23 ديسمبر، 2024 7:47 ص

الشباب العراقي ومستقبل الهجرة البديلة الشباب العراقي ومستقبل الهجرة البديلة

الشباب العراقي ومستقبل الهجرة البديلة الشباب العراقي ومستقبل الهجرة البديلة

من الغريب اليوم والمشاهد عند الشارع العراقي هو الحديث عن هجرة الشباب عندهم بصورة ملفت للنظر حيث لايخلوا مجلس من الحديث عنه ، وشكل مشكلة مجتمعية يصعب ايقاف مسارها دون ووضع قوانين تحمي البلد وعدم اخلائه من طاقاته وكفاءاته التي لابد منهم لرسم مستقبل وطنهم.

وطبعاً لا يختلف أثنان على أسباب الهجرة عند هؤلاء الشباب هو الحلم بالحياة الجميلة والغنى الفاحش وبالوصول للقمة العيش الهنية فمن أجل ذلك تراهم مندفعين دون التفكير بالعواقب والاخطار المحدقة التي قد تواجههم وتهدد حياتهم و دون التفكير في عواقب تلك الرحلة المجهولة المصير و المحفوفة بالمخاطر .نعم العراق الحالي لايوفر لهم المستقبل والحياة الكريمة،والقلقل الذي يصيب عوائلهم للقادم المظلم، من ارتفاع نسبة البطالة، وفقدان الاستقرار الأمني ، تفشي الفساد ، سوء الخدمات ادت بالتالي للتفكير بهجرة الالاف من العراقيين إلى أوروبا، ما فتح باب الربح على مصراعيه للمتاجرين من اصحاب شركات السفر والتأشيرات. و دفع هؤلاء الشباب على البحث عن بلد بديل يمنح لهم حياة أفضل . متناسين ان الآف الغارقين في البحر لرداءة وضيق القوارب التي هاجروا فيها للبحر وجشع المتاجرين  ، وتناسوا أيضاً أن أغلب المهاجرين المتواجدين في اوروبا وامريكا يعملون بأدنى الوظائف لهذه البلدان ، لكن الأغلبية متمسكون بفكرة أن الذي يذهب لهذه البلاد بالتأكيد سيجد حظّة الضائع الذي افتقده في وطنه ليس بالجانب الاقتصادي فقط  بل هناك الجوانب الفكرية والسياسية . وبات الاستقرار الاجتماعي حلما لا يمكن تحقيقه في ظل ظروف البلد، بالتزامن مع الإهمال الذي يعانيه من قبل الجهات المعنية، برغم المناشدات الكثيرة. كل هذا وغيره دفع عددا ليس بالقليل من الشباب العراقي للتفكير والعمل  للهجرة تخلصاً من همومهم التي تتزايد بمرور الوقت، على الرغم من أن الهجرة مغامرة غير محسوبة النتائج إلا أنها تبقى خيارا مفتوحا وأملا يداعب الكثير من الشباب بالخلاص المرتجى.

وللحقيقة ان اوروبا تفتح باب القبول للمهاجرين من اجل سد النقص الشبابي الذي تعاني للعديد من الدول المتقدمة التي تأمل في إنقاذها من شبح الشيخوخة. و حيث يعيش حالياً أكثر من  226  مليون شخص تخطى سن الشباب في أوروبا و اميركا و دول جنوب شرق اسيا، وذلك وفقاُ لبعض الإحصائيات المنشورة على موقع ويكيبيديا، والتي ذكرت أن نسبة المسنين المتوقعة في العالم عام 2050  قد تصل إلى 22%، وهي النسبة التي كانت 10% عام 1999، ويتوقع أن تكون للدول الأوروبية النصيب الأكبر من هذا الرقم، وفي الوقت الحالي يتواجد 25% من مسنين العالم في دول اوربا و اميركا الشمالية.مما جعلها تفتح ابواب بلدانهم لقبول الشباب المتوافدين اليهم لسد النقص الحاصل في المستقبل. ومن اجل ذلك دعا وزراء الداخلية الفرنسي والالماني والبريطاني الى تنظيم اجتماع لوزراء الداخلية والعدل لدول الاتحاد الاوروبي خلال الاسابيع القادمة لمناقشة ازمة الهجرة. وشدد الوزراء خلال اجتماعهم في باريس  على ضرورة اتخاذ تدابير فورية لمواجهة تحدي تدفق المهاجرين . ودعوا الى ضرورة اقامة نقاط محورية قبل نهاية السنة على ابعد تقديرتكون بمثابة مراكز لفرز المهاجرين . كما دعوا الى وضع قائمة للدول التي تعتبر مصدرا امنا من اجل  استكمال نظام اللجوء الاوروبي المشترك وحماية اللاجئين وضمان فاعلية عملية اعادة المهاجرين غير الشرعيين الى دولهم.

 ان مسار الهجرة للعراقيين في شاحنات مغلقة تطاردهم رجالات الشرطة تقلهم في رحلة طويلة إلى تركيا ثم اليونان ومقدونيا ومنها إلى صربيا والمجر والنمسا وغيرها من بلدان الاتحاد الأوروبي. الامر يجعلنا تسائل هل يمكن أن تكون اوروبا هي الجنة الموعدة ؟ هل تستحق تجربة مثل هذه أن تفقد الإنسان حياته غرقاً في البحر المتوسط أو أسيراً في غرف سوداء من الصفيح المخصصه للمهاجرين الشرعيين ؟ ألا نسمع بين يومٍ وآخر عن قارب أتسع عنوة لمئات المهاجرين وظل طريقه وغرق قبالة شواطيء احدى البلدان  ؟ هل البحث عن رغيف الخبز هو الحافز الوحيد للهجرة ؟ ام ان أوروبا على ما فيها علاّت تبقى ارحم للإنسان من وطنه ؟

لاشك بخروج هذه الفئة سيخسر البلد هذه الكفاءات التي تعد أساس مستقبله، وكذلك خسارة أرواحهم وسط طلاطم امواج البحار والمحيطات .

(( بواسطة مجموعات من المهربين المتواجدين في كل بلد، كل مهرب يأخذ مجموعة من المهاجرين من مكان الى آخر وتسليمهم الى مهرب آخر))

. وللحد من ذلك لا بد من توفير الدوافع التي تمنعهم من الهجرة كالعمل المناسب و على تحسين أوضاعهم المعاشية. وكذلك لا بد من وضع برامج توعوية للشباب تمنعهم من الهجرة التي تعد مساراً خطراً، ونهاية لأرواحهم وليس تحقيقا لأهدافهم التي كانوا يسعون إليها.

وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في إبراز سلبيات هذه الظاهرة، ، ووضع برامج تثقيفية تبين مخاطر الهجرة غير الشرعية التي يتعرض لها اللاجئون عبر وسائل الإعلام وإيصالها للمجتمع للحد منها.وحوادث الغرق، ومخاطر هجرة الشباب على البلاد، وتداعياتها في المستقبل، والعمل لوضع آلية لافاهم السلبيات التي تحيط في دول المهجر لاسيما الذين ينتمون الى المناطق الآمنة في البلاد وتشجيعهم على العودة الطوعية.والحكومة مسؤولة لايجاد السبل من أجل النهوض بواقع الشباب، والتركيز على تلبية احتياجاتهم.وتحقيق طموحاتهم لغرض الحد من هجرتهم الى المجهول.