23 ديسمبر، 2024 4:19 م

الشاعر الروسي المعاصر سوفرونوف

الشاعر الروسي المعاصر سوفرونوف

اناطولي فلاديميروفيتش سوفرونوف ولد عام 1911 في الامبراطورية الروسية وتوفي عام 1990 في الاتحاد السوفيتي , وهوأديب و شاعر وكاتب مسرحي وسيناريست وصحفي , ويرتبط اسمه قبل كل شئ بمجلة ( أغنيوك ) الاسبوعية السوفيتية الشهيرة , اذ كان رئيسا لتحريرها من عام 1953 الى عام 1986 , وساهم بشكل كبير في النشاطات السياسية والاجتماعية السوفيتية المختلفة آنذاك وخصوصا في اعمال منظمة التضامن الاسيوية – الافريقية المعروفة وشارك في الكثير من مؤتمراتها, وزار العديد من البلدان العربية بما فيها العراق , ويوجد بين مؤلفاته حتى كتاب بعنوان – ( لقاءات عربية ). أصدر سوفرونوف عشرات الكتب التي تضمنت الشعر والنثر والمسرحيات والمذكرات …الخ , ونشر اول قصيدة له عام 1930 , وظهر اول ديوان مطبوع له عام 1934 بعنوان – ( أيام مشمسة ) , و تحولت الكثير من قصائده الى أغان روسية مشهورة , وهو حائز على العديد من الميداليات والاوسمة السوفيتية .

يعد سوفرونوف واحدا من الاسماء المعروفة في دنيا الادب الروسي الحديث , و لم أجد صدى لذلك – مع الاسف – في عالمنا العربي , لكني أود أن اشير الى مقالة الدكتور أيمن أبو الشعر المنشورة في موقع روسيا اليوم عنه , وهي مقالة علمية وموضوعية جدا وتضمنت ترجمة جميلة لعدة قصائد له , واستمرارا لما قام به الدكتور أيمن من تعريف القارئ العربي بشعره نقدم فيما يأتي ترجمة لقصيدتين له .

ض. ن.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

عند الاهرام

عند الاهرام

تشعر انك لازلت طفلا..

الضوء البارد الابيض

للقمر,

كالثلج الابيض

في أيدي البشر..

………………

نائمة الجمال..

انظر حولك,

هل أبقيت من أثر

على الرمال؟

………….

فيما مضى

كنت تنظر الى كل هذا

بفضول وابتهال,

ولم يكن مفهوما لك,

ما الذي يجري حولك..

والآن

لا توجد تلك التساؤلات,

الآن

توجد فقط ذكريات ..

…………

ربما تعتقد

انك أدركت أعماق الظلمات

لانك شاهدت القرون المعتمات

والهزائم والانتصارات..

………..

يبدو لك هذا

ليس الا,

اذ لا زالت هناك على الرمال

كثيرا من الالغاز والتساؤلات,

………

انها معك وجنبك تسير,

كالقوافل التي كتب عليها ان تسير

على الرمال .

…….

نائمة الجمال

الارجوحة ذات السنامين,

والحرٌاس ذوو الشعر الاشيب

يحرسون الحجر..

لأنهم

لا يثقون بالبشر..

…………

لا تسرع

ولا تلمس الاهرام بيدك

هنا توجد حدود

لرغبتك ..

وغضبك ..

لقد ضاعت

مفاتيح الكتل الصخرية هذي,

ولا يمكنك..

مجاراة الاحجار هذي,

لهذا

تأٌمل الصخور والاحجارالتي امامك,

تأملها مليٌا,

تأمل واصمت ليس الا ..

+++++++++++++++++++++++
الوطن

=====

كيف يمكن ان تحيا

دون ان تعرف

من أين أنت ؟

ومن انت ؟

ولمن مدين بهذه الصلابة أنت؟

لا تبحثوا عني,

في اي مكان

لاتبحثوا عني ,

اذ اني

أعود الى وطني الحبيب

ما أن احتاج الى الحنان,

كلا , لا تبحثوا عني

فاني

أعود الى هناك

الى أرض الدون,

اذ اني لا شئ

بدون انبثاقات الفجر هناك,

وهناك

عندما تصيح الديكة

باصوات عذبة مختلفة

وهي تغتسل بالندى,

فان القصائد تولد من جديد هنا

تلقائيا

وبلا ارغام.