ترجع أزمة الحوزة إلى تقوقعها داخل منظومة نصوص تأسيسة مقدسة آسرة ومهيّمنة، شلت فيها القدرة على التمرد والتفكير الحر، وبالتالي عصيانها على الحداثة وإستعصائها على الإصلاح، ولم يستفق العراقيون رغم ازيز الرصاص ولون الدم ورائحة شواء الاجساد لنار الطائفية ويمر الزمن ويمر قطار الحداثة بقربهم، وهم يرمقونه بنظرات متطيّرة وبمشاعر من الخيبة والمرارة، (وعقدة القداسة للمرجعية الرشيدة والناطقة والصامتة و المجيدة) التي أثمرت عن تغيب للفكر والعقل وحتى الانسان عن واقعه وماسيه,تلك القداسة التي تحركها عمائم شيطانية بين ثنائيات الغيب والواقع الوعي واللاوعي الحلال والحرام.
تلك العمائم التي تسمى حاشية العالم والتي يعرفها البغدادي احد علماء الحوزة (وهم اطرافه المحطيون به والذين اتخذوا اتصالهم به وسيلة لغايات ساقطة هؤلاء اسوا الناس اخلاقا وطمعا وخسة وشحة ونفاقا) هذه الحاشية التي ينبغي لها ان تشكل يما يشبه الجهاز الاداري والفريق العلمي للمرجع تتحول الى فرق للدعاية القسرية واداة للارهاب والى جهاز يقرر واقع المؤسسة الدينية باختيار المرجع الذي يرغبون به خدمة لمصالحهم واهواهئم وتنقل صورة مشوهة ومسحطة للدين ولقضايا معرفية شديدة التركيب والتعقيد يتداخل فيها الاجتماعي والتاريخي والاقتصادي والسياسي مع الديني في الفضاءات الواسعة للحداتة والعولمة للعصر الراهن.
يصعب حصر مفهوم المقدس من وجهة نظر وحيدة أو داخل حقل معرفي معين من حقول المعرفة الإنسانيةالا ان لرجال الدين الحظ الأوفر من غيرهم بسبب صبغة الشرعية المستندة الى الدين إن التقديس يخلق مسافة كبيرة بيننا وبين من نقدس . مسافة خوف تعطل العقل وتنمع التساؤلات الطبيعية والمشروعة وتولد قناعة تلقائية اخرى بان الممارسات الطويلة لهذا الخطا تحولت الى حقيقة مشوهة او مقلوبة لدى العقل الجمعي لعموم الناس واصبحت القداسة المزيفة لرجل الدين (المرجع) مانعا من اقتحام مناطق توصف دوما بأنها شائكة ومحاطة بالكثير من القيود وعلى كثير من الثوابت والتي جعلت منها مساحات محرمة على النقد تذيح كل محاولة بسكين الممنوع والمحرم.
تميز التشيع عن غيره من المذاهب في انه يخطأ المجتهد ويصوبه، و لايعطي المجتهد أي ميزة يمكن ان تضعه فوق البشر، او تعصمه من الخطأ حتى ان الشيعة والمعتزلة عرفوا بسبب ذلك بالمخطئة,لذلك لايتميز المجتهد عن اي خبير أخر في مجال اخر، وليس هناك ما يضفي على مهنته القدسية او العصمة والتي تجعل منه انسان بمواصفات ملائكية يسمو على كل محاولات النقد وكشف الحقائق، لكنه يفترض أن رجلا بلغ هذا المستوى من العلم والمعرفة بأصول الدين ما يمنحه القدرة على التمسك بالورع والتقوى، والتنزه عن الغايات الدنيوية الا ان المراجع العرب وحتى الايرانيين المقيمين في العراق ظلوا بعيدين عن هذه النزعة في تقديس المرجع، فنلاحظ ان المجتهد او المرجع يميل للتواضع كلما زادت درجته العلمية، فكانت الالقاب التي يستعملونها هي ” الحقير لله ” او الفقير لله ” بدل”الاعلى” و”الكبير”كما هو سائد اليوم، وكلما ازدادت الدرجة العلمية ازدادت الالقاب تواضعاً ويمكن ملاحظة التوجهات الاولى لتقديس وتضخيم دور المرجع بدأ مع مرجعية محسن الحكيم.
التصريحات الاخيرة لعزت الشابندر لاتعدوكونها لعبة اخرى للمالكي استخدم فيها برلماني الترضية وصاحب ال(132صوت) انطلت على هذا الراقص على حبال القوائم (العراقية ودولة الفانون) وخصوصا وانها لامست غروره الانتخابي ليطيح به المالكي ارضاءا للسيستاني حفاظا على قداسته المزيفة ان تصرف المالكي يثبت ان كل هذا النقد الذي مارسه الصافي للحكومة ماهو الا ضحك على العامة وان حبل الود بين المرجعية والمالكي لم ينقطع رغم المواقف المنافقة التي تتخذها المرجعية من عدم مقابلة السياسين ومنهم المالكي لكي تروج اكاذبيها على عامة الناس فكل ماجرى ومايجري في العراق اليوم من قتل وسرقات وفساد وفشل تقع مسؤوليته الكبرى على الجزء الغاطس من الازمة وهي المرجعية فهل نسي الصافي ام تناسى ان هذه الحكومة والدستور والعملية السياسية بمجملها ماهي الا نتاج فتاوي مراجعه والتي من اجلها حرموا الجنة على الناس وحرموا الزوجات واوجبوها حتى على الصلاة والصوم.
الشابندر والصافي كلاهما اقنعة وابواق لوجوه كالحة واصوات نشازولاعبي ادوار ثانوية لمسرحية القتل والفساد والتي يتقاسم بطولاتها شريكي وقسيمي السياسة الفاشلة والدين المزيف في العراق المالكي والسيستاني.
[email protected]