في موقع “كتابات” المحترم كتب السيد عامر المرسومي مقالا بعنوان “رئاسة الوزراء بين الشابندر والجلبي”. ومع احترامي للاراء التي وردت فيه والتي تتلخص باهمية ان يخرج هذا المنصب “منصب رئيس الوزراء” من اطار المحاصصة الحزبية والكتلوية حتى داخل ما يسمى بالبيت الشيعي الى فضاء وطني اوسع فان هناك مما يمكن ان يقال بصدد اختياره لشخصيتين سياسيتين بارزتين وكلاهما شيعي وهما عزة الشابندر والدكتور احمد الجلبي. المعروف ان الجلبي هو احد ابرز زعماء المعارضة العراقية. حيث كان الرجل معروفا وله صولات وجولات ايام لم يكن هناك سياسي او زعيم اسمه نوري كامل المالكي حتى بنسخته الاولى جواد المالكي او ابو اسراء مثلما هي كنيته. ولعل اطرف مما يرويه المفكر والنائب حسن العلوي في احد كتبه لعله “شيعة السلطة وشيعة العراق” انه التقى جواد المالكي عام 2003 بعد شهور من سقوط نظام صدام في علاوي الحلة. وساله اين هو ذاهب فكان جوابه عائد الى سوريا لانني كنت اتمنى ان اكون ولو مدير عام في التربية. هذا الذي كان يتمنى عام 2003 ان يكون مجرد مدير عام في وزارة التربية يتحكم الان بمصير البلاد والعباد بطريقة لايوجد منها اكثر تخبطا وعدم دراية في العالم كله ومع ذلك يريد ان يضمن لنفسه ولاية ثالثة.وبالعودة الى العلاقة بين عزة الشابندر واحمد الجلبي اقول انه لم يعد ممكنا الان الحديث عن مقارنة حيث لابد من وضع النقاط على الحروف. واول النقاط التي يتوجب وضعها على الحروف هي انني ارى ان الشابندر هو الافضل والاكفأ في تولي هذا المنصب. فالدكتور الجلبي وبرغم انه رجل كفوء ولديه تاريخ لكن تاريخه ليس محل اجماع لدى العراقيين. ولعل سمعته كعراب للاحتلال الاميركي لاتزال تشكل عائقا امام الكثير من طموحات الرجل برغم انه “لطم” كثيرا خلال السنوات الماضية من اجل ان يثبت انه ليس على صلح مع الاميركان. لهذه الاسباب واخرى غيرها لامجال للتطرق اليها اعتقد انه لايزال المرشح غير المناسب لهذا المنصب الا اذا وضع العراقيون بين خياري المالكي والجلبي فان الجلبي افضل منه مئات المرات. ولكي احسم هذا الجدل من جانبي ارى ان الشابندر هو الاصلح لاسباب عديدة. اولا الرجل له تاريخ نضالي معروف ايام المعارضة. وثانيا الشابندر يتمتع بعلاقات ممتازة مع كل القوى السياسية في الداخل وله علاقات عربية واقليمية واسعة. ثالثا الشابندر صاحب مواقف واضحة لايساوم عليها وهوماتمثل بخلافه المبكر مع زعيم القائمة العراقية اياد علاوي بشان مشروع العراقية. واليوم فقد صحت كل توقعات الشابندر بشان الخطوات الخاطئة التي سلكها علاوي والتي اجهض من خلالها واحدا من اهم المشاريع الوطنية لو كان قد استمع الى نصائح رجال بمستوى الشابندر وليس اشباه اميين. والامر نفسه ينطبق على صعيد خلافه مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. فالشابندر لم يساوم على موقفه الوطني من قضية الانبار ومن قضايا المصالحة الوطنية. ولو كان المالكي يتمتع بقدر من الحنكة وسعة الافق لجعل الشابندر مسؤولا عن المصالحة الوطنية؟ فالشابندر اعلن انسحابه من دولة القانون بعد ان اصدر المالكي بيانين في يوم واحد لمجرد انه قال التقيت مع رافع العيساوي. ومن على قناة “الشرقية” وصف الشابندر بيان المالكي بانه “مثير للسخرية”. فالرجل شجاع ونزيه وصاحب موقف ولا يساوم وكفوء وبالتالي فانه من وجهة نظري الاكفأ في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة. واود هنا ان اعلن اتفاقي مع السيد عمار بشان ان هذا المنصب يجب ان لايكون من حصة الكتل الكبيرة حتى داخل “البيت الشيعي”.. بالمناسبة هذا البيت كان قد اسسه الجلبي لم يريد ان يتذكر. بل ان الاختيارات يجب ان تتجه نحو الشخصيات القادرة على احداث التغيير والتي لاتسبح بحمد زعيم الكتلة. ولابد ان نكون هنا بمنتهى الوضوح. فمع احترامنا للسيد باقر الزبيدي المطروح كمرشح لهذا المنصب كبديل عن المالكي من داخل الوسط الشيعي الا انه تابع للسيد عمار الحكيم. ولعلكم تتذكرون قصة الدكتور عادل عبد المهدي عندما ارغمه الحكيم وشورى المجلس الاعلى الاسلامي من الاستقالة من منصبه. والامر نفسه ينطبق على الصدريين . بل لعله ادهى وامر. فمع اعتزال السيد الصدر فانه لو تم ترشيح احد من كتلة الاحرار لمنصب رئيس الوزراء فمن يضمن لنا عودة السيد ولو لربع ساعة ليصدر بيان على شكل “كصكوصة” يقول فيه ان رئيس وزراء العراق غير موال لال الصدر الكرام؟!! اما اذا تولاها واحد من بدر فعلى العراقيين توقع عودة طائرة او طائرتين الى مطارات العالم لان ابن السيد هادي العامري يمنع ذلك وابوه وزير نقل.. فماذا يفعل حين يصبح الحاج المجاهد رئيسا للوزراء. وفي حال تولاها واحد من حزب الفضيلة فلابد ان يرتدي رجال العراق السواد حدادا على المهازل التشريعية وليس نسائهم جراء فتاوى حسن الشمري وزير العدل .. فمالذي يفعله لو اصبح رئيسا للوزراء؟ ربما يرغم حتى المسيحيين والصابئة والازيديين تزويج بناتهم في سن التاسعة. الخيار هو الشابندر وامثاله من الشخصيات الوطنية التي تريد بناء دولة مواطنة لادولة حجاج وحرامية.