ظللت أشك في تقديميَ وتأخيري لإعادة برمجة معرفتي
من أن قطعة الثلج التي فوق الطاولة قد ذابت بفعل الحرارة
أشك أنها إكتسبت حرارة الصالة فساحت على نفسها ثم على الأرض ،
وهذا الأمر شكل لدي معرفة ما في ضبط الوقت الذي إستغرقته هذه العملية ،
لكني لازلت أحاول ، أُحاول
معرفة تلك (اللحظة ) الحساسة لبدء ذلك التحول ومغادرة الحالة الصلبة الى الحالة السائلة ،
وبالإستعانة بالموجودات الميتافيزيقية سرى حدسي ذلك على الأفعال الباطنية وهي أفعال ليست بالصلبة لكنها باقية على حالاتها بل تزداد تراكيباً بمرور السنين وقطعا يشكل هذا الأمر رحلتي الضرورية ثم أنظمة مشاعري وأحاسيسي بعد أن أكملت منجزي بإضعاف البراهين العقلية ،
أرى أن ليس من الضرورة أن أسمي الأسماء سواء الأشخاص أو الأماكن أو القطعة الأرضية التي سجد لها الفضاء إذ إستطعت أن أقتلع من عين الخرافة بصيرتها التي تسعى لتعقيم البشرية أما بجعل الزمن معادلا لظاهرته أو بقياس وقائعه الخادعة أو المخدوعة فنحن نتسلسل عبر مصنع الخلق منذ ملايين السنين لكن الإصرار على مسمى الديمومة لايعني ذلك التناسل المستمر بقدر مايعني إننا إنطلقنا من نقطة حسابية ما من أجل التعايش مع الأرواح الغريبة التي لم نصطف وإياها ليومنا هذا ،
لعلي ولعل غيري على إدراك تام أن هناك تعاريف متعسفة ومخطئة للآلية التي إعتمدها الكائن في قبول وجوده ومنها الإرتباط الزماني وموجودات الخلق وعادة فأن أي مشكلة حتى وإن حُلت فأنها لابد أن تخلق مشكلة أشد تعقيدا من سابقتها في لحظة قادمة من سنة ما وهو ما يجعلنا أن نفكر بتجاوز لحظات تبنى على لحظات سالفة ،
هنا أجد أن الزمن هو الذي ينظم نفسه ،
ينظمة بواسطتنا كوننا الناقل الحركي للأفعال
وبذلك فأننا نفقد هويتنا الكونية
لنرض بهوية المكان ،
والكارثة ليس المكان الشمولي وتفاعلاته الشمولية بل المكان المصغر والذي يقدر بالأمتار ،إننا لا ننتبه إنتباها سيكولوجيا للأشياء ومنها لأحاسيس الكائنات الحية
كالحيوانات والأشجار والمتغيرات التي تصاب بها الكائنات التي عُرِفت خطأً بالكائنات الميتة ،
لأنها أيضا كالبشر تخضع لمؤثرات الطبيعة ولها نفس اللحظة التي يمتلكها الإنسان ولكن السؤال الأهم أين نجد تلك المفاتيح التي نستطع من خلالها قهر المجهول البشري بل ومن يعطينا تلك المفاتيح التي نستطع بها قهر المجهول الكوني وما ذنب الأموات وهم ينتظرون النتائج عن مفارقات هذا الكون ويتسألون عن لحظاتهم القادمة
وماذا يطلبون بعد ذلك لحساب بديهية رقودهم الأبدي ،