لاسباب قد تتعلق باطفاله وعائلته ، لكن حكام العراق وبخاصة اصحاب العمائم السوداء والبيضاء اوصلوا الاسلام الى قاع الحضيض حتى اصبحنا نسمع ان البعض من العراقيين الذين يقيمون في كندا وامريكا واوروبا واستراليا قد اعلنوا الحادهم وقسما منهم ترك الاسلام واعتنق الديانة المسيحية !كذلك انتشار المخدرات في العراق بطريقة مؤلمة والسرقات وجرائم القتل وكذلك تجنيد الشباب في العمليات الارهابية من قبل الارهاب بعد ان يستغل عازتهم المادية ! كل هذه الامور وما وصلنا اليه خلال تلك السنوات الصعبة تؤشر على ان الانسان العراقي لم يعد يحتمل هذا الظلم الذي وقع عليه فأصبح يفتعل الاشياء التي تحاول ان تسيء الى الدين الاسلامي الحنيف والذي هو ابعد عن التهم والشبهات .
الاسلام ديننا المتسامح الانساني بكل معنى الكلمة ، الدين الذي جاء به الرسول الكريم محمد ابن عبد الله رحمة للعالمين وليس نقمة كما حولته بعض المجاميع الحاكمة في السلطة …