23 ديسمبر، 2024 5:12 ص

السي آي اي والموساد اللعبة المتقنة ..

السي آي اي والموساد اللعبة المتقنة ..

ربما يضن البعض ان التجنيد المخابراتي وصناعة العميل عن طريق الموساد او السي آي اي يجب ان يحقق ما تريد في سنة او سنتان او خمس والحقيقة أن تلك الدول ومخابراتها لا يهمها الوقت بقدر ما تهمها النتائج حتى لو تطلب الامر العمل والانتظار لنصف قرن كما حصل مع العراق وسيحصل مع سوريا ,, فالسعودية بملكها اليوم وتخبطه السياسي ماض في تحطيم وحدة المملكة وتشظيتها الى دويلات وهو يدخل بحروب لا طائل منها سوى قتل ابناء المملكة وشفط اموال الخزينة بسبب الحروب التي تعمل عليها السعودية بعد مجيء الملك سلمان الى سدة الحكم السعودي ..ما يجري في المنطقة اليوم وعلى ايدي بعض المشايخ والممالك العرب لا ينتهي بتدمير بلدانهم فقط بل يمتد ليصل لتغيير الجغرافية العربية وتغيير معالم الدول القائمة الان وهذا صار واضحا وجليا في محاولات الدول العربية النفطية والخليجية بالذات من اللهاث بهذا الاتجاه نحو العراق الذي امتدت له الايدي العربية العميلة لتوصله الى هذا الحال والى سوريا التي بدأت اليوم بعد التدخل الروسي تعيد بعضا من هيبتها والتي وصلت بالأمس الى حافة الهاوية والتشرذم هي الاخرى ,,كل الدلائل تشير ان هؤلاء الملوك ماضون في ركب تنفيذ البرامج المخابراتية الأميركية والإسرائيلية وأصبحوا أدوات لتنفيذ استراتيجيتها وهم على يقين أن ما يقومون به ينعكس سلبا على وحدة بلدانهم وقد يقوض وجودها لتصبح دول من الماضي بتمسكهم بهذه السياسات الفاشلة التي بدأت بالقمع الداخلي لتمتد الى دول العرب التي كانت بالأمس حلفاء لها في الانتكاسات العربية الكبرى.من المؤكد أن الدول تمر بمراحل عدة مثلها مثل الجنين حتى وصوله الى الافول او الموت ومرت دول وإمبراطوريات بهذا المصائر لتصل الى دويلات او الى أجزاء من الدول وكل ذالك يتم بطرق عدة وعوامل تسهل افول تلك الدول التي كانت يوما ما ترسم السياسات للعالم ويحسب لوجودها الحساب الكبير وابلغ مصداق على هذا القول هو انهيار الدول العظمى والاتحادات الكبيرة خاصة في منظورنا الحاضر والذي لم يمر عليه سنوات وعقود منها الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وتشكو سلوفاكيا والآن ربما العراق سائر بهذا الطريق وبعض الدول الاخرى ناهيك عن الدول الكبيرة التي ذكرها التاريخ والتي كانت لها الكعب المعلى في كتابة التاريخ ايضا وتأثيرها على القرار العالمي السياسي ..طبعا من المهم جدا التطرق لموضوعة أن تلك الدول التي كانت في يوم ما مرهوبة الجانب تسقط وتضمحل على ايدي اشخاص كانوا يوما رؤساء او ملوكا لها او أمراء بسبب التخبط والتصرف السياسي او بسبب تنفيذ لبرامج دول اخرى لا تريد لتلك الدولة الاستمرار والتطور من أجل اهدافها ومصالحها وأحيانا كثيرة تجند بعض الدول مخابراتها واستخباراتها في الدول الاخرى اشخاص وتوصلهم لسدة الحكم وبالتالي تغدق عليهم بالأموال والأسلحة وتقف لجانبه حتى توصله ودولته الى الانهيار والتقزم والتلاشي وحدث مثل هذا الأمر كثيرا وبوضوح ايضا في دول اوربا الشرقية وكان لأمريكا ولمخابراتها دورا بارزا لإنهاء وإضعاف دول كانت مهمة وكبيرة وذات باع وصيت في التواجد العالمي وفي المعسكر الشرقي بالذات الذي كان اليد الاخرى في العالم ايام الحرب الباردة حتى ثمانينات القرن الماضي وبالقبال لذراع أمريكا وبالتالي انتهت تلك الدول الاتحادية الى دويلات ضعيفة لايكاد يسمع بها احد بعد تشرذمها وتقزمها .مر العراق بهذه المأساة وبدأ برنامج اضعاف العراق على يد الدكتاتور صدام منذ العام 79 وإدخاله بحرب مع ايران لمدة ثمان سنوات ومن ثم الى الكويت والحصار حتى انتهاء ورقته واحتلال العراق وقتل صدام كل ذالك والمخابرات الامريكية والموساد الاسرائيلي كان حاضرا في شخصية صدام ليصبح صدام من رجل مشرد هاربا في مصر عام 1960 الى رئيس لدولة العراق لتثبت الايام أن الرجل كان مسخرا وعميلا على ايدي تلك المنظمات ألمخابراتية التي كانت في تلك الفترة تعمل بقوة وبجدية في دولة مصر وجندت الكثير وآخر هؤلاء هو تجنيدها للملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز الذي كان في مصر منذ العام 55 حتى العام 60 بحجة انه ذهب مدافعا او مناضلا ضد العدوان على مصر لكن تلك المنظمات استفردت بالرجل وضخت في رأسه الافكار والإرادات الاستعمارية لتوصله الى ماهو عليه ليتبوأ الرجل كرسي المملكة ويبدأ بإصلاحاته الغريبة والجديدة بالنسبة لإصلاحات اخوته ويعين وزير للخارجية السعودي الشيخ عادل الجبير الذي كان سفيرا للمملكة في امريكا ومتعاقدا بالسفارة السعودية قبل العام 2006 ونال البكالوريوس من جامعة شمال تكساس والماجستير من جامعة جورج تاون الامريكية في واشنطن وها هو الرجل يعمل بجد وتفاني بعيدا عن اعمال الخارجية التي الفها الشعب السعودي والعربي عندما كان سعود الفيصل وزيرا للخارجية وعين الملك وزيرا لدفاعه الامير محمد بن سلمان آل سعود وهو من مواليد 1985 وأيضا ولي ولي العهد وهؤلاء الاشخاص بالإضافة الى الملك يمثلون الحلقة القوية في العائلة المالكة التي هي اليوم تسير نحو تحقيق برامج للسعودية فأصبحت السعودية في ظل حكم هؤلاء لم تتوانى بالتدخل علنا بشأن الدول الاخرى وأصبحت تجاهر بسياساتها المعادية للدول العربية وتحاول تدمير تلك الدول التي تتدخل بشأنها الداخلي كالعراق واليمن وسوريا وأعلنت حربا في اليمن وتحاول ارسال قوات لها في سوريا والعراق لتضحي باستقرار المملكة وضعف الحال الاقتصادي وتصبح السعودية لأول مرة بتاريخها منذ اكتشاف النفط فيها تخشى الافلاس والانهيار الاقتصادي ..ربما لا يخفى على أحد ان المخابرات الامريكية والموساد كانت متواجدة بقوة في جمهورية مصر العربية وهي مؤثرة جدا في تجنيد كبار الشخصيات الاقتصادية والسياسية وميلهم نحو تحقيق اهدافها في دولهم يوم كان هؤلاء يتواجدون في مصر أم الدنيا كما يسميها العرب وما قضية الجاسوس كوهين الذي جندته المخابرات الاسرائيلية في مصر والذي كاد ان يصبح رئيسا لسورية وأكتشف في سوريا وأعدم وكان يحمل اسما مستبدلا (باسم أمين ثابت) وعملت المخابرات الاسرائيلية والأمريكية جاهدة لإنجاح مهامه . ما أشبه ما يجري اليوم في السعودية بما جرى بالأمس في العراق عندما بدأ الامر وكأنه لعبة انها حرب مجرد حرب ستنتهي بعد شهر او شهرين على الاقل لكنها استمرت ثمان سنوات وفي السعودية الحال هكذا وهم يضنون ان الحرب في اليمن لا تستمر سوى هذه الفترة لكن الحقيقة انها حربا ضروس ربما تمتد لسنوات ومن جانب آخر ان السعودية اليوم تناور بقواتها على حدودها مع العراق وترسل بطائراتها هنا وهناك وتعمل تحالفات مع دول اخرى ضعيفة ومتهالكة تستجدي الدولار من السعودية هذا البرنامج المخابراتي الذي بدأت بتنفيذه امريكا وإسرائيل على يد الملك سلمان وتحت عباءته وزير خارجيته عادل جبير ونجلة محمد بن سلمان كان قد مر به صدام حسين حتى دمر العراق وسلمه بيد الامريكيين ليصبح اليوم مجرد اقاليم ربما غدا ستصبح السعودية مجرد دولة كان لها كيان ويصبح ابناء الشيعة ..اذن السيد سلمان خادم الحرمين يعيش المرحلة التي عاشها سلفه المقبور صدام وبدأت اوراقه تنكشف كما يبدوا متأثرا بهؤلاء الرؤساء والقادة اللذين حطموا بلدانهم والأمر ليس ببعيد وربما قد يحصل بعد ايام ونرى ان الدولة السعودية اصبحت أكثر من دولة وأكثر من خيار وهي تجهز نفسها بسياسة ملكها نحو الانحدار الذي بانت على الملأ وأصبحت اكثر وضوحا وهي تسير في طريق لا يسمح بالعودة فيه ثانية[email protected]