20 مايو، 2024 4:43 م
Search
Close this search box.

الشباب العراقي والمسؤولية

Facebook
Twitter
LinkedIn

بادئ ذي بدء.. افتتح مقالتي بالسؤال الاتي : متى يكون الانسان مؤهلا ليكتب في مجال معين ..؟ , فانا وانتم ترون الكم الهائل من كتّاب المقالات اليومية والاسبوعية في شتى المجالات , ربما ” اقحموا ” انفسهم طلبا للرزق وهذا حق مشروع , او حبا للظهور كما يحلوا للبعض , وهذا لا ضير فيه , انما ستكون العواقب وخيمة لو كان القلم اسير حزب او ايدولوجية معينة ” يمنع ” ظهور الحقيقة الموضوعية للرأي العام . واقصد بالموضوعية هنا التجرد من الاحكام المسبقة التي تملي على الكاتب توجها معينا .. هذا جانب

الجانب الاخر على الكاتب ان يتحلى بعدة امور مهمة في عملية الكتابة –من وجهة نظري- فمنها

اولا: الاحاطة بالمفاهيم والاصطلاحات الفنية لذلك العلم , لانه معرض للنقد من اهل الاختصاص.

ثانيا: عليه ان لا يكتب مباشرة في الورقة النهائية , بل يجعلها ” مسودة ” يعدلها كلما قرأ جديدا , فلا تظهر هذه الورقة الا بعد ان يكون قد اتمم عدة مقالات او ثلاثة كتب – برأيي – كي يكون قادر على الرد في حالة المساءلة .

ثالثا: الالهام او القابلية او الموهبة او الشعور الداخلي الذي يدفع الى الكتابة كل هذه الامور لا تزيد كونها خبرات شخصية لا يعتد بها , الا اذا رفدت بالقراءة التعلمية لمجال الكتابة الذي نقصده .

رابعا: عليه ان يعرف انه كلما قرأ اكثرا سوف تنضج افكاره اكثر , فهنا تناسب طردي , والتراكم الكمي محصلته ناتج نوعي .

خامسا: الامانة العلمية في النقل عن غيره , اضافة الى الاشارة الى نظرياتهم واقوالهم وردودهم كما هي , لا كما يطرحها الكاتب وينسبها لنفسه ” كما رأيت هذا بنفسي ” .

 وهذه النقاط اعلاه طبقت على صاحب هذه السطور قبل ان يجرؤ على دخول هذا المعترك الشائك , وهنا اصل معكم للشباب العراقي والمسؤولية التي تقع عليه , وسأتحدث عن جيلي الثمانيني فما فوق , فنحن جيل الحروب,والحصار الاقتصادي,واخيرا الغزو الاميركي , وهذه الهزائم بحسب منظور علم النفس وعلم الاجتماع تترك اثارها السلبية على الفرد والمجتمع على السواء , وبمعنى اخر نحن نتيجة لا سبب لهذا الواقع المزري الذي نمر به الان .. لكن ليست هذه النهاية , فهناك ” امل ” لا تجده سوى في شباب المجتمع وعليه ان يتقبل قدره الذي لابد منه , وان يأخذ بزمام المبادرة لان الامم لا تنهض الا بسواعدهم , وكثرة التذمر , وجلد الذات لن يحل المشكلة ابدا , بل علينا الاستفادة من تجارب التاريخ الناجحة , فأنتم تعرفون ان اليابان والمانيا قد هزمتا في الحرب العالمية الثانية , لكن النهوض من جديد كان في فترة قياسية , لانهم امتلكوا الارادة والتصميم على الاستئناف والبدء من جديد , وقد ” انتقموا ” لضحاياهم من خلال التفاني في البناء والجد في العمل ! وهذه طريقة ايجابية في اجتياز المرحلة المؤلمة ,ونستطيع ان نجد شيئا مقاربا في سنغافورة وتايوان شرقا , وتركيا والبرازيل غربا , وربما يسأل سائل من هذا ” النكرة ” الذي يتحدث وكأنه يعرف الحل السحري الذي لم “يفطن” عليه غيره ..!!؟؟

وسأجيبه انني انسان قام بهجد ربما استثنائي ليجعل من نفسه انموذجا للشباب , فبعد ان ذُرفت الدموع واصبحت الاهات عمل عبثي , اتجهت الى ” الاصلاح ” فبدأت بنفسي , واهلي , واصدقائي , ساعيا الى تغيير المجتمع , بعد ان شخصّت ابرز علله وهو ” الجهل ” ! , وبعد البحث وجدت اسهل الطرق هو بث الوعي الثقافي من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي خصوصا ” الفيس بوك ” , وانا الان صاحب انشط مشروع شبابي هادف وصل حد النضج اسمه ” دعوة للقراءة ” , اجتذب خيرة الشباب العراقي المؤمن بالتغيير للافضل , وقد بدأته بحلم زرعته في رحم اليأس , وبالرغم ان شهادتي الجامعية لم توفر لي فرصة عمل حكومية , لكنها لم تكن احباطا اخر بقدر ما كانت لي دافعا الى تقديم المزيد , فقد ادركت اننا اذا اعددنا شبابا قارئين “مثقفين ” وبدأوا بمسيرة الاصلاح التي سلكتها سوف نصل الى اصلاح المجتمع , وهذا ايضا مصداقا لقوله تعالى ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ”  الرعد 11

 فأنا قد تحملت جزء من المسؤولية , فماذا قدمتم انتم يابني جلدتي ..!!؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب