18 ديسمبر، 2024 8:58 م

الشاعرناجي إبراهيم..فارس الكلمة ومطوع حرفها العربي وصائغ قلائدها الجميلة!!

الشاعرناجي إبراهيم..فارس الكلمة ومطوع حرفها العربي وصائغ قلائدها الجميلة!!

منذ إن ولدته الاقدار، ومنذ إن وطأت أقدامه أرض هذه الدنيا، كان الشاب ناجي إبراهيم ، مولعا بلغته العربية حد التقديس والهيام بجمال بلاغتها ،وكان الشعر هو أحد تلك الروافد المهمة التي نهل من ينابيعها ما يروي ظمأه!!لقد ظل شاعرنا ناجي ابراهيم منذ إن كان يافعا، وفيا لمعنى ان تبقى انطلاقة الكلمة مثل إشعاع ضوء يتوهج بين الأفئدة والشرايين ثم يتدفق ليغمر القلوب بكلمته العذبة وسيلها الجارف، الذي لم يكن بمقدور أي من يرتشف من كؤوسه الا ان تناله (سكرة العشق) وهو يصعد بمخيلته الجامحة الى علياء السماء!!

وهو ما إن إمتطى صهوة جواده ، ليكون فارس البيان ويبحر في بلاغة اللغة ، لم يخش ركوب سفنها، وهي تجوب بحور الشعر العربي وقوافيه ليصنع من كلماته  قلائد نفيسة وبلاغة تسحر القلوب حتى تتخيل انك أمام فارس مقدام ليس بمقدور خيله ان تلحق بصهيل كلماته، بل لم يكن بمقدورها تحمل فارس تمرس على ظهور الخيل ، وكلما أرادت ان تخفف من حدة حركتها، زادها صهيل كلماته ، لتحث تحث الخطى مرة أخرى، عل بمقدورها ان تواكب جموح هذا الفارس وما يحمله قلبه النابض من أمنيات وأحلام وآمال ورغبات، ترسي به الى واحة لغة يشرب منها ما يشفي غليله ، وهو العاشق الذي أحرقت قلبه من أدخلنه مرغما في بحور العشق يجوب البحار والمحيطات عن واحدة تكتب قصة حبه على جبينه، وتسقيه من ماء كوثرها، عل بمقدورها ان تروي ظمأه ، وهو الذي يفور قلبه عشقا أبديا، كان الوطن بالنسبة اليه الحبيب الأكبر الذي ليس بمقدور كل عاشقات الدنيا ان تروض أفكاره المنسابة رقة وعذوبة لتحيله الى عاشق لا يستسلم للاقدار ولا لجمال كل تلك الفاتنات اللواتي أشعلن نيران قلبه، وبقيت نيران العراق تفوق جحيم ولظى كل نيران الحبيبات وفتونهن وكيف اوقعن قبله قلوب كثير من الفرسان، وبقي الوطن ملاذه الاخير الذي ليس بمقدور أي حبيب أن ينازعه أحد على سلطانه!!

تحياتنا للشاعر الكبير وزميل العمر الاستاذ والأخ والصديق ناجي إبراهيم ، الذي يعد بحق مطوع الحرف وسلطان الكلمة العربية وحامل لوائها وصاروخها العابر للقارات، وله منا في عيد ميلاده مليار تحية حب ووفاء ، لمن كان تاج الكلمة وفارس أحلام العشاق والهائمين بجمال الحرف العربي ولغته الجميلة وهو من حفظ لها الود والعهد، وبقي أمينا ووفيا لاقداره من أجلها، وهو مايزال يحمل عبق تيجانها الى حيث يحلم كل محب وعاشق ومن وقع في بحور الغرام، حتى كادت ان تحرقه نيرانها ، لولا عناية الله وحفظه وشاءت الاقدار إلا أن تكون نار عشقه بردا وسلاما على شاعرنا ..وكيف لا وهو إبن الفلوجة وفارسها والناطق بإسمها ومن رفض الطائفية بكل أشكالها ومسمياتها ، وله عند كل أهل العراق ورموزه محبة خاصة ، وكيف لا وهو من أعلى شأن الزمان وهو قاهر الشعر وسلطان الزمان..وقد كان على الدوام يتغنى بمقولته الرائعة : حب الوطن من الإيمان!!