استبشرنا خيرا باستفاقة السينما العراقية بعد سنوات الركود والنكوص التي أصابتها خلال السنوات العجاف ,بعد عرض فلم “تحت رمال بابل” للمخرج الشاب محمد الدراجي فلم كشف من خلاله حجم المأساة الإنسانية التي تعرض لها الشعب العراقي “بجميع مكوناته “خلال الانتفاضة الشعبانية عام 1991هذا الفلم الذي أجهشنا بالبكاء وهز مشاعرنا من الأعماق من خلال مشاهده المأساوية التي جسدتها فصوله المحزنة والمخيفة,واستبشرنا خيرا بان الفلم استطاع كسر الحدود والخروج الى الفضائات الخارجية وأماط اللثام عن مجريات الأحداث التي دارت بتلك الفترة بعد أن أسدل العالم الستار عليها وأغمضت منظمات حقوق الإنسان عيونها على المجازر التي تعرض لها الشعب العراقي عام 1991,الفلم الذي مزج بين الوثيقة والحدث الدرامي ونال استحسان مهرجان أبو ظبي الشبابي وحصل على جائزة أفضل فلم في المهرجان لعام 2013 ونال تقبل من الشارع العراقي ,الفلم صور في مدينة واسط والبصرة والناصرية وبابل والنجف وبغداد واستمر العمل بإنتاجه أربع سنوات من عام 2009 إلى عام 2013 كانت ثمرتها 92دقيقة , جهد استثنائي قام به المخرج والمنتج وكل من ساهم بإنتاج هذا الفلم من وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح ويحسب انجاز لسينما العراقية وخطوة على الطريق الصحيح لنهوض بواقع السينما التي ظلت حبيسة الأفلام المحلية والسياسية ,لكن وللأسف ادخل الفلم في نفق السجالات والمماحكات بين المخرج ومدير دائرة السينما والمسرح الأمر الذي تناولته أكثر وسائل الإعلام بدون حيادية فالبعض يطعن بالمدير والأخر بالمخرج على ضوء تبادل الاتهامات,ولا نريد أن ندخل فيما قال المخرج واتهم مدير السينما ولا رد الأخير على الاتهامات فهذا لايعنينا,بقدر ما يعنينا إجهاض فكرة وقيمة الفلم وإدخاله في خانة الفساد وكبوة السينما مرة أخرى بعد ان فزت من السبات الطويل, خصوصا نفسية المواطن لا تتحمل المزيد من الأزمات وتبادل الاتهامات فما يعانيه من السياسيين خلال العقد الذي مضى يجعله غير مستعد لفتح نافذة أخرى تجلب له الصداع , وكان بالإمكان حل مثل هذه المهاترات من خلال القضاء وهيئة النزاهة والمفتش العام في وزارة الثقافة والحكومة, لا من خلال التملق والتزلف “والمسح على الكتوف” من قبل بعض المعتاشين على فضلات موائد السلاطين من المحسوبين على الإعلام والفن , موضوع الفلم يعالج انتفاضة شعبية استبيحت بها كل المحرمات وقدم الشعب قوافل من الشهداء ,كشفت المقابر الجماعية بعد عام 2003 وحجم وبشاعة ما تعرض له الشعب العراقي بعدان دفن الكثير منهم إحياء و مجاز يندى لها جبين الإنسانية,ولكن الان لا نعتب على الإنسانية وحقوق الإنسان التي شاركت في تغيب الحدث في حينها فقط بل نعتب على كل من أجهز على الحدث وتحويلها إلى اطلابة من المحتمل أن تتطور إلى “كعده عشائرية” كفاكم استخفاف بدماء الشهداء احترموا مشاعر الناس إيه (المثقفين) والى المتملقين فالشعب “لا يعتب عليكم”