23 ديسمبر، 2024 4:00 م

السينما حياة ولها دور كبير فى حياتنا جميعا يجب أن نعترف به ومنذ الصغر وحتى الآن أشاهد السينما العالمية عامة والعربية خاصة ويمكن كونى كاتبة جعلنى أقترب أكثر من هذا العالم وبصفة خاصة بعد أن شرفت بعضوية لجان تحكيم العديد من المهرجانات السينمائية والفنية بخلاف مهرجانات المسرح بل والمشاركة فى العديد منها كضيف شرف مما جعلنى أتابع السينماعن قرب اكثرمن المشاهدة من خلال شاشتها الفضية أو عبر التلفزيون مما جعلنى أقرأ وأتابع جميع مايكتب عن السينما العربية وما يعرض من أعمال سينمائية ويمكن تركيزى ألأكبر كونى كاتبة على النص السينمائى أكثر من العمل من الناحية التقنية ، ومعرفة تاريخ  السينما العربية وتطورها بين ماكانت وما آلت إليه حاليا . 
السينما فى رأيى حياة متحركة ، مليئة بالأحداث الثرية كمفردات وأفكار، فهى مرآة وإنعكاس للواقع الذى نعيشه ، من خلالها يحدث مقارنة بين ما حدث وما يحدث فى الواقع ، والرابط بين ثقافتنا العربية والثقافة الغربية تنقل إلينا تقاليد وعادات الآخرين وحياتهم الاجتماعية ، وما يعارضنا من مشكلات ومحاولة وضع الحلول لها ، كما تسرد إنتصارات وهزائم مرت وأشهرها والتى خاضتها شعوبنا على مر التاريح من أجل استقلالها ، وتقديم النماذج المضيئة للشخصيات وألأحداث لتكون قدوة للأجيال. السينما العربية عمرها الأن تعدى القرن من الزمان حيث قدم أول فيلم تقريبا عام 1917 تعدت عدد الأفلام المنتجة خلالها أكثر من 2500 فيلم . هدف السينما كما تعلمنا وحاول العاملون بها أن يرددوا على مسامعنا هو التسلية عن المشاهد من خلال حكاية أو قصة تخرجه من مشاكله والواقع الصعب ينسى معها تعبه ليبدأ بعدها من جديد وإدخال البهجة لصدورنا وهذا ما لا أتفق معه وأرفضه فالعمل السينمائى عندى لابد يحمل رسالة يوصلها للمشاهد لا يوجد ما يمنع أن تكون بشكل مبسط رمزى مع نوع من الترفيه. ولنعرف السينما العربية كيف تطورت ووصلت لما آلت إليه الآن يجب أن نستعرض السينما العربية من خلال أشهر السينمات على مستوى الوطن العربى من المحيط للخليج .
والملاحظ على التاريخ الطويل للسينما المصرية أنها أعتمدت على ألأعمال الأدبية لكبارالأدباء أمثال إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى ونجيب محفوظ ويحيى حقى ويوسف إدريس وأنيس منصور…. إلخ والتى كانت بها أعظم ألأفلام السينمائية فى تاريخ السينما المصرية على الإطلاق وهو مايؤكد أن النص والقصة هى عنصر أساسى فى نجاح العمل الفنى أيا كانت مع الإعتراف بقدرات الخاصة لرواد ونجوم السينما المصرية عزيزة أمير و فاطمة رشدى وأحمد علام ونجيب الريحانى ويوسف وهبى … إلخ . ويجب أن نذكر أن السينما المصرية خدمت القضايا الوطنية والعربية بأن قدمت مجموعة من الأعمال عن القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى  وأعمال أخرى عن تاريخنا وحضارتنا والأمثلة لاتحصى منها فيلم  “واسلاماه” ، “لاشين” ولاننسى الأفلام الدينية مثل “هجرة الرسول” ، ” فجر الإسلام” ، “بلال مؤذن الرسول”، وشخصيات وطنية مثل  ناصر 56 و السادات و جميلة بوحيريد وغيرها والأعمال ألإجتماعية مثل فيلم “بابا أمين” ، “باب الحديد”  ، والكوميدية مثل أفلام إسماعيل ياسين ، وافلام على الكسار ونجيب الريحانى وفؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى وعادل إمام  نهاية بمحمد هنيدى .         
أما السينما العراقية ورغم قلة إنتاجها فى رأيى تركيزها الشديد على القضايا الوطنية والتميز بها والواقعية فى الأعمال الإجتماعية منها التى تعتمد على محاكاة الواقع وأعتقد أن السينما العراقية أستطاعت من خلال إنتاجها أن تخدم القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية أكثر مما خدمتها باقى السينمات العربية و دخلت فى تنافس شديد مع السينما الفلسطينية لخدمة القضية. قدمت السينما العراقية عدد كبير من نجوم السينما العراقية خلال تاريخها الممتد وكان أول تعاون عربي سينمائي على المستوى العربي هو تعاون عراقي مصري عن طريق انتاج وعرض الفيلم المشترك “القاهرة – بغداد ”  فى الأربعينيات من القرن الماضي وقد كان تعاون فني بحت ليس حكومي وتم اخذ اللقطات بين القاهرة وبغداد و قد مثل في الفيلم عفيفة أسكندر ” و” حقي الشبكي “. ومن مصر ” مديحة يسري ” وأخرج الفيلم أحمد بدرخان . ومن ثم توالت السينما العراقيه بإنتاجها للأفلام بعد تأسيس ستوديو للتصوير في بغداد وتم انتاج فيلمين هذا أسّس أستديو صغير في بغداد وأنتج “عليا وعصام” من إخراج شوتان الفرنسي ، والمصور لاما ، بطولة إبراهيم جلال وعزيمة توفيق فيلم ” من المسؤول ” عام 1956 إخراج عبد الجبارولي ، عقبه فيلم ” سعيد أفندي ” عام 1957 إخراج كاميران حسني . ومن ثم تم انشاء مصلحة السينما في العراق و بعدها  ستوديو بغداد الذي صدر منهم فيلم تلفزيون الجيران، والجابي وفيلم الحارس عام ١٩٦٩ الذي شارك بمهرجان قرطاج وفاز بالجائزه الثانيه ذاك العام الذى فازبالجائزة الثانية في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس عام 1969. وهناك أفلام أخرى من إنتاج القطاع الخاص .
السينما التونسية رغم أقدميتها أعتمدت على الكوادر الفنية الأجنبية بداية واستفادت من الخبرات المتوفرة ما جعل الفيلم التونسي يسير في درب يختلف إلى حد كبيرعن الدرب الذي تسير فيه صناعة السينما في بلاد عربية أخرى، فأغلب الأفلام التونسية لا تهدف إلى الربح بل إلى عرض القضايا الاجتماعية، والسياسية التي يحاول التونسيون إيجاد حل له بالإضافة أنها قدمت عدد كبير من رواد السينما فى الإخراج والتمثيل حيث كان اول فيلم تونسي  الاسياد الخمسة الملعونون عام 1919وهو أول فيلم طويل يصوَّر في أفريقيا.أما اول فيلم يصور تونسيا لكن بسيناريو فرنسي كان فيلم بعنوان معروف  عام 1912 لطيب بلخيريا.
السينما السورية ركزت على الأعمال الوطنية وخاصة القضية الفلسطنية إلى جانب ألأعمال التاريخية والتى كانت لها الريادة وإن كانت معظم الإنتاج السورى إنتاج المؤسسة العامة للسينما رغم قلته رغم الكفاءات والإمكانات الموجودة ، لايوجد أعمال خاصة سوى فى النادر ولكنها قدمت أعمال عظيمة ومخرجين ونجوم كانت لهم بصمة فى تاريخ السينما العربية وحصلوا على جوائز عالمية و تميزهم الواضح يكمن في المسلسلات أي في التلفزيون فهم محترفون وخاصة فيما يخص القضايا الإجتماعيه و التراث .
السينما اللبنانية أنها قائمة على الهواية أكثر من الإحتراف فكانت الأعمال المقدمة بسيطة خفيفة يغلب عليها الطابع الغنائى الإجتماعى بدون فلسفة أو تعقيد ركزت على الإبهار والمتعة والرفاهية مع توافر المستوى التقنى ودور العرض الفخمة ولم تعتمد على الدولة للإنتاج بل على القطاع الخاص كما أعتمدت على المناظرالطبعية الخلابة الموجودة بها ورغم وجود الكوادر الفنية الإ أنها استعانت بكوادر وفنانين ومخرجين من خارج لبنان ربما امتاز الفن اللبناني بالمسرح اكثر و بالاستعراض منه في السينما.
السينما القطرية وفرت لهم دورالعرض والإمكانات المادية الا انهم برعوا اكثر بالتلفزيون و يرجع ذلك لحداثتها أو تركيزها على إستيراد الأعمال السينمائية والكوادر التى تشارك فى الأعمال التى تصور بها أو تقوم بإنتاجها .
السينما العمانية بدون إنتاج وركزت إهتمامها على إنشاء دورالعرض وإستيراد الإفلام التى تعرض بها سواء عربية أجنبية، وإن كان بها محاولات فردية لم تكلل بالنجاح أو تثمر حتى الآن .
السينما البحرينية رغم وجود دور العرض والإمكانات المادية إلا أنها بدون إنتاج سينمائى اقتصر دور الجهات السينمائية على توزيع وتسويق الأفلام الأجنبية المستوردة مما نتج عنه عدم وجود كوادر فنية سينمائية رغم وجود فنانين مبدعين عملوا في بلدان اخرى ربما بسبب قلة الإنتاج الفني البحريني . 
السينماالفلسطينية  عبَّرت عن نضال الشعب الفلسطيني في سبيل إعادة وطنه المغتصب ، وإصراره على هزيمة العدو الصهيوني لإقامة دولة فلسطين ، والقضية الفلسطنية من كافة جوانبها ، إضافة إلى تسجيل النشاطات العسكرية للثورة الفلسطينية التي تسجل موقفا و منبراً بما يخص قضية فلسطين كما تحدثت عن جنوب لبنان والصراع الاسرائيلي .
السينما السودانية رغم مرور أكثرمن نصف قرن على بدايتها لم تقدم أعمال سينمائية روائية طويلة ملموسة رغم وجود عدد من المخرجين المؤهلين أصحاب الثقافة والفكرالمستنير ويبدوا أن نقص  الإمكانات المادية وعدم وجود التقنية الفنية حال دون ذلك .
السينما الإمارتية رغم بدايتها المتأخرة فى السبعينات إلا انها إستطاعت أن تحقق نهضة ملحوظة بسبب وفرة الكوادر والإمكانات المادية والتقنية العالية ودورالعرض ووجود كوادر مدربة ومهتمة بالسينما أن تقدم أعمال ذات مستوى رغم قلتها .
السينما الكويتية حققت تجارب متقدمة بفضل أبنائها القادمين من الخارج بعد الدراسه و بفكر جديد إستطاعوا من خلاله تقديم أعمال متميزة وأيضا للمسرح الكويتى ومكانته ودوره الثقافى والتنوير فى دعم السينما الكويتية بالكوادر الفنية المتميزة ومثال عليها   المخرج خالد الصديق الذي قدم عدة افلام من بينها فيلم اخذه عن قصة الأديب السوداني الطيب صالح عرس الزين. كما انه مشهود للكويت بريادة الفن الخليجي فهم أول من أنتج الأفلام والمسلسلات التي اشتهرت عبر الوطن العربي وتميزوا بالبرامج التلفزيونيه بأشكالها.
السينما السعودية لم تحقق أى إنتاج سينمائى رغم وفرة الإمكانات المادية والكوادر وفى رأيى السبب الرئيسى هو عدم وجود دور العرض السينمائى والذى من أهم عناصر صناعة السينما وركائزها كما ان هناك بعض المعوقات الإجتماعيه والدينيه من حيث الفن و قيوده إلا أننا نرى مبدعين سعودين في مجالات الكتابه والنصوص الفنيه والشعريه و الروايات كما بعض الفنانين السعودين ابدعوا في الخارج  .
السينما الليبية رغم توافر التقنيات الفنية والمعدات الحديثة والإهتمام الحكومى بها الا انها لم تبدأ سوى فى الثمانينات ورغم ذلك لم تحقق إلاعدد قليل من الأفلام السينمائية.
أما السينما الأردنيه فلها تجارب جيده رغم ان الفن الأردني امتاز اكثر بالتلفزيون و المسرح عنه من السينما و امتاز اافن الأردني بالمسلسلات التاريخيه والبدويه وبرامج الأطفال .
السينما المغربيه امتازت في بداية الامر بتوجهاتها الوطنيه بمقاومة الإستعمار وتدرجت السينما المغربيه بالصعود والتطور في فترة السبعينات و برزت بعض الوجه السينمائيه في بعض الأفلام التي اشتهرت مثل فيلم وشمة وفيلم الناعورة وتمتاز الافلام المغربيه بأنها طويله بعض الشيء كما ان بعضها رشح لجوائز عالميه مثل فيلم ليلى في الضيعه.
السينما الجزائريه رغم قلة انتاجها الا انها بدأت مبكرا و قد نال احد افلامها جائزة السعفه الذهبيه عام ١٩٧٥ في مهرجان كان. ومرت السينما الجزائريه بمراحل مختلفه من حيث اختيار مواضيع الافلام الا ان ما تعاني منه هو عدم الدعايه الكافيه لها في داخل الجزائر .
ومن خلا هذا السرد للسينما العربية وتطورها وتاريخها تظهر امامنا مجموعة من المعوقات التى تعوق نجاح واستمرارية السينما العربية ووصولها للعالمية وهى :-
1- اكتساح الأفلام ألأجنبية وخاصة الأمريكية  للسوق العربية مما يجعل عملية التنافس فى غير صالح الفيلم العربى .
2- سيطرة المنتجين وخاصة القطاع الخاص على السينما العربية وسعيه المتواصل للربح بعيدا عن الهدف الأكبروالأسمى وهو العالمية وفتح أسواق خارجية للفيلم العربى وسيطرةالقطاع الخاص كذلك  على دور العرض السينمائى مما يجعلهالمتحكم فى نوعية الإنتاج السينمائى . 
3-  سوء عملية توزيع  الفيلم العربى  على مستوى العالم عامة والعربى خاص واستثناء الفيلم المصرى فى هذا المجال .
4- اللغة العربية المفقودة فى السينما العربية لأن معظم الأقطار العربية تنتج طبقا للهجتها ومعظمها للأسف بعيد عن العربية وغير مفهوم من باقى الأقطار العربية  مما لايتيح لها النجاح عند عرضها خارج الدولة المنتجة .
5 – الصراع الدائم بين العقلية الأدارية الروتينية الحكومية وعقلية المبدع السينمائى خاصة أجايل الشباب أصحاب الفكر المستنير القادمين من الخارج .
6- ندرة الكوادر الفنية القادرة على المنافسة و قلة الدعم الموجود للسينمائيين مما يجعل الإنتاج السينمائى متواضع وبمجهودات فردية كبيرة. ولاتزال هذه الكوادر محتاجة لدعم ومساندة رغم النجاحات التى حققها بعضهم وأكبر مثال هؤلاء مصطفى العقاد وفيلمى الرسالة وعمر المختار عندما توافرت له الإمكانات والموارد .
7 – التباين بين إنتاج القطاع العام وإنتاج القطاع الخاص فى المستوى والفكر والإبداع واختلافه من دولة لأخرى  بل داخل الدولة الواحدة والإختلاف بين الأجيال والإختلاف فى الرؤى السينمائية  والنظرة لسينما ككيان ضرورى للمجتمع .
8-  بعض الأقطارالعربية كما لاحظنا ليس بها دور عرض سينمائى حتى الآن أو السينما لاتزال فى مراحلها ألأولى مجرد محاولات فردية . 
وهذا ما يجعلنى أؤكد أن السينما العربية رغم ألإنتكسات والإمكانات المحددة إلا انها ذات مضمون يطرح فى بعضها الواقع والصراع الموجود بين المفاهيم الخلقية والاجتماعية فى الريف والمدينة وما يدور بالعالم العربى ، ووجود السينما المصرية فى المقدمة فهى تستحق ان  يطلق عليها أم السينماالعربية بتناول واقع الإنسان العربى ومعاناته فى مصر خاصة والعالم العربى عامة الآ أنها بدات التحول على يد الأثرياء وتجار العمله إلى سلعة تجارية تقدم أعمال دون المستوى فى الفترة الأخيرة أصبحت الأفلام تدور حول الرقص و الضجه الغير مبرره و تسطيح الأفكار و الهزل الغير لائق  مما أخرج السينما عن أهدافها وقضايا الأمة وهموم الشعوب ومن هنا يجب أن ندق ناقوس الخطر للوقوف أمام هذا الظاهرة  لتعود السينما المصرية و العربيه  لما كانت عليه ، وعلينا جميعا كعرب إزالة مايعوق السينماالعربية ونجاحهاوالتوحد من أجل هدف ورسالة واحدة وهى وجود سينما عربية متفردة قادرة على المنافسة والوصول للعالمية  مع الإحتفاظ بهويتنا العربية وبدون تقليد للغرب فلايوجد ماينقصنا فى سبيل ذلك  سوى أن نبدأ الخطوات الأولى  فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة كما يقال .   
 السينما سلاح فهي قلم وكلمه و صورة وهي ملخص الفنون التي تجمع بين الفنون السبعه من موسيقى ولحن وأغاني لتصوير و إخراج و إضاءة وديكور و فن تشكيلي ونص وسيناريو وصولا للأداء والتمثيل والتعبير فالسينما توصل الفكره أسرع و اقوة من أي وسيلة أخرى كونها مجموعة فنون فالتأثيرات تصل للمتفرج بأساليب عديده ناهيك عن عوامل الإبهار وربما ما يرتبط بها من إستعراض كما تأثير النجوم على المشاهدين لا يمكن إغفاله فلكل منا نجم محبب لنفسه يشعر حين يشاهده عبر الشاشات بالراحه و الثقه فكيف نترك هذه الوسيله الهامه دون الإهتمام بها كرساله فيما بيننا أولا ،بين أفراد الأسرى الواحده أو كرابط بين أبناء المجتمع ككل ومن ثم توحيد الوطن ومن جهة اخرى استخدامها كوسيلة بث للعالم نتحدث عن أفكارنا و قضايانا و نعبر عن انفسنا بدلا من ترك الصوره مهزوزه او مشوهه.
رعاية السينما من قبل وزارة الإعلام وبالتالي الدوله أمر يعود على الفن بالخير فالدعم المادي سيغني السينما عن المنتجين الغير متخصين و التجار البعيدين عن الثقافه و الفن و سيضع السينما على سلم الهبوط المستمر وكما يقول المثل الشعبي اعطي الخبز لخبازه ولو أكل نصفه فكيف كانت السينما بمواضيعها و تقنياتها عندما كانت بأيدي المتخصصين الغياره على الفن الراق و الهادف رغم انه لم يخلو من الترفيه و النكته و الضحكه الذكيه و الابتسامه من القلب لكنه كان ذو معنى و طعم مختلف عن ما يقدم الآن في الغالب وانا لا اعمم لوجود أفلام كثيره رائعه و مبهره ولكن انا اتكلم عن الظاهره الحديثه في شأن السينما العربيه و التي تتمركز في مصر الحبيبه كون تجارب باقي الدول العربيه ليست بحجم وكثرة الرحله المصريه مع السينما و نلاحظ ان معظم الأفلام المنتجه في الدول العربيه هي افلام تسجيليه او وثائقيه و افلام قصيره ومباشره تبتعد عن الفنيات وتعتمد على المعلومه المباشره الناطقه و المصورة و هذا يعتبر خلل كون هذه النوعيه من الافلام اكثرها تعليميه او تأريخيه أو لغايات التوثيق او الإخبار فأين سينماتنا من باقي ابداعات و فنون و أنواع السينما وصولا للفيلم الطويل و حتى أفلام الكرتون المصيوغه بتقنية الفيلم العادي
استخدم الغرب السينما لابتزاز المشاعر في أوقات الحروب و القضايا المصيريه و استخدمت امريكا السينما لجعل العالم يتعاطف معها و تستحوذعلى ابصار الناس و نجحت في ذلك بأكثر القضايا حساسيه مثل انتاج افلام بطلب او ايعاز عن قضايا مثل ١١ سبتمبر او حرب العراق او معادات الساميه وفيتنام و ربما استخدمها بعض السياسين لدعايات انتخابيه ليس لاشخاص بل لفكر معين و خط معين يدعم بالنهايه اشخاص بحد ذاتهم واستخدمها القادة العرب في تحريض المشاعر للإرتباط بالأرض و الوطن والحماسيه بينما نحن ما زلنا نحبو بأفكارنا نحو الهرج والمرج بلا معنى
ومن هذا المنطلق يجدر تخصيص ميزانيه لهذه السلطه الهامه والتي تصل ربما اقل سرعه من وسائل الاعلام الاخباريه ولكنها اسرع تأثيرا واعمق بصمة و اكثر مصداقيه لدى الناس و لكن الحذر ان تكون الميزانيه بشروط رغم اني مع الرقابه الذاتيه و اشراف المتخصصين بالتربيه و علم الاجتماع للحفاظ على المثل و الأخلاقيات العامه التي تدهورت و آلت للسقوط بسبب وسائل التواصل بأشكالها فليس حرا من ينشر الفساد و يشجع الاطفال و النشء على الإنحراف فأنا مع مصادرة التدهور الأخلاقي و ضد مصادرة الرأي الحر و الفكر العلمي و الثقافي و الاجتماعي و الديني لنستخدم السينما بمتعة بلا ضرر.