أکثر مايلفت النظر ويٶکد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو نظام ديکتاتوري قمعي فريد من نوعه لايمکن الرکون والطمئنان إليه أبدا، هو إن هذا النظام يعتبر إتخاذ أي موقف رسمي فيه تساهل أو ليونة فإن ذلك يعتبر ضعفا في النظام وبمثابة ثغرة لايمکن ردمها، وبهذا السياق، فإن صحيفة”مستقل” وخلال تطرقها للأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة في إيران وتحذيرها من ذلك، فإنها قد تطرقت الى تصريحات ابنة رفسنجاني التي نقلت عن والدها قوله انه خلال الاحداث المتعلقة بانتخابات عام 2009، عندما طلب والدها في مفاوضات مع كبار المسؤولين جبر خاطر الشعب والمصالحة الوطنية، تلقى إجابة غريبة. وهي أننا لن نكرر خطأ الشاه وإذا أردنا أن نتبع قلوب الناس، فعلينا أن نتراجع كل يوم ونترك البلد أخيرا!
ماقد أوردناه أعلاه من شأنه أن يدفع المرء للتوصل الى حقيقة بالغة الاهمية بشأن موقف وعلاقة هذا النظام ومدى تجاوبه مع الشعب الايراني، وهذه الحقيق تتجلى في إن هذا النظام وإن کان إمتدادا لديکتاتورية نظام الشاه، لکنه أسوأ وأفظع وأکثر إجراما منه ودمويـة منه وإلا ماذا يعني لن نکرر أخطاء الشاه؟ مع العلم إن نظام الشاه وعندما إضطر لمجاراة ومراعاة ومسايرة الشعب الايراني فإن سبب ذلك لکونه لم يجد أية خيارات أخرى وکان يعرف بأن الشعب يحاصره من کل الجهات ويريد إنهائه، لکن هذا النظام يرفض أي تجاوب مع الشعب مهما کان نوعه ويرى فيه بداية لإنهياره وسقوطه.
لکن مشکلة النظام الايراني لاتکمن في هذه النقطة المهمة جدا مع أهميتها الفائقة بل إنها تتعداها الى نقاط أخرى عديدة ومتنوعة تقف کل واحدة منها أمام النظام وتشکل تحديا جديا له، وحتى إن النظام وهو يحاول أن ينقذ برنامجه النووي ويتمکن من الحصول على مکاسب في محادثات فيينا في جولتها السابعة، فإنه يعلم جيدا بأنه حتى ولو فرضنا جدلا بأنه قد تم إطلاق کافة الارصدة المجمدة وتحقق له مايريد من وراء محادثات فيينا، فإنه ومع ذلك لايتمکن من حل أزمته الاقتصادية الخانقة التي يواجهها ذلك إن الاوضاع السلبية التي يواجهها حاليا في ظل أزمته الخانقة، إنما هي وليدة تراکم أخطاء النظام طوال ال42 عاما المنصرمة، وإن أزمته الحادة عميقة الى حد لايمکن حلها حتى مع إطلاق کل المليارات المجمدة، وهذا مايدفعنا للتساٶل، إذن ماهو الحل؟ وماهو السبيل والطريق الذي على النظام الايراني أن يسلکه فيما لو أراد الخروج من أزمته؟ الاجابة التي تفزع النظام هي؛ لەس هناك من طريق أو سبيل أمام النظام لکي يسلکه للخروج من أزمته الحالية والتي يعتقد الکثير من المراقبين السياسيين بأن الحل الوحيد الامثل أمام هذا النظام هو التخلي عن السلطة وإعلان الفشل!