19 ديسمبر، 2024 12:46 ص

الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر

الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر

ضمن جماليات القراءة التي كثيرا ما اتمتع بها كل صباح استقر في ذهني .. ان الرومانسية تبقى، تتصارع وتتلاقى ومشاهدة الطبيعة وافاق جمالها وهى شعور ينتاب الانسان الحالم الباحث عن السعادة فعندما نتابع النجوم وهى تلمع وتتألق بالسماء الصافية ويمر فى اذهننا حينها شريط من الذكريات السعيدة وخاصة ابتسامة الحبيب … لهذا اقول عندما استطعت ان ترى كل مايحيط بك جميلا ونظرت لايجابيات الامور وتجنبت السلبيات المحيطه بك حتما انت رومانسى ، فكن جميلا ترى الوجود اجمل فالرومانسيه انصهار فى الطبيعه وامتزاج مع الحياه ببساطه وعفويه ، ورغم ما يشوب الانسان الشاعر من حزن، يبقى يبحث عن الحب والجمال .. فالشعر دوما يبقى مسار لا نهائي، وعلة ذلك تعامله مع التجربة الداخلية للشاعر، تلك التجربة المكتظة بالاحاسيس والافكار المتطورة والقابلة لعوالم التغيير والنمو، باتجاه الاحتمال والمغامرة .. اذن اللغة الشعرية تنمو وتتغذى على مشاعر واحاسيس الشعراء .. فهي وعاء الاستعياب والاحلام وغذ السير نحو تلك الاماني المحلقة عاليا .. وانا اقرأ للشاعرة حسناء محمد بعضا من قصائدها حضرت لي هذه الافكار .. حيث تقول :

(لا زلت في دروب البعد

ألهث كالطريدة ..

ولا زلت أقفـز كموجات مد

لشطـآن بعيدة ..

وأكتب صكوك الود

بأقلام فارغة القصيدة ..

” لا زلت للأرض ؛ مطر”

سلامك قبلة للخـد

تحملها الرياح ..

تهب كالشوك بالورد

وتغرس كالرماح ..

” ولازلت تعبق بالخطر “

تناجيك أبواق

جيش لهفة يحترق ..

وناي وأشواق

يعزفها ثغر الأفق ..)

هذا البحث والاستمرار فيه، خلق لدى الشاعرة حسناء نوع من انواع القلق والتوتر، فهي كالطريدة لازالت في مسافات البعد ولازالت تمتد في مساحات الحياة زارعة الامل والخصب وتردد : ” لا زلت للأرض ؛ مطر” أي انها خصب الحياة، كأنسان وامل جميل كما هو المطر، كأنثى، ثم تقول :

(عشقت فيك ..الشتاء

و البرد في ليلي الطويل ..

وأن أضيع في عيون

كالسماء

دون زاد أو دليل ..

وبـرق

من الغزل

كغمزات النجوم ..

حين ..

تغطيها الغيوم ..

وترحل !

وصوت الرعـد

في صدري

و رجفات الخجل ..

حين تعشش

على ثغري

أسراب القبل ..

عشقت

المطر ..

بعد خريف

أشواقي ..

يروي

أجنة الشجر ..

في أعماق ..

أعماقي ..

بـل ..

عشقت فيك

” الأمل ” …)

اذن ربطت الشاعرة فصول السنة بفصول الحياة، وجعلت من المطر والامل صنوين لهذه الحياة .. المطر عنوان للخصب والاستمرار في النمو، والامل انفتاح افق الحياة والتواصل معها ومن هنا فـ(ان النص الشعري الحديث حوار دائم ودينامي مع الاشياء ، حوار ثر مبني على ديالكتيك خاص ، مشحون بقيم اصيلة تتسم بالتشابك والعمق والتعقيد)، وهكذا تستمر الشاعرة حسناء

محمد في حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الاخر المتمثل لها كحبيب .. وتبقى ومضاتها الشعرية تحاكي الحياة وجمال الكون ..