7 أبريل، 2024 1:26 ص
Search
Close this search box.

الشاعر العراقي قاسم محمد مجيد في مجموعته الشعرية ( حياة قاحلة ) الشاعر العراقي قاسم محمد مجيد في مجموعته الشعرية ( حياة قاحلة )

Facebook
Twitter
LinkedIn

حياة قاحلة ، من العنونة ، امسك الدلالة وهو في حياة قاحلة ، عنوان وجهه للجميع وليس لجسده الّذي يعيش بغداد ، لو كان العنوان لذاتيته لقال حياتي القاحلة ، ولكن تخلى عن التملك وأل التعريف للاخرين ، وهنا هو الشعر وتوجيهه للاخر وليس للانا ، بقدر ما يحتفل القلب من اعتبارات حسيّة قلبية . للمدخل هذا ، باب واحد ، وهو باب الطرقة الحسيّة مابين الاصدقاء الذين حوله ومابين الشعرية والاخر في ايجاد منفذه المتسلّط على ابواب القصيدة ..

عندما يصبح الشاعر ملتحماً بطبيعة تواجده لم يكن محتاجاً إلى رؤيتها لأنها كانت فيه وكان فيها، وحين يخرج منها خرجت منه فصار محتاجاً إلى النظر إليها ومطابقة شموليتها مع خصوصيته الجديدة المكتسبة. ان الشعرية تنزل ضمن الاعمال الفنيّة وليس على مبدأ لاتلمسوني ، فهي ضمن حركة خيالية تصبّ في سيمياء اللغة التي يعتنقها الشاعر ، ومن ضمن محسوسات في الجمالية ، تبرز للعنان على أنّها النهر المتسلّط في خدمة الاخر وسحبه بشكل غير مضغوط على المتابعة والاصرار ، فاصرار الشاعر يأتي من المطالع الاولى ومدى جديته في الابحار ضمن الشعرية الحسيّة وهي ليس قانونا نتبعه ونترجم بنوده على الورقة ..

لو ندخل الى مجموعة الشاعر العراقي قاسم محمد مجيد وننزل الى عتبات اللفظة الشعرية التي يتبناها في اعماله ، سنلاحظ ، تلك اللفظة المبنية بالطقوس التي حوله ، ومن خلال الجملة التي يطلقها ، ينتمي الى جيل الحداثة في السعي بايجاد الاحسن والاحسن ، وحتى تكون الجملة مبنية بشكل جيد لا يكفي أن تضم كلمات تنتمي إلى اللغة وتشكل وفقاً لقواعد علم التراكيب، لكن ينبغي أيضاً أن تكون بينها درجة معينة من الدلالية. وهكذا فإن الجملة التي نبحث فيها هي جملة واضحة لأنها مشكلة بشكل جيد ، لاتحتاج الى معاجم أو تفسيرات مدغمة ، بالرغم من استخدامه الرمزية في تكوين عمله الشعري …

اللفظة الشعرية لدى الشاعر قاسم محمد ، تدخل ضمن الزممكانية ، في تحديد هيئتها وتحديد لقطتها الحسيّة ، وهذه اللقطة مباركة قلبية ، والوصول الى المنتجع الشعري وخزان الذاكرة ..

وبين الأنا والاخر تجري اللفظة الشعرية باتخاذ التدابير ومنظورها الشعري ، فالاعتماد على هذه اللفظة هي خير دليل على اسبقية الشاعر في حواره من الأنا ومع الآخر ( المخاطب ) ال أنت … لنستمرّ في الابحار مع هذه النقطة : إن القول بأن (أنا) يدل على المتحدث، و(أنت) على المخاطب، ما هو إلا وصف ناقص. ما تجدر الإشارة إليه هو أن: “أنا” (أو أي شكل آخر من أشكال ضمير المتكلم) هو اسم يتخذه المتحدث حينما يعدّ نفسه موضوعاً للخطابات، أي حينما يتحدث عن نفسه، وأن (أنت) (أو أي شكل آخر من أشكال ضمير المخاطب) يظهر حينما يتحدث أحدهم عن الشخص نفسه الذي يتوجه بالحديث إليه.

وهكذا فإن (أنا) هو الشخص الذي يتكلم (وله دور إيجابي) والشخص المتحدث عنه في نفس الوقت (دور إيجابي) والشخص المتحدث عنه (دور سلبي).

نرى الآن ما ينجم عن ذلك: الشخصان (الضميران) الأولان أي شخصا التبادل الخطابي يقابلان تماماً -وإلى حد ما- الشخص الثالث (ضمير المخاطب) أي الشخص المعني بالحديث DELOCUTE وهو الشخص المتحدث عنه، والذي يقوم بدور سلبي فقط في فعل اللغة لكن الأشخاص الثلاثة يشتركون في نقطة واحدة: فهم جميعاً يستخدمون لطرح موضوع الكلام.

ينبغي ألا يغيب عن البال أن الأسماء كلها مزودة بفئة الشخص في اللسان ، شخص الأسماء لا يختلف من حيث الأساس، عن الشخص المنسوب إلى الكائنات المُنْخَرِطة في فعل اللغة أي الكائنات المتحدث عنها باعتباره معني بالحديث DELOCUTE ويمكننا في الواقع ملاحظة أن العلامة التي تبرز شخص الاسم حينما يحل الضمير محله، هي نفسها التي تدل على الشخص المتحدث عنه …

يفتتح الشاعر العراقي قاسم محمد مجيد مجموعته الشعرية بقصيدة / الوقت يلبس قصيدة مهرج … هنا عنونة القصيدة ومسمياتها ، ياترى من هو المهرّج ، ولماذا المهرّج بالذات ، علما إنّ فضاء التسميات واسع أمامه في اختيار شخصياته … الشاعر قاسم ومن دلالة العنوان يزرع علامة من علامات السيموطيقيا كي نتحرّك معه بخياله هذا :

عندما تتقدم الدباباتُ

نسمع أناتِ الريح

في مفترق الطرق

وعازف ناي

يطلق النغمات من بين أصابعه الباردة

الصورة الشعرية لدى الشاعر قاسم محمد مجيد ليس تراكمية ، وإنما تبتعد عن التضخم الالي لللافاظ الشعرية ، وهو يجمعها بأدواته الحسيّة كي يركّب هذه الجمل ، وجعلها انعكاسا للاخر ..

فانها لاتقف امام الاشياء لتقبّلها ولمجرّد تصويرها ، بل تتعداها لتوقظ حالة شعورية وحسّية ، ومن هنا لاتصبح الكلمات اشارات لغوية محدودة ، بل وسيلة استشعار داخلي بواسطة ايماءاتها فأنها تحول المفردة الشعرية لتقف أمام الجميع وتنطق بشكلها المرسوم …

نسمع ( عازف الناي ) .. عازف الناي ليس أمامه فهو يسمع أنين الناي وشدوه ، فمن هنا نلاحظ الاخر الغائب في النصّ ، فنبحر من خلاله بين الغائب والحاضر .. النصّ الغائب الذي يعتمده الشاعر قاسم محمد هنا لاعلاقة له بعملية التناص ونظرية النصّ في اعتماد الاول على هذه النظرية واعادة تأويلها من جديد ، فقد أدرك الشاعر إنّ أمامه الاخر ، وهو الشخصية المنتظرة سنرى في بعض مقاطع من قصائده المعتمدة في مجموعته الشعرية هذي …

لقد تعددت الاشكال والبواعث المتنامية في خلق الصورة الشعرية ، كما هي في مجموعة حياة قاحلة / وهكذا فان صياغة القصيدة المعاصرة بلون جديد من التصوير الشعري تنبع من عمق وجدان الشاعر وحواسه واطاره الشعري والمكتسب في وحدته المتفاعلة _ من الواقع الخارجي ، فيأتي الشاعر برهافة حسّه ، ومعاناته من واقعه الذي ينفعل له ازاء الاحداث التي تثير فيه نوعا من الاحساس والتوتر الوجداني ، ليفرز بذلك عملا فنيا يوحي بسعة الخيال عنده في بناء الصورة الشعرية :

يتأرجُح ضُوء الفانوسِ الشاحبِ

على سقفِ الغرفة

أراه ألاُن

وارى مسماراً بالباب

معلق عليه عباءة سوداء

لامي

من قصيدة عباءة امي

كل شيء هادئ

حتى تنفس…. النهر الواهن

وهو يتأرجح… بين يدي الشاطئ

ومظاهرة نساء

في عيد الحب

كل شيء هادئ

المفخخات والقذائف

تتشاطر معنا

الخوفُ ينزلقُ برشاقِة نورس

وذخيرتُنا

إشعارً مسليةً لكاتب رحلات

من قصيدة إعلان عن قلم احمر الشفاه

على الرغم من تفجّر الصورة الشعرية من ينابيع الواقع الخارجي ( كما في المقطعين المدرجين اعلاه ) بكل مافيه من وقائع واحداث مضطربة إلا أنها تثير في الشاعر فيضا يؤدي به الى استعادة توازنه ضمن تجاربه اليومية التي انفعل بها ، والدخول الى خياله الشعري ، لادراج قصيدته ، فهو الشاعر الذي ينتمي الى المفردة ومدى تركيبها واعادتها بشكلها الجديد كما لاحظنا ..

الخيال الشعري ، حالة جديدة تصيب المخيلة الشعرية فتولد ( الفنتازيا ) ، ويمرّ الخيال الشعري عادة في القصيدة الواحدة بمرحلتين : الاولى التصاوير التي تلتقطها الذاكرة وتحولها الى تصاوير شعرية ، تتعلق في المخيلة ، والثانية حالة الفلاش باك ، والرجوع الى الخلف بصور قد مضت وتشبعت امامه ، وبقي الشاعر يتذكرها بين الحين والاخر ، ليدخلها في مخيلته الشاعرية من جديد … هذه الرحلة لاتستغرق أياما كما يظنّ البعض ، فهي رحلات خاطفة ولحظة كتابة القصيدة ..

في نظام العلامات ليس لدينا نص متدني ونصّ غير متدني ( متقدم ان صحّ التعبير ) ولكن لدينا النصوص التي تجرنا دون رغبة منّا على اكمالها ومتابعتها ، أي ترغمنا على القراءة وتدخل في الاذن دون وساطة ، هذا النوع من النصوص فيه الحراك المدجّن بالتقنيات العالية التي يملكها الشاعر ( التجربة الشعرية هنا مهمة جدا ) . وكذلك ولا يوجد خطاب أدبي دون بلاغة؛ ولكن مجرد الاهتمام بالجانب الشكلي فيها، أو تلقيها كإجراء مصطنع، سيفقدها فعاليتها الادلالية؛ في حين أنّه إذا راعى المتكلم (الواقع)، فعبر عنه، وعبر أيضاً عن نفسه، أمّن سلامة ادلاله، وأدلته، وما يتطرق إليها من الهدر، حتى عندما يستعمل الارتجال، والعفوية . وهكذا لا تعود العلامات اللغوية مثل (الأشياء)، بقدر ما هي تتحول هي نفسها إلى (أشياء)، فتحتل مكاناً في سلم القيم، كما تسهم في الشعائر؛ وبينما نجد (اللغة) في المجتمعات الديمقراطية ملكاً لكل الناس، وتتطور بحرية تامة، نجد أن اللغة في المجتمعات المتراتبة يتم تجميدها، بحيث تصير تكتسب طابعاً شعائرياً، ومقدساً..

الشاعر قاسم محمد مجيد يكرر لنا عبر قصائد لاصدقاء احبهم وعاش معهم ، وهنا نوعية الاخر تنطلق من الاقرب ، دون الميول الى التخمينات غير الصحيحة ، بل ينقل لنا واقع الحياة التي إنتمى اليها :

اليوم الذي مر

لم يغرز أنيابه فينا

وكأننا شقاة آثمون

ثمة, ضحكة لامرأة

مرسومة إناء من صلصال

وأثار عجلات في الثلج

وصدى اصطخاب الموج

من قصيدة اليوم الثاني في الغربة

كنت طفلا

حين سمعت

أن الأرض واقفة على قرن ثور

والأنوار في السماء

شرارات ينفخها ملاك

من بعيد

من قصيدة لاوقت للندم

هذه النماذج ونماذج أخرى ينتمي الشاعر من خلالها الى الصداقة ومدى ديمومتها عير قصائد شعرية ، أراد منها أن يفكّ ديون الصداقة ويدفعها نحو الامام ، مخاطبا رصيده الشعري بذهنية تنتمي بين الحين والاخر بين الانا وال هو …

الايام التي تمر عند الشاعر هي اياما مثالية ، لذلك دجّنها ضمن حدائقه الشعرية ليخاطب بها ، نحن كقراء نستطيع أن نكون معه ، وكذلك الصديق الموسوم على صدره كقلادة لاتفارق الصدر ، وهو يحملها عند النوم وعند شروق الشمس وعند الغربة التي تكلّم عنها ، علما الشاعر يعيش وطنه الام / العراق ..

حركة الخيال في القصيدة من المهام القصوى للشاعر كي يجد الجمالية مثلا ، ادواتها التي يعتمدها في انشاء الموضوع والابحار منه ..

الحراك الذي يعتمده الشاعر في أغلب نصوصه هو حراك الافعال التي يعتمدها ، فقد غلبت على هذه النصوص البنية الفعلية، فكانت أغلب جمله جملاً فعلية،

تدلّ على الحركة والحيوية والفعالية بهدوء نسبي ، لترصد الحدث وتساهم في رسم حيز النص ولحمته. وقد أكثر الكاتب من استعمال الأفعال ليعبّر عن ديمومة الحدث وحركته، ويعكس نوعاً من الرضى والاستسلام، وقبول ما وقع بأسى وتحسر.

لقد أدّت جمل النص الفعلية إلى تماسكه هذا من خلال علاقات الجمل الاستنادية لتدلّ دلالة طردية بين الحركات، حيث تكون الحركة السابقة والأفعال ترسم لنا الخط الرأسي التصاعدي ..

تتقيأُ أيامَنا المُصابةً بالفِصامِ

فنحنُ ضيوفُ الحربِ، الهَرِمةِ

نُلقي آخرَ مَشهدٍ للطفولةِ

على أكتافِ الأساطيرِ

ونُصَدقُ، أنًّ مِصباحَ علاءِ الدين

يفتحُ مَجاهيلَ وأبوابا مُغلًقة

ويمُدُّ حَبلاً طويلاً مِن السًّماءِ

لِنصعدَ بِهِ

الذاكرةُ, غيمةٌ مُتَوعِدة

فوقَ المَرَجِ الذابلِ

فَتُمطِرُ

فوقَ الخان(*)، السينما

والغرفةُ التي نتكدسُ فيها

مثلَ حقائبَ في قبو

الليلةَ هنا، عَربةٌ مُحمَّلةٌ، بالفراغِ، ونبوءاتِ الهلاك

فقلنا سنرمي هذياننا عاجلا

من قصيدة جندي في الحرب

تتقيّأ / نلقي / نصدّق / يفتح / يمدّ / تمطر … لونلاحظ من هذه الحركة الخيالية سنلمس معظم الافعال هي افعال مضارعة ، أراد منها أن تكون الاتكاء الكلّي للنصّ ، وهذه الخبرة الشعرية لاتأتي من الهواء ، الا من خلال تجربة خاضها الشاعر في مجمل حياته الادبية وفن العلاقة الشعرية مع الادوات ..

إن البنية الفعلية لهذا النص استفادت من بلاغية الألفاظ، حيث استعملت استعمالاً مجازياً فانزاحت الألفاظ عن معانيها الحقيقية لتساهم في رسم جمالية هذا النصّ وذاك النصّ، وقد وفق الكاتب أيما توفيق في إيراد ألفاظ بحمولات تعكس موقفه وموقف النصوص التي اعتمدها الشاعر في تنقيتها وعرضها للاخرين ..

لقد اعتمد هذا النص وعلى علائق إسنادية نهلت من خصائص اللغة العربية الإبداعية من خلال إيجاد علاقة طردية بين الكلمات المكونة لهذا النص ونصوصه الاخرى ، والتي تجسد حقلاً دلالياً، فالحقل الدلالي هو مجموعة من المفاهيم تنبني على علائق لسانية مشتركة، ويمكن لها أن تكون بنية من بنى النظام اللساني (أحمد حساني 1994 مباحث في اللسانيات 164 ديوان المطبوعات الجامعية- الجزائر ) .

إنّ مسألة اللاوعي في الصورة الشعرية مرتبطة أساسا بالفكرة أو التصوير الخيالي ( كما وصفها الدكتور ناصف بأنّها _ ثراء للفكر _ د . نعيم الياقي / مقدمة لدراسة الصورة الفنية )

تعمل فيه القدرة الباطنية الخفية على ابراز المكنونات العميقة في جوهر الذات ، ومن هنا قد تأتي الصورة الشعرية عفوية من حيث كونها نابعة من أعماق المشاعر الحسيّة عن طريق الشاعر الداخلي .. وبما انها تقوم على العلاقات الداخلية التي تثير في الشاعر استجابة لمقتضيات التجربة انما تنفلت من حالات الحضور الى حالات الغياب ، ومن هنا يقترب مدلول الصورة الشعرية في القصيدة المعاصرة من مدلول الحلم ، من حيث كونهما يستجيبان لرؤى الذات الشاعرة ، وذلك من

خلال ماتعبّر عنه تحت ضغط الحدث الخارجي الذي تنفعل له أعماق هذه الذات ، فتفرز عملا فنّيا ، يكون نابعا من التجربة الجمالية التي تشكل وعي الشاعر في تشكيل الرؤية … وبين الرؤية والرؤيا ، هنا هو ادراك الشاعر منذ لحظته الاولى ، دون تقسيم للحسية التي يتمتّع بها .. لو فتشنا بين كلمات وجمل الشاعر قاسم محمد مجيد ، لنزلنا الى روح عبقرية ، في ادارة شؤون المفردة ، وكيفية تحويلها برؤى فنية مع الجملة الشعرية … المخزن الشعري لدى الشاعر لاينتهي ، فرصيده يتمتع من البيئة التي حوله ، فنرى شاعرا يكتب عن باريس ، لانه عاش ذلك الحدث وكوّن رؤيته الخاصة ليتمكن من الدخول الى القصيدة ..

زمني الواقفُ كتمثالٍ رومانيٍّ منحوتٍ في جدار

حمَل أسمالَ الروحِ

في سكرةِ اللونِ الواحِد

فأنا لا أُجيدُ الاشتباكَ مع الحياة

أو ركوبَ الخيالِ المُتهوِّرِ

أصحابي أصابهم طاعونُ النسيانِ

فلم تأتني منهم إلا رسالةٌ مبتهجة

بمظروفٍ أسود

أنا الجَنوبيُّ

صديقُ البردي.. لِمَ انا هنا؟

من قصيدة صديق البردى

بين العنونة والقصيدة تكمن رؤية الشاعر ولحظة الادراك الّذي ينهض به الخيال وتدجين مايدور في المخيلة ، هنا يعلن بانه ابن الجنوب ، لو نلاحظ عنونة القصيدة لها ارتباطها في المطالع التي اعتمدها ، الشاعر الّذي يكتب بصمت ، ويجعل مفردته الشعرية ، هي التي تقاوم الحياة وتشهر سلاحها في المعركة ، ( فأنا لاأجيد الاشتباك مع الحياة ) هي دقات القلب عندما تتعاطف مع ذهنيته وكيفية الانتماء الى السحر الجنوبي … لذلك يطرح سؤاله بألم ، لمَ أنا هنا ؟

الشاعر قاسم محمد مجيد استطاع أن يبني قصره الشعري عبر مجاميعه الشعرية التي قرأتها ، وهو يدرك جيدا ثمن اتعابه في التواصل الشعري .. فالنظام اللغوي لديه يوفّر حصادا وآثار على مستوى توليد الدلالة وامكانيات التأويل ، وبالفعل يدخلنا معه الى الحسيّة التي يتمتّع بها ،

فالانتماء الى ( العلامة ، الموضوع والمدلول ) ضمن المنطق الفلسفي للشعر ، يبعث الينا هذا الانتماء بتشخيص السيميائية اللغوية لدى الشاعر .

حيااة قاحلة

طبع وتوزيع دار أمل الجديدة _ دمشق

صمّم غلاف المجموعة : الفنانة أميرة ناجي

حياة قاحلة مجموعة شعرية للشاعر العراقي قاسم محمد مجيد / 2015

تقع المجموعة ب 71 صفحة حجم وسط

.علاء . ح

كوبنهاكن الدنمارك

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب