تزامنا مع إنعقاد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي هو أکثر نشاط سياسي دولي ليس يزعج قادة النظام الايراني فقط بل وحتى إنه يبعث على الخوف لديهم ولاسيما وإن هذا النظام قد سبو وإن أجرى إتصالات على مستوى رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ووزارة الخارجية مع الدول التي يحضر ممثلون عنها لهذا التجمع بل وحتى إن هذا النظام الايراني لم يقف عند هذا الحد عندما قام بالعمل من أجل تنفيذ مخطط إرهابي لتفجير مکان الاجتماع السنوي للعام 2018، ولاريب من إن تجمع هذا العام هو من أکثر التجمعات التي تبعث على الخوف والهلع لدى طهران لأنه إضافة الى کل التحشيد السياسي غير العادي الذي جرى له، فإن بيانات ومواقف الدعم والتإييد والتضامن مع هذا التجمع ومع نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية تتواصل بصورة تثير الذعر في طهران.
تجمع هذه السنة لم يحفل بمظاهر الدعم والتإييد والتضامن الدولية المتباينة مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية بل إنها إقترنت أيضا بإستمرار الاحتجاجات الشعبية ووصول حالة السخط والغضب الشعبي الى حد أن يزداد خوف النظام من إندلاع الانتفاضة الکبرى للشعب الايراني والتي باتت التحذيرات الرسمية بشأنها تزداد أکثر من أي وقت مضى، لکن الملفت للنظر کثيرا، إن الموضوع لاينتهي عند هذا الحد بل إن هناك أحداث وتطورات غريبة من نوعها نظير الانفجار الکبير الذي هز طهران عشية إقامة هذا التجمع إضافة الى تعطل خدمات القطارات في إيران، اليوم الجمعة، بسبب هجمات إلكترونية على ما يبدو، وفق ما ذكرت وسائل إخبارية إيرانية تابعة للنظام وإن قراصنة نشروا رقم هاتف المرشد الأعلى علي خامنئي، كرقم للاتصال للحصول على معلومات!
الاوضاع الاستثنائية في إيران وهذا التخبط غير المسبوق وحالة الفوضى السائدة في سائر أرجاء إيران، وحالة الاستعداد والحذر غير العادي من جانب الاجهزة الامنية للنظام الايراني، تدل کلها وفي خطها العام على إن الاوضاع ليست أبدا على مايرام وإن المرشد الاعلى للنظام لم يقم بتلك التغييرات غير العادية لرٶساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية فجأة ومن دون مبررات، بل إنه قام بذلك إستعدادا وتحسبا من إنفجار الاوضاع والعمل على مواجهتها وعدم السماح بإسقاط النظام، ولکن لايبدو إن نظاما ومنذ تأسيسه يقوم على الممارسات القمعية والقهر والظلم بإمکانه من خلال مضاعفة تلك الممارسات والتمادي فيها أن يعمل على إنقاذ النظام والحيلولة دون سيره السريع نحو الهاوية، ولکن يبدو مايسعى إليه هذا النظام کأحلام العصافير تماما!