23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

من الصعب جدا أن تجد قادة و مسؤولين في العالم کله تبلغ بهم الصفاقة و الوقاحة الى أبعد حد کما هو الحال مع القادة و المسؤولين الايرانيين خصوصا عندما يتحدثون عن تدخلاتهم في المنطقة فيقومون بتبريرها بمنتهى السماجة و بطريقة يظهر فيها واضحا الاستخفاف ليس بشعوب و بلدان المنطقة فقط وانما بالعالم کله!
التدخلات الايرانية السافرة في بلدان المنطقة و التي صارت حديث القاصي و الداني بعد أن بات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و ببرکة عملائه و أتباعه في هذه البلدان، يتصرف وکأنها تابعة له و ليست لها أية سيادة وطنية أو إستقلال، ولعل ماقد صرح به أخير المرشد الاعلى للنظام الايراني، خامنئي، ردا على المواقف الاوربية الرافضة لهذه التدخلات و المطالبة ببحثه، عندما قال بالحرف الواحد من إن نظامه:”لايعتزم حث تواجدها في العراق وسوريا ولبنان واليمن مع أوروبا والولايات المتحدة”، وإستطرد بأن”الدول الأوروبية تأتي إلى طهران وتقول إننا نريد أن نتفاوض مع إيران بشأن وجودها في بعض دول المنطقة”، مستدرکا بتشدد واضح:” هذا ليس شأنكم، وهذه منطقتنا، لماذا أنتم هنا؟”!
البلاء و المصائب المختلفة التي نزلت على رؤوس شعوب المنطقة کلها بما فيها الشعب الايراني نفسه من جراء هذه التدخلات السافرة و التي أحدثت و ولدت الکثير من المشاکل و الاوضاع الصعبة و غيرت من واقع الحال و جعلت منه وضعا أشبه مايکون بالمسخ، إذ لم تصادف شعوب و بلدان المنطقة هکذا أوضاع غريبة من نوعها و الذي يلفت النظر کثيرا، إن الشعب الايراني نفسه يئن من وطأة التبعات الثقيلة جدا لهذه التدخلات التي لم تنفعه يوما وإنما ألحقت به ضررا فادحا، فهي لصالح النظام و مصالحه الضيقة جدا، ولذلك لم يکن غريبا عندما هتف الشعب الايراني في إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، ضد هذه التدخلات و طالب بإنهائها، والحقيقة أن الشعب الايراني و معارضته الوطنية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، قد رفضا دائما هذه التدخلات و أکدا على مبدأ التعايش السلمي بين شعوب المنطقة و عدم التدخل في شؤون الآخرين.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يسعى دائما للتغطية على مشاکله و أزماته المستعصية التي لايجد لها حلا بتصدير أزماته و مشاکله الى الخارج و بطريقة و اسلوب الهروب للأمام، لايزال يرى في هذا الاسلوب المخرج و المنفذ الوحيد لکي ينجو بنفسه من المأزق العويص الذي يواجهه، وهو عندما يرفض کل الدعوات الدولية من أجل إنهاء هذه التدخلات و يصر على بقائها، فإنه ليس هناك من طريق أو سبيل لإيجاد حل ناجع لهذه المشکلة إلا من خلال دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ولابد من هذا السبيل بعد أن سد النظام کل السبل الاخرى بوجه بلدان المنطقة و العالم.