لم تصل الدول المتقدمة الى ماهي عليه اليوم من تطور في كافة الصعد والمجالات، إلا بعد استثمارها لطاقات شعوبها، والكل يعلم أن طاقات الشعوب تكمن في شبابها، لذا فالأجدر بنا ان نحذو حذو من خاض التجارب قبلنا ونجح، ثم نسأل هل يا ترى قد حان الوقت لنعطي للشباب دورهم الحقيقي في بناء دولتهم..؟ سؤال ستتم الإجابة عنه في الإنتخابات القادمة.
يدخل العراق العام 2018 وفي جعبته كثير، وإن أهم مافي جعبته الإنتصار الذي حققه في حربه الأخيرة ضد الإرهاب، وفرض سلطته على جميع اراضيه، الأمر الذي جعل موقفه الإقليمي، والدولي، أفضل بكثير مما كان عليه في الأعوام السابقة، فالعراق المنتصر، ليس كالعراق المهزوم، والعراق الموحد، ليس كالعراق الممزق، الآن الوضع مختلف، أصبح العراق متمكن عسكرياً، وهو اليوم ذو سيادة أكثر من أي وقت. لقد مرت على العراق حقبة تعد من أسوأ الحقب في تاريخه، ونحن اليوم بصدد طيها وتجاوز تبعاتها، والبحث عن مستقبل مشرق، يتمتع فيه المواطن بكل الحقوق، ويؤدي ماعليه من الواجبات، والطريق نحو هذا الهدف بات معبدا، بوجود طاقات شابة وكفوءة، لم تستثمر إلى اليوم، وقد صار لزاماً أن تستبدل الوجوه التي أكل الدهر عليها وشرب، ولم تجلب الخير للبلاد وقد جربنا منها الكثير، فلم نجني منها إلا المعاناة، والويلات، فالبطالة، والنازحين، والمناطق المدمرة، وتدني مستوى الخدمات، والآلاف من عوائل الشهداء والجرحى، والفساد المستشري الذي قد ذاع صيته حتى لدى أقاصي شعوب العالم، كل هذا يعتبر من إنجازات الماضي، وحكومات الأمس، التي اوصلتنا إلى مانحن عليه اليوم، ولكننا ورغم ذلك نؤمن بطاقاتنا، وقدراتنا، ومن يمتلك العراق عليه أن لايستسلم، فبلدنا فيه من الخير الكثير، النفط وما أدراك ماالنفط، فالبلد الذي يمتلك ثاني إحتياطي للنفط في العالم سيكون قبلة للمستثمرين، ومن يمتلك نهرين وأرضاً سميت بأرض السواد لوفرة خيراتها يمكنه تخطِ سنين القحط، ومن يمتلك سياحة دينية بأعداد مليونية لايمكن لشعبه ان يفتقير، بالإضافة إلى وجود الموانئ والمطارات، والمعابر تجارية مع دول مهمة كتركيا، وإيران، والسعودية، تجعل من العراق مركزاً تجارياً مهماً، أن هذا الموارد لو إستُغلت إستغلالاً مثالياً لأصبح دخل الفرد في العراق يضاهي لدخل الفرد في سويسرا او النرويج او النمسا او غيرها من الدول المزدهرة إقتصاديا.
نود أن نشير إلى أن كل ماتطرقنا له فيما سبق هو مدخل لحديث بدأ يطرق مسامعنا ألا وهو حديث الإنتخابات، التي ستحدد مصير البلاد، والتي تعتبر مفتاح نجاح مشروع الشباب الذي نريد له أن يتحقق، ويكتب له النجاح، لقد تبنت بعض الكتل السياسية كتيار الحكمة الوطني، الذي أعلن عن برنامج سياسي ملفت للأنظار، مشروع يحتضن الشباب، ويعطيهم دوراً محورياً وأساسياً، يمكنهم من تطبيق أفكارهم، ورؤاهم في قيادة الدولة وتغيير واقع البلاد، ظهر ذلك من خلال انتخاباته ألتي أجراها لأختيار أعضاء مكتبه السياسي حيث طغت الوجوه الشابة على جموع الحاضرين.